Al Jazirah NewsPaper Wednesday  27/08/2008 G Issue 13117
الاربعاء 26 شعبان 1429   العدد  13117
السهل الممتنع
ليكن الحساب جماعيّاً
صالح السليمان

بعد عودة الوفد السعودي من بيجين صفر اليدين حتى دون خفي حنين.. أشهر البعض ألسنتهم وسنوا أقلامهم لنقد هذه المشاركة الهزيلة ومحاسبة المسئولين عنها.. إلا أن بوصلة النقد انحرفت عن اتجاهها لتتجه تحديداً نحو إلى اتحاد رياضي واحد متجاهلين بقية الاتحادات الكروية التي أعلنت فشلها حتى قبل بداية الدورة بعجزها عن التأهل إلى هناك.

المنافسة الأولمبية ليست بتلك السهولة.. فحتى بقية البلدان العربية فشلت.. والميداليات العربية النادرة التي تحققت كانت أشبه بطفرات وإبداع فردي.

اتحاد ألعاب القوى يظل أحد أنجح الاتحادات.. بدليل أن ألعاب القوى السعودية هي الأفضل والمتصدرة على المستوى العربي في فئة الرجال.. ولكن المنافسة الأولمبية لازالت عسيرة المنال.. وأعتقد من أخطاء اتحاد القوى إنه يراهن على لاعبين تكرر فشلهم في لحظات الحصاد واللحظات الحاسمة.. وبعضهم اتجه للتنظير والتحليل التلفزيوني وهو لو تسابق مع نفسه لحل ثانياً.

ومن يتحدث عن التجنيس فهذا ليس حلاً.. والفوز عن طريق مجنس لا طعم له ولا رائحة.. فأين الفخر أن تنطح بقرون غيرك.. واعتماد التجنيس اعتراف رسمي بالفشل والعجز.

والمملكة تملك قاعدة بشرية ضخمة يمكن منها صنع أبطال متفوقين خصوصاً في مسابقات العدو للمسافات المتوسطة والطويلة.. ولكن الأولمبيين يتم إعدادهم من الصغر.. وليس بعد التقدم بالسن فينطبق عليه (بعد ماشاب ودوه للكتاب).

تحطيم اللاعبين

أحياناً أدخل إلى بعض المنتديات الهلالية للاطلاع من خلالها على آخر الأخبار ومتابعة انطباعات الجماهير وطموحاتها وآرائها في الفريق الهلالي والكرة السعودية عموماً.

في هذه الأيام تطل برأسها ظاهرة النقد اللاسع والجارح لبعض لاعبي الهلال مع المطالبة باستبعادهم أو تنسيقهم بحجة أنهم غير مؤهلين لتمثيل الهلال!.. النقد مقبول لكن المبالغة والاسترسال في تجريح اللاعب مهما يكن غير لائق.

البعض يبدو وكأنه سجل بالمنتدى خصيصاً لمهاجمة لاعب معين.. لتطفو ظاهرة التحزب والتكتل مع لاعبين ضد غيرهم.. وهناك من يستغل هذه المشادات ويندس لزيادة المشاحنات ضد اللاعبين..

النقد المعتدل والموضوعي لمستوى اللاعبين مطلوب بعيداً عن المبالغة والاسترسال وجعلها قضية مفصلية وتحويلها إلى مسلسل تركي هزيل وممل.

الإدارة والجهاز الفني على اطلاع تام بمستويات اللاعبين.. ومدى ضرورة بقائهم من عدمه.. ولعل التنسيق الأخير يوضح أنهم محل للثقة.. حتى حملة الإعارات التي تمت مؤخراً.. خطوة إيجابية بحسب توقيتها ونوعية اللاعبين وأعمارهم ونتيجة ندرة الفرصة أمامهم للمشاركة مع الفريق الأزرق هذا الموسم.

أخيراً المنتديات تمنح الضوء الأخضر لمثل هذه الكتابات الجارحة بحجة حرية النقد.. وبرأيي إن هذا استغلال لحرية النقد.. فحتى الحرية لها قيود.

هجومية الهلال

مشكلة الهجوم في الهلال وضعف نسبة التسجيل.. لا أرى أنها فقر عناصري بقدر ماهي طريقة لعب.. ف (المدرسة الباكيتية) أثرت سلباً على الكرة الهلالية.. بل صار ينهج طريقتها المدربون الذين خلفوا باكيتا.. اعتقاداً منهم أن هذه هي سمة الكرة الزرقاء وأنها لا تفلح إلا بهذه الطريقة.

