إن من نعم الله وتوفيقه لهذه البلاد المباركة أن جعلها مهبط الوحي ومنطلق الرسالة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. فهذه الأمة قد امتثلت أمر ربها بتطبيق شرعه المحكم ليتحقق لها ما وعدها إياه ربها قال تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}، وإنفاذاً لوصيته صلى الله عليه وسلم: (الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم) فقد أولت هذه الدولة الراشدة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عناية خاصة وتميزت بها بين سائر الدولة الإسلامية مما زادها شرفاً ورفعه وأنت أخي القارئ الكريم عندما تشاهد إغلاق المحلات التجارية والمؤسسات حال الأذان فإنك تعجب أشد العجب إلى هذا النظام البديع ففي وقت واحد يغلق الناس محلاتهم ويتجهون إلى المساجد لإقامة الصلاة ثم يعودون في وقت واحد وهكذا لقد تمنى الكثير أن يجدوا مثل هذا في بلادهم.
لقد تميزت فعلاً هذه الدولة واتخذت القرآن دستوراً ومنهجاً فهذه دوريات رجال الحسبة تقوم بالدوران للتذكير بوقت الإغلاق في أوقات الصلوات. فيفرح المؤمن ويسعد والذي في قلبه مرض لا يعجبه العجب ويتمنى التقليد الأعمى متناسياً ما نعيش فيه من أمن ورخاء تحقق لنا عندما امتثلنا أمر ربنا {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، ونصوص القرآن والسنة في هذا الأمر جلية وواضحة، وفق الله ولي أمرنا وولي عهده الأمين إلى كل خير.
رئيس المركز الفرعي بهيئة الدوادمي