Al Jazirah NewsPaper Friday  29/08/2008 G Issue 13119
الجمعة 28 شعبان 1429   العدد  13119
حولها ندندن
مشاعر المجتمع
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ

إن نظرت المرأة المسنة وهي تبتسم في ودٍّ لأحد الصالحين وهو يتحدث في أحد البرامج الاعلامية المرئية واستمرت تثني عليه ثناء بالغاً، مما دعا بإحدى الفتيات أن تقول لها مداعبة إياها: هل تحبينه؟ فردت المرأة عليها بسعادة وتأكيد: أي والله إني أحبه في الله هو وكل من على شاكلته حتى لو كان بعيداً عن عائلتي وغريباً على بلادي ومختلفاً عن لغتي، وأكره في الله كل من عصاه أو أشرك به أو حاربه حتى لو كان شخصاً متعلقاً في أحشائي وتغذى من دمائي.

إن هذا الكلام الذي تفوهت به هذه المرأة التي عركتها الحياة هو كلام الفطرة السديدة الذي يكشف عن التوجه الفطري في الطبيعة الإنسانية، إنه الحب في الله الذي يحدد الانتماء النفسي والوجداني والعقدي لدى الإنسان السوي، وهو الذي ينطبق عليه قول الله سبحانه وتعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}

ولو نظرنا إلى واقع الحال لوجدنا أن هذه هي المشاعر السائدة في مجتمعنا بعامة، مهما كان المدّ المعاكس من طوفان الفضائيات الغثة، والأزياء الخليعة، والكتابات المستهدفة نشر التغيير السلبي في المجتمع، وأكبر دليل لاحظته شخصياً هو الكم الكبير من الرسائل التي وصلتني عبر بريدي الإلكتروني أو عبر كود الجزيرة، وذلك حينما نشرت موضوع (حراس الفضيلة) الذي كان عن الجهود الخفية لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكذلك موضوع (المسخ) الذي كان عن حفلات التخرج الأهلية العامة للفتيات التي كثرت مؤخراً، والتي يختلط فيه الحابل بالنابل وكشفت عن تغييرات شكلية رهيبة لدى بعض الأجيال الجديدة من عري مخزٍ، وتشبه بالذكور متعمد، عدا ماكياج الحواجب الشيطاني المخيف، والتقليد الغربي المبهور حذو القذة بالقذة من زعيق موسيقى يتبعه رقص زار تهريجي، مما حدا بالعديد من المدعوات (المتفتحات) أن يغادرن الحفل موليات.

ومن تلك الرسائل القديرة العديدة التي وصلتني بعد هذين الموضوعين بالذات، رسالة من الأخ القدير عبدالله بن محمد الدحيم الذي قدر جهود رجال الحسبة التي تغلب كثيراً على هفواتهم البشرية الماضية، وكذلك رسالة الشيخ الفاضل أبي عاصم إمام جامع عمرو بن العاص الذي أكد أن الناس في بلادنا لا يسعدهم إلا الكاتب الذي يسعى لإصلاح أوضاعهم وعلاج همومهم وخدمة دينهم، وكذلك رسالة السيدة الفاضلة والدة العنود المقيرن التي ترى أن الأزياء العارية التي غزت بلادنا تحتاج لجهود المسؤولين والمخلصين والمقاطعين لها.

وكذلك وصلتني العديد من الرسائل البناءة، ولكن الاسم فيها غير مكتمل فهدف المرسلين والمراسلات أثابهم الله تعالى هو التأييد والدعم، لذا فليعذرني أصحاب من ذكرها حرصاً مني على المصداقية والدقة في النشر، مثل رسالة الأخ الكريم أبو عبدالمحسن التي عبر فيها عن مقدار الألم الذي يحسه حينما يرى فتيات صغيرات وحدهن في الأسواق، رغم عدم تجاوزهن المرحلة الإعدادية، وقد أطلق لهن أهاليهن العنان مع الباعة والشباب دون شعور بالمسؤولية، أما (رسائل الكود) فرغم شكري الجزيل لمرسليها إلا أن الاسم والرقم لا يظهران فيها فأرجو المعذرة على تجاوزها..وإلى لقاء قادم نناقش فيه تواصل القراء ومشكلاتهم بإذن الواحد الأحد.



g.al.alshaikh12@gmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 9701 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد