Al Jazirah NewsPaper Wednesday  27/08/2008 G Issue 13117
الاربعاء 26 شعبان 1429   العدد  13117
شيء للرياضة
احتراف هيئة دوري المحترفين
نزار العلولا

ينقسم الرأي الرياضي بين التفاؤل والتشاؤم حيال إنشاء هيئة دوري المحترفين السعودي، فالتفاؤل يأتي بسبب الغاية منها وهو نقل الكرة السعودية لمرحلة متقدمة يتطلبها عصر الاحتراف الحقيقي وأيضاً بسبب نوعية الأسماء المختارة وكفاءتها العالية والمشروع التطويري الذي تتبناه، ولكن الأهم من ذلك هو ضمان الاستفادة من تلك الأسماء ومن سيعمل معهم لتأدية المهام المناطة بها والتي تهدف - حسب علمي - إلى تحويل الدوري السعودي إلى دوري محترفين حقيقي يحاكي المسابقات الأوروبية تنظيميا بدلاً من النوم العميق على وسادة (أفضل دوري عربي).

وإذا أردنا أن تنجح هيئة دوري المحترفين في تحقيق هذا الهدف فيجب أن تنسلخ الهيئة من النظام الذي يسير الكرة السعودية منذ أكثر من نصف قرن، وذلك لن يتم إلا بتفرغ الأعضاء كلياً والاحتراف الإداري لأداء هذه المهمة، فنحن نطمع في إنجازات أكثر مما تحقق بشرط السير بخطوات صحيحة نحو التطوير ولنا خير مثال في التجربة التركية التي غيرت نظام كرة القدم قبل بضع سنوات، فحققت أنديتها ومنتخباتها إنجازات تقف لها أوروبا احتراماً.. وكان آخر شواهدها كأس أمم أوروبا هذا الصيف، وهذه النقلة التركية لم تتم بإدارة هواة، ولن نحقق شيئا مرضيا إلا باحتراف أعضاء هيئة المحترفين والعمل بشكل احترافي بحيث تعطى القوس لباريها وتتعامل الهيئة مع الخبرات والشركات المتخصصة في شتى المجالات وإقفال مرحلة الاجتهادات الشخصية والعمل الجزئي بسبب ارتباط الأعضاء بوظائف رسمية هي مصدر دخلهم الوحيد. وهنا أتعجب كثيراً وأسأل كيف تصرف الرئاسة العامة لرعاية الشباب مليارات الريالات على المنشآت الرياضية وصيانتها وعلى تكاليف الوفود الرياضية الضخمة وفي نفس الوقت تستكثر صرف مرتبات احترافية لمن تكلفهم بأعمال لخدمة وتطوير الرياضة السعودية؟

فهيئة المحترفين هواة ولجنة الاحتراف غالبيتهم هواة واللجان التابعة لاتحاد القدم أيضاً هواة وإدارات الأندية والاتحادات الرياضية هواة ومتطوعون! فكيف نتوقع منهم أو نطالبهم بعمل احترافي ونتائج عالية وهم يقتطعون من وقت فراغهم ووقت راحتهم لخدمة الرياضة السعودية.

فلا أحد يستطيع أو يريد أن يخسر وظيفته ومصدر دخله مقابل العمل التطوعي؛ أي إن هذه الكوادر لن تستطيع تقديم كل ما لديها لعدم التفرغ. وهنا أقول بواقعية: لا تنتظروا الكثير من هيئة دوري المحترفين ما لم يطبقوا الاحتراف على أنفسهم أولاً وهي مسؤولية مباشرة للرئاسة العامة لرعاية الشباب وصناع القرار فيها الذين يدركون أكثر من غيرهم متطلبات المرحلة الحالية، فمازلنا هواة في زمن الاحتراف وهذا خلل واضح لن تحجبه المجاملات الإعلامية، وهنا أعود لكلام السيد مانويل ماراداس المسؤول الإعلامي في الفيفا الذي يرى أن أحد أهم مشاكل الرياضة السعودية هو الدعم الضعيف مادياً ومعنوياً لممثليها في الاتحادات القارية ولأعضاء لجانها المحلية!!

ولمن يحمل هم الرياضة السعودية من الإعلاميين يتبقى عليهم مسؤولية تقديم الدعم المعنوي للهيئة ومنحها الوقت الكافي للعمل والإنتاج قبل تقييمها ومحاسبتها، فقد لمست من بعض الطروحات الإعلامية استعجالا في النتائج وكأن التغيير سيأتي بين يوم وليلة.

كما يتبقى الدور الأهم على الأندية في التجاوب مع متطلبات دوري المحترفين بشكل فعال، فكلنا ننتظر الكيان التجاري الذي سيدير كرة القدم في الأندية وكلنا نتطلع للهيكل الإداري الجديد الذي سيوضح استقلالية كرة القدم إدارياً ومالياً (وهو ما سيرفضه بعض رؤساء الأندية لأنه سيحد من صلاحياتهم ودكتاتوريتهم الإدارية) ولكن التغيير قادم بإذن الله وكلنا بانتظار مساهمة كل أطراف الوسط الرياضي في خلق بيئة رياضية صحية وواعية تساعد على نجاح العمل الاحترافي الذي نطمح في قطف ثماره في المستقبل القريب بإذن الله.

حصانة المدخنين في السعودية

يؤكد أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية والمعنون ب(آفة التدخين العالمي 2008) أن خمسة ملايين ونصف المليون شخص يموتون سنويا بسبب التدخين، وأن أكثر من 80% من نسبة هذه الوفيات حدثت في الدول النامية بسبب غياب التشريعات الصارمة للحد من التدخين!!

كل ذلك ومازلنا من أكثر الدول تساهلاً مع هذه الآفة حيث السعر الرخيص لعلبة السجائر والذي لم يتأثر بزيادة الأسعار كباقي السلع، كما يمكن أن تباع السجائر للأطفال، وللمدخن حرية التدخين في كل الأماكن العامة المغلقة بحرية كبيرة دون تطبيق أي نظام لحماية غير المدخنين من هذه الآفة!!

ولو وجد لدينا إحصائيات دقيقة ومعلنة عند نسبة ضحايا التدخين في السعودية لعرفنا أنه القاتل المحصن ضد العقوبات والذي لا يطبق عليه قانون لأنه ببساطة فوق القانون.

وسؤالي غير البريء: من يحمي تجارة التبغ في المملكة؟!

* * *

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 9705 ثم أرسلها إلى الكود 82244



nizar595@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد