العالم اليوم.. كله يصارع موجة الغلاء التي اجتاحته.. وهي كارثة حلت بكل بلد..
** تسمع الأخبار.. وتقرأ الصحف.. فتجد أن الغلاء قد حل في كل موطن.. وأنه لا توجد بقعة في هذا الكون أو سلعة في هذا الكون.. لم يطلها الغلاء.
** كل شيء ارتفع سعره.. وكل شيء طاله الغلاء.. حتى الخدمات المقدمة من أشخاص ليس فيها استهلاك طاقة.. مثل (الحمالين) و(السباكين) و(البنايين) وسائر الحرفيين الذين لا يحتاجون إلى وقود وطاقة.. هم أيضاً.. تكاليفهم تضاعفت.
** هؤلاء. يؤدون مجهوداً ذاتياً شخصياً يعتمد على عضلاتهم.. ولا يحتاج إلى طاقة أو وقود يحركه.. ومع ذلك ضاعفوا أجورهم.
** تتحدث مع بعض العمالة هنا.. من جنسيات مختلفة.. شرقاً ووسطاً وغرباً فتجدهم كلهم يتبرمون ويتضجرون من الغلاء الكبير الذي أصاب ديارهم.
** الغلاء.. موجة أصابت العالم كله دون استثناء.. والمتضرر منها بالدرجة الأولى.. هي الشعوب الفقيرة.. ومحدودو أو معدومو الدخل..
** هؤلاء (بسم الله علينا الرحمن الرحيم) هم الذين تضرروا بشكل كبير..
** وهؤلاء.. هم الذين سيعانون ويقاسون وهم الذين سيدفعون ثمن هذا الغلاء العالمي.. الذي أصاب كل شيء.
** ومع اختلاف التبريرات في سبب هذا الغلاء العالمي.. لكن الكثير يؤكد.. أنه (البترول) وليس غير البترول.. وأن ارتفاع أسعاره اللي ما فيها بْرِكَه كان وراء هذه الموجه المتزايدة من الغلاء.
** حتى العقارات في أكثر من بلد في العالم.. أو ربما في كل بلدان الدنيا.. أصابها الغلاء الفاحش.. فأصبحت الشقق بالملايين.. وأصبح من المتعذر على الإنسان أن يمتلك شقة صغيرة تؤيه هو وأولاده.. حتى لو كانت (30) متراً فقط..
** الناس اليوم.. أمام موجة الغلاء.. تجهل ماذا يحمل لها المستقبل.. وما هي نتائج هذا الغلاء المتزايد.. وكيف سيكون شكل المستقبل.
** من المؤكد.. أن ذلك بيد الله وحده.. ومن المؤكد.. أن تلك أمور ربانية.. الله وحده.. العالم بها.. ولكن الناس كل الناس من كل مكان من هذا العالم بدون استثناء.. تتساءل.. كيف سيكون المستقبل؟
** هل سترتفع الأسعار أكثر وأكثر؟
** هل سيصيب الناس.. المزيد من المعاناة؟
** هل سيصاحب ذلك.. مجاعات وموت؟
** كيف سيكون مصير الشعوب الفقيرة؟
** هل يمكن تطويق هذه الأزمة؟
** هل يمكن أن تعود الأسعار إلى ما كانت عليه يوماً من الأيام؟
** كيف يمكن مواجهة هذا الغلاء الفاحش؟
** هل سيأتي يوم يعجز فيه الإنسان.. عن إحضار غداء أو عشاء لأولاده؟
** هل سيكثر المشردون في الشوارع؟
** هل سيتضاعف عدد الجوعى و(اللَّي يباتون القوى؟!!)
** العالم اليوم.. إزاء أزمة كبيرة اسمها (الغلاء) لم نعانِ منها وحدنا..
** نحن على الأقل.. حاولنا مواجهتها بإجراءات متلاحقة..
** نحن أيضاً.. ضحينا بواحد من أنجح وأبرز وزرائنا وأكثرهم إنجاراً.. من أجل هذه الأزمة.
** نحن اتخذنا إجراءات متلاحقة.. ودعمنا المواد الضرورية الرئيسية.. وتعاملنا مع الأزمة بجدية ولكن.. هناك دول لم تملك غير الفرجة على الأزمة وهي تتفاقم.. والناس تصرخ وتستغيث ولم يستجب ولن يستجيب لها أحد.. غير ربها جلت قدرته.
** العالم كله بالفعل.. في مواجهة مع أزمة عنيفة شرسة.. طالت أهم شيء.. وهو الغذاء.
** والمشكلة هنا.. مشكلة من يتحدث عن هذه الأزمة ويتوقع أنها خاصة بنا وببلدنا.. وأننا عجزنا عن عمل شيء لها.. أو أن الجهات المسؤولة لم تستطع عمل شيء أو أنها لم ترد عمل شيء.. وتنظر إلى المشكلة نظرة استهتار.
** هناك من يتخيل (وهم كثر) أن أزمة الغلاء الفاحش جاءت لبلدنا فقط.. ونحن فقط.. الذين فشلنا في تدبر أمورنا ومواجهتها وحلها في يوم أو يومين أو أسبوع على الأكثر.
** صدقوني.. هناك الكثير ممن يتصور أن هذه الأزمة لدينا فقط.. ولم يعان منها أحد غيرنا.
** هناك من يتصور.. أن هذه الأزمة نتيجة استهتار وتلاعب وعبث.. مع تراخي الجهات المسؤولة وعدم مبالاتها بما حصل.
** بل إن بعض هؤلاء الذين يتصورون هذا التصور الجاهل.. ينقلون آراءهم عبر الصحف.. ويتحدثون عن الغلاء وكأنه حل بنا وحدنا.. وكأننا وحدنا.. الذين تورطنا في الغلاء وعجزنا عن مواجهته.
** من يقنع هؤلاء.. أن المشكلة (عالمية) وأننا.. ربما نكون الأقل تضرراً؟
** من يقنع هؤلاء.. أن (الطماطا) والخيار.. والجزر.. وغيرها من أنواع الخضار.. يباع بالحبة في أكثر دول العالم.. وهنا يباع بالكراتين والصناديق.. وهناك من يشتري شحنة داتسون؟
** نعم.. هناك أزمة.. وهناك غلاء.. والأسعار نار.. وكل شيء زاد سعره.. ولكن.. كل مكان في العالم.. يعاني منه.. والله (يحطْ البركه) في (البريميلات) والسلام.