Al Jazirah NewsPaper Friday  29/08/2008 G Issue 13119
الجمعة 28 شعبان 1429   العدد  13119
السلطة الرابعة
الدوري السعودي الأول خليجياً وعيبه عدم التزام اللاعبين وإقالات المدربين المتكررة

إعداد : سامي اليوسف

السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.

قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم«محمد لوري رئيس القسم الرياضي بجريدة (الوقت) البحرينية وعضو لجنة المنتخبات» فماذا قال..

* لو سألتك: الدوري السعودي يعجبك وتتابعه لأجبتني ب(نعم).. لكني سوف أسألك: ما الذي لا يعجبك في الدوري السعودي حالياً؟ ولماذا؟

- الدوري السعودي لا يزال يحتل المرتبة الأولى خليجياً وعيبه الأبرز هو عدم التزام أغلب اللاعبين بضوابط الاحتراف وتسرع بعض الأندية في إقالة المدربين مما يخلق حالة من عدم الاستقرار الفني في الفرق.

* يزعم المذيع القطري اللامع خالد جاسم أن الدوري في بلاده الأفضل خليجياً لكنه يعترف أنه بلا جمهور.. كيف نقتنع بهذه المعادلة الصعبة.. (دوري بلا جمهور).. كيف يصبح الأفضل؟

- أكرر بان الدوري السعودي هو الأبرز خليجياً من حيث المستوى بدليل أن الأندية السعودية هي الأبرز على الساحة الخليجية والآسيوية، وقد يكون الدوري القطري هو الأبرز إعلامياً خصوصاً بعد موجة التعاقدات مع عدد من النجوم العالميين المعروفين.

* إلى أي الفرق السعودية تميل؟ ومن يعجبك من نجوم الكرة السعودية؟

- أنا اتحادي ولكنني لست من المتعصبين، ويعجبني اللاعبون: محمد نور وياسر القحطاني وسعد الحارثي ونواف التمياط الذي أعتبره سيئ الحظ بسبب الإصابات التي تطارده وتحرمنا من الاستمتاع بأدائه المتميز والذي يضعه في مصاف النجوم الأفذاذ ليس على مستوى الكرة السعودية بل على مستوى القارة الآسيوية.

* استمعت ذات لقاء لنجم الكرة القطرية السابق منصور مفتاح في قناة الدوري والكأس فقال عن الدوري البحريني: (أنه فقير في كل شيء.. فقير بالمواهب وفقير بالجمهور).. ما تعليقك؟!

- دورينا فقير بسبب ندرة الملاعب الخاصة بالمباريات مما يترتب عليه ثغرات كثيرة في الجوانب التنظيمية بالإضافة إلى عدم استقرار الاتحاد على نظام ثابت للمسابقة الرئيسية، أضف إلى ذلك كثرة الفرق المشاركة في المسابقة الرئيسية والتفاوت الكبير بين المستويات الأمر الذي يقلل حدة المنافسة على البطولة التي كثيرا ما تكون محصورة بين فريقين أو ثلاثة وغالبا ما تحسم مبكرا.

أما فيما يتعلق بالمواهب فإنني أختلف مع ما ساقه اللاعب القطري الدولي منصور مفتاح حيث إن البحرين تتمتع بمواهب رياضية متميزة على مستوى الخليج ولكنها تفتقد إلى الرعاية التي تتوافر لنظرائهم في الدول الشقيقة. وبطبيعة الحال فإن العزوف الجماهيري هو نتيجة طبيعية لتدني المستوى في ظل وجود خيارات مفتوحة للجماهير من خلال القنوات الفضائية التي تنقل الدوريات العالمية الراقية على عكس الماضي تحديداً في السبعينيات والثمانينيات حيث لم تكن هذه القنوات متاحة ولم يكن هناك أي خيار سوى حضور المباريات المحلية.

