أكد الإعلامي المخضرم والشوري الأسبق والأكاديمي المتجدد والمتخصص في الإعلام د. بدر بن أحمد كريِّم أن الإعلام الرياضي ليس عملاً دعائياً أو إعلانياً بل هو مؤسسة تقبض على أنشطة العمل الرياضي الثقافي الاجتماعي الإنساني، مشيراً إلى أنه على هذا النحو لا يقبل الممارسات اللا مسؤولة كما تظهر في بعض الملاعب.. مشدداً على أن الإعلام الرياضي لا يتعامل مع الغوغائية والتشنج والصراخ والعويل، فيفقد بالتالي دوره أو ربما يتلاشى.
وأضاف أن الإعلام الرياضي حق من حقوق الإنسان في المجتمع وهو يقدم للمتلقين والتالي جرعات مكثفة من الأخلاق والثقافة ويعطيهم حقهم في الحصول على المعلومات والأخبار ويطالب بالإصلاح الرياضي ويكشف مواقع الخلل في المؤسسات الرياضية لأنها مؤسسات أخلاقية رياضية ثقافية ومن ثم فلا ينبغي لمسؤوليها الوقوع تحت عجلات قطار التخريب.. ولاعبوها لا ينبغي أن يفقدوا دورهم الأخلاقي أو يتلاشى، بل يبقى من مسؤولياتهم التي يفترض أن يؤدوها نظامياً مع مؤسسات المجتمع الأهلي.. ومشجعوها لا يجب أن يتعاملوا مع التعصب أو التحيُّز.. وجمهورها ينبغي أن يشاهد ويقرأ ويسمع إعلاماً رياضياً لا يؤجج عوامل التفجر والصراع الاجتماعي.
وعن مدى تأثير الإعلام وتحديداً في الواقع الرياضي بملحقاته ومكوناته قال إن الإعلام الرياضي سخَّر إمكاناته لخدمة الواقع الرياضي السعودي فهو أمر يحتاج إلى إعادة نظر وحسن استقراء وخروج بنتائج محددة وواضحة من شأنها تلافي واقع الإعلام الرياضي السعودي اليوم من انتهاكات لحقوق الأندية الرياضية، والمسؤولين عن الرياضة ورعاية الشباب، والمسؤولين الإداريين والفنيين في الأندية والعاملين في ميدان الرياضة واللاعبين الذين لا ينبغي أن يتعرضوا للسخرية أو الإيذاء والجمهور الذي من حقه أن يتحول الإعلام الرياضي إلى منهج يحمي فكره وثقافته ويسوقهما، وحول بعض السلوكيات والممارسات المرفوضة مهنياً وأدبياً التي تنشر في بعض الصحف بصورة غير حضارية قال: ذاك مفسدة للرياضة والرياضيين يرتكبها من أعطي قوساً فلا يجيد بريه، مؤكداً أن الإعلام الرياضي إذا تحول إلى إساءات وتجريح فإن من واجب المجتمع كله أن يتصدى لهذا الخلل حتى لا يسقط الإعلام الرياضي تحت عجلات قطار التخريب أو يصبح مركزاً للفساد أو ميليشيا مسلحة تضرب بقوة الأجواء الحضارية للرياضة بمفهومها العام والشامل.
وأضاف لا أتصور أن صحفياً أو مذيعاً أو تلفازياً يبتز الرياضيين أو يخوفهم أو يتحول إلى جلاد يضرب بسوطه ظهور من اختلفوا معه في الرأي أو الرؤية، مشدداً على أن الإعلام الرياضي المعاصر لا يلجم المعارضين للرأي ولا يكمم أفواههم، لكنه يصلح ما فسد ولا يفسد ما هو صالح ولا يتحول إلى مافيا رياضية.. وعن الحلول الملائمة لصيانة وصناعة إعلام رياضي يرتقي بالطرح الهادف البنَّاء، قال: أول الحلول الاعتراف بالسلوكيات غير الصحية على الإعلام الرياضي، هذا نصف الحل، ثم يأتي حلول العلاج أو على الأقل التخفيف من حدة تلك السلوكيات الخاطئة، واستطرد قائلاً: في المجتمعات المتقدمة يضطلع البحث العلمي بمسؤوليات الكشف والترصيد ويقترح الحلول بعد أن توضع النتائج أمام المجتمع برمته من مؤسسات وأفراد وجماعات، مشيراً إلى أن اليد الواحدة لا تصفق.. وأن يد الله مع الجماعة، وأضاف أن الجماعة مطالبة بتأسيس ثقافة جديدة تراعي متطلبات العصر وتستجيب لدواعيه وإرهاصاته ومن ثم الحلول، وأكد أن الأمر يحتاج إلى تطبيق صارم وحازم.. وإلا فالضحية هو المجتمع كله من رياضيين ومثقفين وطلاب وطالبات ونساء ورجال وصغار وكبار.. ولذلك فإن الكل يبغي أن يسعى في الحلول.
* واقترح الشوري الأسبق إنشاء مجلس أعلى للرياضة في المجتمع السعودي يرتبط بأعلى سلطة ويتم انتخاب أعضائه من أهالي الصلاح والتقوى من النوعين (الرجال والنساء) وتوضع له أهداف وسياسات واضحة ومحددة وترصد له الأموال المناسبة لأهدافه ومراميه ويتولى معالجة ما انتاب واقع الإعلام الرياضي السعودي من خلل وأخطاء ويستخدم البحث العلمي في التشخيص والعلاج، وهذا كفيل بكشف من يخرج عن النص..!