سيظل خلال الأيام القليلة القادمة شهر كريم فيه خير عظيم ألا وهو شهر رمضان شهر الصيام والقيام - نسأل الله أن يبلغنا إياه ويجعلنا فيه من المقبولين.
وحديثي هنا عن عادة من عاداتنا السيئة في ذلك الشهر المبارك ألا وهي ما نشاهده في شوارعنا قبيل أذان المغرب حيث نجدها قد غدت مضماراً لسباق لرالي السيارات فكل كارثة من كوارث الطرق تراها قاب قوسين أو أدنى، بل ترى كوارث شنيعة - حفظ الله الجميع - قد وقعت بالفعل فيها هلاك للأنفس وتلف للأموال وترويع للناس، كل ذلك يحدث وكأن مصيبة المصائب وأم الكوارث ستقع لو رُفع أذان المغرب وهؤلاء لم يصلوا بعد إلى بيوتهم!! فحدث ولا حرج عن الفوضى فالنظام المروري مضروب به عرض الحائط!! فالإشارة المرورية تقطع عياناً بياناً، والسرعة على أشدها، والذوق العام غائب!!، ناهيك أن الأعصاب لدى أولئك متوترة، والأنفاس محبوسة، وكأن غروب الشمس قد تقدم عن موعده دون علم أولئك القوم وتلك عجيبة!!
لقد أفسد ذك كله روحانية الصوم وجمال رمضان وسكينة لحظات الإفطار!! وما يضر أولئك الصائمون المتهورون والمتعجلون لو أخذ الواحد منهم احتياطه بمزيد من الوقت لمفاجأت الطريق؟ أين أولئك من قوله تعالى ممتدحاً عباده المؤمنين بالسير هونا حين قال: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} فالذي كتب عليهم الصيام هو سبحانه وتعالى أمر بالمشي هونا!!، أينهم من مراعاة حقوق الآخرين والمتمثلة بالإحسان للناس وعدم إيذائهم، أينهم من طمأنينة الصيام وسمو الصائم وروحانية النفس المؤمنة المخبتة الآمنة المطمئنة؟!!، أينهم من الاستفادة من تجاربهم في رمضانات مضت؟!، أينهم من رسم الصورة الحقيقة والمعاني السامية لمدرسة الصوم أمام غير المسلمين؟!، أينهم من ذلك كله؟!، لِمَ لا يحتسبوا بضبط أعصابهم وتنظيم أوقاتهم فيبينوا لجميع من يراهم وخصوصاً غير المسلمين الصورة الحقيقية والمعاني السامية لمدرسة رمضان المبارك.
أرجو أن نعي ونستدرك فالعاقل من يستفيد من أخطائه لا من يكرر أخطاءه ويشيب عليها!!
amaljardan@gmail.com