فمن سلبيات (الباكيتية) أنها قضت على العناصر الهلالية الهجومية.. بسبب المراهنة على خط الوسط والاعتماد على مهاجم واحد.. وندرة الفرص التي تحظى بها تلك العناصر الهجومية لتقديم نفسها وتطوير مستواها وخبراتها.

على كل حال جمهور الهلال مقتنع حالياً بهذه الطريقة ما دامت تقود الهلال للإنجازات.. وبرأيي هي مناسبة في مباريات الكؤوس.. ولكن في الدوري لابد من تكريس النزعة الهجومية لأن التعادل أشبه بالخسارة..

كوزمين مدرب عالمي ومن الطبيعي أن نتوقع منه خططاً وجملاً هجومية.. تنقذ الهلال وقت الأزمات وعند الفشل بالتسجيل.. الهلال لا يتوفر له حالياً سوى ثلاثة مهاجمين ياسر والصويلح والعنبر.

الصويلح.. في رأيي إنه من أفضل خمسة مهاجمين سعوديين.. ولكن قلة المشاركات بسبب (الباكيتية) أثرت على مستواه.. فضلاً عن الإصابة التي طالت كثيراً..

العنبر.. هداف من طراز نادر، يسدد بالرأس والقدمين.. البعض يحكم على المهاجم حسب مهارته وقدرته على المراوغة.. مع أن كثيراً من الهدافين العالميين ليسوا مهرة.. العنبر ليس ضرورياً أن يكون عنصراً أساسياً بل يكون مفيداً في مباريات معينة أو كلاعب بديل وإنقاذ.. فعندما يكون الهلال بحالة هجومية و(كابس) على الفريق الآخر.. ووجود تكتلات وسط منطقة الجزاء.. هنا ترتفع اسهم العنبر.

في حين يقل مفعوله عندما يلعب كمهاجم وحيد أو على الهجمة المرتدة.. العنبر هذا الموسم أتوقع أن يسجل أهدافاً ربما قليلة لكن سيكون لها شأن ومؤثرة في مسار المنافسة. العنبر يعيبه البرود وعدم محاولة تطوير إمكاناته الذاتية والفنية.. فلابد من مساعدته ووضع برنامج لتطويره.. وفكرة استقراره بالرياض كما قرأنا ستساعد على ارتفاع مستواه.

الاتحاد والعودة الوشيكة

ذكرت في المقال السابق عن غياب الاتحاد عن البطولات المحلية لمدة أربعة مواسم متتالية عدا بطولة وحيدة.. ومع أن هناك من شكك.. ولكن هذه الحقيقة.. والاستعانة بالحكم الأجنبي في إدارة النهائيات المحلية خلال الأربعة مواسم السابقة لعبت دوراً محورياً في ابتعاد البطولات عن الاتحاد.. ولكن هذا لا يعني أن الاتحاد لا يفوز بوجود الحكم الأجنبي بل سبق أن فاز.. لكن لو أدار البطولات حكام محليون حتما ستزيد حصيلة الاتحاد من البطولات.

ومن حسن حظ الاتحاد هذا الموسم وجود محاولات لتقليص الاعتماد على الحكم الأجنبي.. ووضع شروط للاستعانة بهم.. وهو مايدعو أنصار الإتي على التفاؤل بالعودة للبطولات.

ضربات حرة

* الرائد فاز ببطولة النخبة والاتحاد حل وصيفاً ونال الميداليات الفضية.. يبدو أن الاتحاد تحول إلى (الفريق الفضي).

* الرائد فاز بالنخبة بطريقة فوز الهلال بالدوري.. (الفوز على المنافس).. أحد الاتحاديين اعتبرها محاباة للرائد !.. مع أن هذا ما نصت عليه لائحة البطولة قبل انطلاقتها.

* (فوبيا اللون الأزرق) يبدو أنه داء مزمن.. فالبعض أصيب بمايشبه الهلوسة والهستيرية منه.. وصار ديدنهم الهجوم على هذا اللون والمطالبة بإزالته من الوجود.. وغداً سيقولون لماذا لون البحر أزرق.. كما احتج أحدهم قبل ربع قرن لماذا لون القطار أزرق.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6210 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد