موسكو - سعيد طانيوس - تبليسي - العواصم نيويورك (الامم المتحدة) - الوكالات:
جاء اعتراف روسيا أمس الثلاثاء باستقلال إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليين في جورجيا مصحوباً بانتقادات حادة وجهتها الدول الغربية، حيث ما زالت قواته متواجدة في الدولة السوفيتية السابقة. وقال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في بيان بثه التلفزيون الروسي (إن التوصل لقرار أصبح ضرورة لمعالجة الأزمة الحالية.. وقد وقعت على قرارات باعتراف روسيا بالإقليمين).
وأكد مدفيديف أن الاعتراف باستقلال الإقليمين لم يكن قراراً سهلاً ولكنه (القرار الممكن الوحيد في اللحظة الراهنة لحماية أرواح المدنيين هناك). وقال إن روسيا أحجمت طويلاً عن البت في طلبات الاعتراف باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، لكن الهجوم الجورجي على أوسيتيا الجنوبية أجبرنا على القيام بذلك. وكما يرى محللون روس ستتمكن روسيا من قرارها الاعتراف بالإقليمين من إضفاء شرعية على وجودها العسكري في المنطقة في مواجهة غرب يشعر بالغضب لكن أيضاً بالعجز، لكن ميدفيديف حذر في مقابلة مع قناة (إل. سي. آي) الفرنسية أمس الأوروبيين من أنهم إذا كانوا (يريدون تدهور العلاقات) بسبب الأزمة الجورجية واعتراف موسكو باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية عن جورجية (فسيحصلون عليه). وقال (سنفعل ما بوسعنا لتجنب قيام حرب باردة جديدة) ولكن (في هذه الحال فإن الكرة هي في ملعب الأوروبيين). واصطدم اعتراف روسيا بالإقليمين برفض من الدول الغربية التي نددت على غرار جورجيا بموقف موسكو باعتباره (انتهاكاً) للقانون الدولي. وفي المقابل اعتبر قادة الإقليمين قرار موسكو (تاريخياً). وانتقدت الولايات المتحدة القرار الروسي، وقال بوش إن القرار الروسي غير مسؤول وعلى روسيا إعادة النظر في حين أكد حلف شمال الأطلسي أمس رفضه لاعتراف روسيا باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، معتبراً أن ذلك (ينتهك) وحدة أراضي جورجيا.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي (أرفض قرار الحكومة الروسية، هذا انتهاك مباشر للعديد من قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بوحدة أراضي جورجيا، وهي قرارات وافقت عليها روسيا).
كما أكد الاتحاد الأوروبي على موقفه الداعم لسلامة الأراضي الجورجية قبل دقائق من إعلان الرئيس ميدفيديف.
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن خشيته أن يخلف اعتراف موسكو باستقلال الإقليمين عواقب على الأمن والاستقرار في القوقاز، وفق ما نقلت عنه المتحدثة باسمه.