* ما الحل برأيك لندرة المواهب في البحرين التي اشتكى منها السيد ماتشالا عقب كأس آسيا الأخيرة؟ هل التجنيس أبرز هذه الحلول؟

- يبدو أن ماتشالا يريد لاعبين جاهزين ولا يريد أن يكلف نفسه وفريقه الفني القيام بجولات في ملاعب الأندية لاكتشاف هذه المواهب والعمل على صقلها كما فعل المدرب العربي القدير حمادة الشرقاوي رحمه الله عندما جاء إلى البحرين في أواخر الستينيات واستطاع بمفرده أن يكتشف العديد من المواهب التي ظلت تمثل الكرة البحرينية على مدى عقدين من الزمان.

أما مسألة التجنيس فلا دخل لها بنقص المواهب إنما هي ظاهرة عالمية تحددها سياسة الدول وأنا لست ضدها إذا كانت ستتم وفق قوانين وأنظمة الدولة بشرط أن تكون ذات مردود إيجابي بمعنى أن يكون المراد تجنيسه لاعبا فذا يمتلك أدوات التميز الذي يفتقد إليها المواطن.

* الصحافة الرياضية البحرينية غائبة أو بمعنى ليست بذات القوة والحماسة والإثارة التي تتمتع بها مثيلاتها السعودية والإماراتية والقطرية.. كما أن القناة الرياضية البحرينية ذات حضور ضعيف على الساحة الخليجية.. ما الأسباب وكيف ترى الحل؟

- عيب الصحافة البحرينية والإعلام البحريني عامة محدودية الانتشار بما في ذلك الصحافة الرياضية قياسا بمثيلاتها في الخليج ولولا هذه الحدودية لكانت هي الأقوى لتمتعها بالخبرة التي تسبق فيها أغلب الدول الخليجية بالإضافة لاعتمادها على المواطنين وهو ما يميزها عن أغلب نظيراتها في الخليج.

كما أن الصحافة الرياضية البحرينية تمتاز بطرحها الموضوعي القائم على المهنية خلافا لأغلب الصحف الرياضية الخليجية التي تعتمد على الإثارة والفبركة الإخبارية لملامسة مشاعر الجماهير بعيدا عن المهنية.

أيضا من مميزاتها أنها تفرد مساحات واسعة لتغطية جميع اللعبات وخصوصا الجماعية منها بينما نجد الصحافة الخليجية الأخرى تهتم بكرة القدم على حساب الرياضات الأخرى وتركز تغطيتها على فرق الكبار على عكس الوضع عندنا في البحرين حيث نهتم بمسابقات الفئات العمرية لمختلف اللعبات.

أما بالنسبة للقناة الرياضية البحرينية فإنني أتفق مع الرأي القاضي بضعفها ولقد كنت من أول المعارضين لإنشاء قناة رياضية بحرينية في ظل الإمكانيات المتوفرة في تلفزيون البحرين واقترحت أن يتم تطوير البرامج الرياضية في القناة الرئيسية وتوسيع مساحتها بدلا من إنشاء قناة رياضية مستقلة بدون إستراتيجية وبدون إمكانيات يمكنها أن تنافس القنوات الرياضية المجاورة!

* على الرغم من توفر الجيل الذهبي للكرة البحرينية بقيادة الكابتن طلال وأبناء حبيل ورفاقهم، إلا أن الكرة البحرينية لم تحقق كأس الخليج ولم تصل إلى كأس العالم، وحتى الأندية البحرينية بقيت دونما إنجاز يذكر، فهل المشكلة إدارية، فنية، إعلامية أم هنالك عامل خفي ومؤثر لا نعرفه كمتابعين؟

- إذا كنت أنت تعتبر جيل طلال وأبناء حبيل هم الجيل الذهبي فإنني أخالفك الرأي حيث إن جيل الثمانينيات الذي كان يضم حمود سلطان ويوسف شريدة ومحمد الزياني وفؤاد بوشقر وإبراهيم زويد وحمد محمد وخليل شويعر ورفاق دربهم هم الأقرب للقب الجيل الذهبي غير أن هذا الجيل لم يحظَ بالاهتمام والدعم الذي يحصل عليه الجيل الحالي ولم تُتح له فرصة الاحتراف التي يتحلى بها الجيل الحالي. أما غياب البطولات فليس له صلة بالنجومية بقدر صلته بنفس البطولة من خلال الاصرار والعزيمة وعدم اليأس وهذه صفات يفتقدها اللاعب البحريني بشكل عام في كرة القدم بدليل وصولهم إلى مراتب قريبة جدا من البطولة ولكنهم يفقدونها في الرمق الأخير كما حدث أكثر من مرة في دورات الخليج وأكثر من مرة في تصفيات كأس العالم ومثل هذه النواقص يتحملها اللاعبون بدرجة كبيرة لأنهم أصحاب الكلمة الفصل داخل الملعب.

* من خلال متابعتي لعامودك شبه اليومي (صفارة)، قرأت لك آراء جريئة تمس واقع الرياضة البحرينية، تستعرض الإيجابيات والسلبيات.. وعلى هذه الخلفية من الطرح أسألك: بصراحة هل من المفيد استمرار تنظيم دورات الخليج لكرة القدم.. أم أنها باتت تشكل عبئاً على روزنامة الاتحادات الخليجية؟

- دورة كأس الخليج لكرة القدم هي العصا السحرية التي نقلت الرياضة الخليجية عامة وكرة القدم الخليجية خاصة إلى العالمية ولذلك فأنا من أشد المعارضين لإلغاء هذه الدورة التي أصبحت جزءاً من تراثنا الرياضي في الخليج ومن واجبنا أن نحافظ عليها ونفخر بها رغم أنها ليست معتمدة دوليا ولابد من أن نتمسك جميعا باستمراريتها وألا نتعالى عليها ما دمنا نؤمن بالمثل الشعبي القائل (اللي ما له أول ما له تالي).

* ما التجربة الذي خرجت بها من عضوية لجنة المنتخبات في اتحاد الكرة البحريني؟ وهل نتائجها الحالية تغري على الاستمرارية؟

- العمل التطوعي واجب وطني وبالنسبة لي فقد تربيت على العمل التطوعي منذ السبعينيات عندما توليت تدريب الفريق الأول بالنادي العربي الذي يعرف الآن بنادي النجمة بعد سلسلة من الاندماجات ولم نكن يومها نتقاضى أي مكافآت مادية ولكن كان يدفعنا الواجب الوطني وحب الرياضة عامة وحب أنديتنا خاصة.

واستمررت في العمل التطوعي في العديد من لجان الاتحاد البحريني لكرة القدم لأكثر من عشرين سنة.

أما بالنسبة لعضويتي الحالية في لجنة المنتخبات فإنني أشعر بالرضا عن دورنا في اللجنة بسبب الشفافية التي نعمل بها ونسعى للارتقاء بالمنتخبات الوطنية لمختلف الأعمار من خلال لوائح تنظم العمل الإداري وتحفز اللاعبين على العطاء الأفضل.

أما بشأن الاستمرارية فهذا الأمر متروك لمجلس إدارة الاتحاد في دورته الجديدة ونحن دائماً نرحب بخدمة الرياضة البحرينية من أي موقع نجد أنفسنا قادرين فيه على الخدمة.

* كإعلامي مخضرم ومتابع لصحافة الخليج.. كيف ترى أداء الصحافة الرياضية السعودية.. والقناة الرياضية السعودية؟

- الصحافة الرياضية السعودية بدأت تتطور عما كانت عليه قبل عشر سنوات بفضل نضوج العاملين فيها واقترابهم من الأسس المهنية بدلاً من أساليب الإثارة والفبركة غير الدقيقة التي بدأت بها الصحافة الرياضية السعودية مشوارها الأمر الذي أفقدها المصداقية في العديد من القضايا الرياضية التي كانت تطرح بأساليب يسيطر عليها التعصب والانتماء إلى الأندية الكبيرة فكانت الأندية الصغيرة هي التي تدفع الثمن وهي تحتاج إلى المزيد من الاهتمام بكل الألعاب الرياضية بدلاً من التركيز على كرة القدم خصوصا أن السعودية تمتلك دوري قويا في السلة واليد والطائرة بالإضافة إلى ألعاب القوى.

أما القناة الرياضية السعودية فإنني بصراحة لست من المتابعين الدائمين لها باستثناء متابعة الدوري السعودي لكرة القدم. ومع ذلك أرى أن مستقبل القناة سيكون جيدا خصوصا إذا سعت إلى المزيد من البرامج الحوارية المباشرة ذات الطابع الجريء.

* وقع الأحمر البحريني مع اليابان في مجموعة اليابان مرة أخرى، وتحولت المجموعة إلى مواجهة ديربي خليجية.. هل سيحقق البحريني حلمه الأزلي (كما وصفت في صفارة) بالوصول إلى المونديال؟ ومن ترشح من الخليج للتأهل؟

من يرد أن يتأهل لنهائيات كأس العالم يجب أن يكون مستعداً لمواجهة أي فريق حتى وإن كان يفوقه قوة وخبرة وهذا هو حال منتخبنا الوطني لكرة القدم في مجموعته الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010، فاليابان لم تعد البعبع الذي يرهب الفرق الآسيوية وقد سبق لنا مواجهتها في الكثير من الاستحقاقات واستطعنا أن نجاريها ونتعادل معها بل ونفوز عليها كما حدث في التصفيات التمهيدية الأخيرة. لم يعد لدينا العذر بعد أن هُيِّئت للمنتخب كل الأجواء التحفيزية بالإضافة إلى ما وصل إليه المنتخب من نضج وخبرة لا تقل أبداً عن خبرات اليابانيين أو الأستراليين أو حتى الأوزبكيين، والكرة الآن في ملعب الجهاز الفني واللاعبين، وأملنا كبير في نيل إحدى البطاقات الآسيوية الأربع، وعلى الرغم من الاستعدادات الجيدة للمنتخبات الخليجية إلا أنني أرى أن فرصة المنتخب السعودي هي الأكبر تليها فرصة البحرين والإمارات وقطر.

* ماذا تقول لهؤلاء:

- الشيخ عيسى بن راشد:

كُفيت ووفيت وستظل رمزاً من رموز الرياضة البحرينية والخليجية.

- الشيخ فواز بن محمد:

ما قدمته للرياضة البحرينية يؤكد حسن إدارتك وبُعد نظرتك، فامضِ في نفس الطريق ونسأل الله لك التوفيق والنجاح.

- راشد شريدة:

رفيق دربي الصحفي الذي لا يزال يؤكد قدرته على العطاء.

- ماجد سلطان:

أدعو الله لك بدوام الصحة والعافية وأن تبقى في حبك ووفائك وإخلاصك لوطنك ومحبيك، كما عهدتك فهذه هي سمات المواطن الصالح.

- توفيق صالحي:

تمنياتي لك بدوام الصحة والعافية، وأسأل الله لك الشفاء والعودة إلى نشاطك المعروف، وكفاك الله شر الحساد.

* كلمة أخيرة:

- أتمنى أن أكون قد وفقت ولو بشيء يسير في الإجابة عن تساؤلاتكم وكل ما يهمني هو أن نعمل جميعاً للارتقاء بالرياضة في أوطاننا؛ لأننا نحمل أمانة ومسؤولية كبيرة جداً كصحافيين سنُسأل عنها أمام الله عز وجل، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

* * *

بطاقة الضيف

- الاسم: محمد إبراهيم محمد لوري.

- العمر: 58 سنة.

- الوظيفة: رئيس القسم الرياضي بجريدة الوقت البحرينية.

- الحالة الاجتماعية: متزوج وله ابن (حمد) وبنتان (مريم) و(نوارة).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد