Al Jazirah NewsPaper Friday  29/08/2008 G Issue 13119
الجمعة 28 شعبان 1429   العدد  13119
الدكتور «محمد العويضي» عضو شرف نادي الوحدة المخضرم يكشف الأسرار داخل البيت الأحمر
أبناء الوحدة المخلصون قادرون على معالجة مشاكل الفريق

أكد الدكتور محمد العويضي، استاذ التاريخ والحضارة بالمعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية وعضو شرف نادي الوحدة أن ما يحدث في البيت الوحداوي من صراع إداري وخلاف شرفي.. لا يخدم مسيرته.. وأوضح في لقائه مع (الجزيرة) أن ابتعاد أبرز رجالات الكيان الوحداوي عن دعم ناديهم جاء بسبب سياسة التهميش من الإدارة الحالية.. وشدد على أن عملية بيع النجوم التي طالت أبرز عناصره كانت إجراءً إدارياً خاطئاً.. سيُلقي بظلاله مستقبلاً على الفريق بصورة سلبية.. الدكتور العويضي تحدث عن أمور كثيرة تخص ناديه المخضرم.. نتناولها عبر الأحداث التالية:

* ماذا يحدث في البيت الوحداوي؟ وأين هم رجالاته الأوفياء من الوقوف مع ناديهم في أزمته؟

- الذي يحدث في البيت الوحداوي نتيجة ثقافة الخلاف التي تجذَّرت في نفوس البعض، ولم يعد بالإمكان اقتلاعها، لقد أثَّرت مكونات البيئة المحيطة بأوضاع النادي، وتشرذمَ محبو الوحدة إلى مجموعات كل مجموعة تعتقد أنها الأجدر والأحق في قيادة النادي، ويجب أن يُبعد البقية، كما أن بعض أصحاب المصالح أخذ يُقيم علاقته بالنادي وفقاً لمصالحه، فإذا ما وجد أن من مصلحته تمتين العلاقة مع إدارة النادي أو أحد المؤثرين فيها سعى لها دون النظر لمصلحة النادي وغالباً ما تكون هذه المصالح لها علاقة، بطريقة أو أخرى بنشاط النادي وقد ترتبط، في أحيان أخرى، هذه المصالح بشخصية الرئيس ومركزه الاجتماعي والمالي خارج منظومة النشاط الرياضي.. فمن أجل تحقيق مكاسب شخصية تكون درجة التأييد والولاء لهذا أو ذاك دون مراعاة المصلحة العامة للنادي، كما أن هناك مجموعة ترى أن من مصلحتها بقاء الخلاف متأججاً، ويهمها أن يظل رئيس النادي في خلاف مع الآخرين، ليكون الخلاف وسيلة ناجعة في بقائهم، ولو نجح رئيس النادي في إذابة الخلافات مع مجموعة مهمة من المحبين، الذين خدموا النادي فإن هؤلاء لن يكون لهم مكان.. وللعلم فإن هذه المجموعة موجودة في النادي من عشرين عاماً، فهم يقاتلون من أجل البقاء ولو على حساب النادي، وولاءتهم تتبدل بحسب الظرف، المهم الاستمرار في التواجد.

* هل صحيح أن ابتعاد أبرز رجالات الوحدة جاء بسبب سياسة التهميش من إدارة التونسي؟

- إن أعيان ووجهاء مكة المكرمة المؤثرين ابتعدوا عن النادي لما رأوا أن النادي استخدم ساحة لتصفية الحسابات، وانتقلت المنافسات الفردية والجماعية من الساحة الكبرى لمكة إلى داخل النادي، لدرجة أن البعض يُصنِّف المجتمع المكي تصنيفات وفقاً لمصالحه وأهوائه، فظهر مصطلح نحن الأجدر على الرغم من فراغ المحتوى، ولذلك فقدَ النادي شخصيته الاعتبارية في المجتمع المكي، وزهد الوجهاء والأعيان والمثقفون في الاهتمام بالنادي والتواجد فيه، لقد كنت شاهد عيان على تواجد كبار المثقفين والأعيان في النادي في فترة ماضية، وكانوا عوناً لتذليل كافة العقبات كي يؤدي النادي دوره الرياضي والاجتماعي المنوط به.

* سياسة بيع النجوم هل تؤيدها؟ وأين ملايين بيع النجوم من تدعيم الفرسان بلاعبين آخرين سواء أجانب أو محليين؟

- إن كرة القدم، والرياضة عموماً أصبحت في عالم اليوم صناعة اقتصادية، والمهم هنا أن العرض والطلب، وأقصد البيع والشراء، يجب أن يُستخدما للارتقاء بمستوى النادي ونحكم على الأثر الايجابي أو السلبي لبيع نجم من النجوم من خلال مستوى الفريق في مرحلة ما بعد البيع، فإذا ما كان البديل أقل مستوى والنتائج سلبية، قلنا إن عملية بيع النجوم إجراء إداري وفني خاطئ، وعلى العموم يمكن للقارئ الحكم على عملية البيع من خلال مستوى الأندية التي قامت إدارتها ببيع اللاعبين المميزين، لقد ساهمت هذه الإدارات في تضييق دائرة المنافسة، وقد تنحصر دائرة المنافسة في فريقين أو ثلاثة في القادم من الأيام، ويمتد الأثر إلى المستوى العام، والسؤال هل انعكست عملية بيع بعض نجوم فريق الوحدة إيجاباً على مستوى الفريق أم العكس؟ يُمكن للمتابع الحكم على ذلك.

* ماذا ينقص الفرسان حتى يعود الفريق لمنصات التتويج؟

- ينقصهم تطوير آليات العمل في النادي من الناحية الإدارية، والفنية، والاجتماعية، والانتقال به إلى ما يسمى بمرحلة صناعة كرة القدم في عالم اليوم، وأعتقد أن النادي وكذلك الأندية الأخرى في حاجة إلى إدارات محترفة متخصصة في صناعة كرة القدم كسلعة تسويقية ويقيني أن زمن التطوع لن يكون له مكان في السنوات القريبة القادمة، والأسلوب الإداري الذي يُدار به النادي اليوم لن يرتقي بأداء النادي، وعلى الأخص كرة القدم.

* هل صحيح أن هناك من يزرع العراقيل في طريق المخلصين ليخلو له الجو في ممارسة السلبية؟

- العراقيل كثيرة منها ما هو ذاتي يتمثل في محدودية الفكر الإداري عند البعض ممن يتواجد داخل المنظومة الإدارية، ومنها ما هو اجتماعي، إضافة إلى تواجد بعض أصحاب المصالح الشخصية وتجمعهم حول صاحب القرار، ويكفي دليلاً على ذلك الهمس الذي يدور في الوسط الرياضي حول حصول بعض من هؤلاء على سمسرة من النادي الفلاني عند انتقال أحد لاعبي الوحدة إلى هذا النادي، ولقد كان الوسيط فلاناً صديق الرئيس، وآمل أن يتوقف هذا الوضع من الناحيتين البيع أو الشراء بوجود الإدارة الحالية المكلفة لتوافر الوعي والإخلاص للنادي عند البعض منهم، وأتمنى لهم التوفيق.

* هل ترى من الأهمية إنشاء لجنة من أبناء النادي السابقين، لاعبين وإداريين، لاختيار اللاعبين الأجانب وتقييمهم بدلاً من العشوائية والارتجال في عملية الاختيار؟

- إن بعض أعضاء الإدارة الحالية تولوا مناصب رفيعة عامة في قطاع الدولة، ويملكون ثقافة وفكراً إدارياً لا غبار عليه، ولديهم القدرة في وضع الآليات اللازمة لتسيير أعمال النادي، شريطة توافر الإخلاص والنية الحسنة في خدمة النادي، فآليات الاختيار السابقة ثبت فشلها، حيث تداخلت المصالح الشخصية في عملية الاختيار.

* أين الوحداويون من أبنائهم ممن تكالبت عليهم الظروف الصحية أمثال لطفي لبان وماذا تقترح بهذا الشأن؟

- لقد قلت فيما سبق إن النادي فقد شخصيته الاعتبارية في المجتمع المكي، ولذلك ضعف دوره الاجتماعي، ولقد زرت الأخ العزيز لطفي لبان في مدينة الأمير سلطان الطبية، ووجدته قوياً كما عرفته، وقد تحدث عن أوضاع النادي بمرارة، وكان صريحاً كعادته وعلى الرغم من تأثري عندما رأيته واسترجاعي لهامته وقامته في الماضي، إلا أنني سررت لصبره واحتسابه لما أصابه، أسأل الله له الشفاء العاجل.

* لماذا ابتعد الدكتور محمد عن خدمة الكيان الوحداوي؟

- لقد أديت ما عليَّ من واجب تجاه النادي، وساهمت في بناء هذا الفريق مساهمة مباشرة مع بقية أعضاء مجلس الإدارة السابقة، حاتم عبد السلام، عبد المعطي كعكي، منصور منسي المالكي، محمد المالكي، عبد الله بافيل، والدكتور صالح السيف، والمهندس خالد رضا، وكان لدعم الأمير عبدالمجيد -رحمه الله- السخي دور أساسي في تكوين الفريق وبروز أسماء مميزة، ومن الطبيعي أن يأتي دور الآخرين، المهم الإخلاص في خدمة النادي ومراعاة الصالح العام.

* هل تؤيد استمرار الإدارة الحالية؟ ومن هو الأنسب لقيادة المسيرة الوحداوية مستقبلاً؟

- أؤيد استمرارها إذا تمكنت من حشد المحبين حولها، ووضعت الآليات اللازمة لمستقبل نادي الوحدة، مثل كيفية اتخاذ القرارات الإدارية، والفنية، بعيداً عن المناورات التي كثيراً ما تُمارس خارج النادي، بحيث لا يُترك مستقبل النادي للأهواء أو للاجتهادات الفردية، أو لانتصار طرف على آخر، وإذا ما وضعت برنامج عمل علمياً واضحاً ينهض بالنادي على كافة المستويات وتعاملت مع الواقع بشفافية وأمانة صادقتين، ولمسنا التحسن في أداء النادي بوجه عام فلِمَ لا نؤيد استمرارها، والشخص الأنسب لقيادة النادي مستقبلاً صاحب الفكر الإبداعي في القيادة، والمخلص في عطائه، فهو الذي يتمثل فيه القول: خير الناس أنفعهم للناس.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد