كم هو جميل أن نستشعر أثر التدني الملحوظ في مستوى مخرجات جامعاتنا الأمر الذي يشهد به واقع المساهمة الهامشية لتلك المخرجات بما لا يتناسب وما يتحقق في بلادنا من تنمية، هذا في الوقت الذي يكمن التحدي بتمكين شبابنا التسلح بالعلم والمعرفة من المساهمة الفاعلة مما أوجب على أساتذة جامعاتنا إعادة هيكلة نهجهم داخل قاعة محاضراتهم وما يسبقه من استعداد لتلك المحاضرة ليتناسب وحجم مسؤوليتهم المتمثلة بضرورة تحقيق الرقي المنشود في تحصيل تلاميذهم العلمي ليصبحوا بمستوى الطموح.
وكم هو أجمل أن تعيد جامعاتنا النظر فيما يتقاضاه هؤلاء الأساتذة من جعل أقل ما يقال عنه أنه محبط حيث لا يكاد يحط ذلك الأستاذ رحاله من رحلة عانى منها وعائلته الكثير إبان تنقيبه عن العلم وتحصيله من أصقاع الأرض فما أن يحط في رحاب جامعته ويستعد لإطلاق إبداعاته ونقل ما حصله من علم لتلاميذه حتى تزاحم تلك الإبداعات تساؤلات تترا تدور حول كيفية إيجاد مصادر أخرى لسد عجز نفقاته ونفقات من يعول الأمر الذي يقضي على توهج تلك النخبة بل اضطر الكثير منهم إلى اللهث وراء البحث عن مصادر مساندة لرفد ذلك العجز الأمر الذي أثر ويؤثر سلباً على عطائهم داخل الجامعة.
وصدق القائل: (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه).
ولنا أن نعي حجم خيبة أمل ذلك الأكاديمي عند مقارنة حالته المالية مع حالة زميله الذي شاركه القاعة إبان دراساتهم الجامعية إلا أن زميله سلك طريق التعليم العام فتمكن من امتلاك ما تحتاجه متطلبات الحياة الكريمة بل وادخار مكنه من استثمار طويل الأجل أما أستاذنا فقد حرم نفسه ذلك بسلوكه أكثر الطرق مشقة حيث قضى شطراً من عمره مغترباً في سبيل هدف سام الأمر الذي حق له أن يتقاضى ما يستحقه ليتفرغ لرسالته وواجبه الوطني.
أليس الأجر على قدر المشقة؟!
mohdkobeir@hotmail.com