هاهي الإخفاقات تتكرر، والأخطاء تكثر، والمشاكل والأزمات تتفاقم، في الدورات العربية ودورات الخليج والمونديال والأولمبياد، وفي غالبية البطولات والدورات أوضاعنا تزداد سوءاً يوماً بعد آخر، وما حدث مؤخراً في بكين لن يكون الإخفاق الأخير .. ثم ماذا وإلى أين نسير؟!
يا سادة يا كرام الموضوع وما فيه أننا نرفض الاعتراف بأمراضنا، ونعجز دائماً عن اكتشاف أنفسنا ومعرفة واقعنا .. مازلنا نصر على أننا الأقوى والأفضل خليجياً وعربياً وآسيوياً، مقابل تهميشنا للآخرين والتقليل من شأنهم .. غيرنا وفي دول كثيرة يتقدم ويخطط ويبني المنشآت العملاقة والملاعب الراقية ويمارس الإدارة باحترافية، بينما نحن نتغنى ونفخر ونتفاخر بملاعب متواضعة ذات تجهيزات بدائية ومدرجات خرسانية، ولدينا لجان واتحادات تعمل بفوضوية وقراراتها ارتجالية وفوق هذا كله هنالك من يكابر ويعاند ويتلاعب بالحقوق والأنظمة واللوائح (عيني عينك)..!!
انظروا لحجم الكوارث والتجاوزات والتناقضات التي وقعت في الموسم الكروي الأخير، فما الذي حدث للمسؤولين المتورطين بارتكابها؟! لقد تم تشجيعهم ومكافأتهم بالتواجد في العديد من اللجان والهيئات والاتحادات حتى بعد إعادة تشكيلها .. ليبقى السؤال الصعب والمهم: من يحاسب من؟!!
إلاّ نواف!
صحيح أنه لا يحق ولا يجوز لكائن من كان أن يصادر على اللاعب الدولي السابق والمحلل حالياً هادي القحطاني رأيه ومطالبته باستقالة رئيس وأعضاء اتحاد ألعاب القوى، لكن هل الإقالة او الاستقالة هي الحل؟! ولماذا توجَّه الانتقادات بهذه الدرجة لأفضل وأنجح اتحاد رياضي بينما لا حس ولا خبر ولا أي نقد بالتصريح أو حتى التلميح للاتحادات الأخرى الغائبة تماماً والتي أخفقت في التأهل للأولمبياد مثلما أخفقت قبل ذلك في بطولات خليجية وعربية أقل أهمية وأضعف بكثير من دورة أولمبية عالمية..؟!
نعم من مصلحة الرياضة السعودية أن يكون لدينا حرية في النقد، وشفافية واسعة في بحث وإيضاح وقراءة مشاركتنا المتواضعة جداً في أولمبياد بكين، وكذلك في فهم أسباب تراجع ألعاب القوى مقارنة بما كانت عليه في السنوات الأخيرة .. لكن ليس على طريقة القحطاني وإنما بأسلوب عقلاني ورأي موضوعي وتشخيص واقعي ومنطقي للمشكلة لنتمكن من علاجها بعيداً عن العواطف ولغة الانفعالات وتسجيل المواقف الشخصية على حساب مصالح الوطن الكبرى ..
في موضوع النقد والمساءلة وتقييم أداء جميع الاتحادات الرياضية بلا استثناء، علينا أن نتعامل مع وقائع وحقائق وأرقام، حتى لا تكون المعادلة مقلوبة والمعايير مزاجية انتقائية، وعندها سنجد أننا أمام نتيجة عادلة وصحيحة تشير إلى أنّ التفوق والتميز كان ومازال من نصيب اتحاد ألعاب القوى، وأنّ الرئيس الأمير نواف بن محمد حقق بدعمه وحماسه وجهوده وإخلاصه وروعة إدارته وقيادته وحيوية متابعته هو بعد توفيق الله من صنع مجد وشهرة ألعاب القوى السعودية، وهو الذي طوّرها ونقلها إلى العالمية على الرغم من المواقف السلبية لبعض القطاعات وعدم اهتمام معظم الأندية باللعبة، وكذلك محدودية مواردها وقلّة مخصصاتها المالية، وأيضاً غياب التفاعل الإعلامي معها ومؤازرة أبطالها .. وهذه مجتمعة تبدو كافية لتدمير ألعاب القوى والحد من نجاح وتألُّق اتحادها ..
الهيئة على طريقتنا
جاء قرار إنشاء هيئة للإشراف على دوري المحترفين كإجراء طبيعي ومتوقع بل وملزم تماشياً مع متطلّبات الاشتراك في دوري المحترفين الآسيوي، غير أنّ الذي كنا نتمناه ونطالب به من أجل الارتقاء بهذا الدوري لم يتحقق، وأقصد بذلك طريقة تشكيل الهيئة، حيث تم الاختيار بالأسلوب التقليدي ووفق رؤى وقناعات شخصية، وليس الاعتماد على آليات علمية منهجية متطورة ..
إنّ أبسط ما كان يفترض أن يرتكز عليه التشكيل الإداري للهيئة، هو أن يكون هنالك مترشحون من جميع الأندية الممتازة ال (12)، وعلى ضوء ذلك تجرى عملية انتخاب للرئيس والأعضاء، بدلاً من وجود نفس الأسماء التي استهلكت وتكررت وأثبتت فشلها في أكثر من موقع وموقف ..
العبرة ليست في إنشاء الهيئة وإنما بنوعية وكيفية إدارتها، وباستقلاليتها وبالصلاحيات المتوفرة لها ..
طمّنتهم يا دكتور!
ماذا تنتظرون من عقول انشغلت بأطروحاتها واتصالاتها ومندوبيها طيلة الأسابيع الماضية لمناقشة (جريمة!!) وجود اللون الأزرق في التصميم المبدئي والمقترح لشعار دوري المحترفين السعودي؟! لقد تركوا القضايا المهمة واللوائح والبنود الرئيسية التي ستحدد أسلوب وطريقة ومستقبل دوري المحترفين، وتفرغوا تماماً لمحاربة هذا اللون المزعج لعيونهم والمثير للقلق والأرق والصداع وكل الأوجاع..!
لم يهدأ بالهم إلاّ بعد أن صرّح عضو اللجنة الثلاثية المكلفة بإدارة هيئة دوري المحترفين الدكتور حافظ المدلج لصحيفة (شمس) وزفّ البشرى السعيدة لهم بتأكيده على أنه تقرر استبعاد الوحش والكابوس (الأزرق) من ألوان الشعار، ولم يكتف الدكتور بذلك بل زاد في (تطمينهم) وبث الارتياح والفرح والابتهاج في نفوسهم بقوله (الشعار سيكون خالياً من اللون الأزرق ولا يحتوي على أي درجة من درجاته)..!!
هكذا يفكرون ويخططون ويتحركون، وهكذا تكون بطولاتهم وصولاتهم وجولاتهم وإنجازاتهم..!!
* في الوقت الذي يغيب فيه دوري الاتحادات وكثير من الأندية في الوقوف مع اللاعبين المحتاجين للدعم والمساندة، تبرز مواقف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبد العزيز ومبادراته الإنسانية الخيّرة باتجاه الجميع .. جزاه الله خيراً وكثر من أمثاله ..
* صدارة الأهلي لمجموعته وتأهله لدور الأربعة في البطولة الخليجية إنجاز رائع وسريع يسجل للإدارة الشابة بقيادة الرئيس عبد العزيز العنقري ..
* هل ستشكِّل بطولة النخبة الدولية ضغطاً سلبياً وعكسياً أم دعماً فنياً ومعنوياً قوياً لرائد التحدي في دوري المحترفين..؟!
* الخطاب واحد والقرار واضح ومع هذا لا ينفذ إلاّ ما هو ضد حقوق ومصلحة الطائي!
* فضيحة غياب الربّاع آل دحيليب والاتهامات المتبادلة بين الأطراف المسؤولة ستمر مرور الكرام وبمثل ما سجلت فيه الفضائح السابقة ضد مجهول..!
* مواجهة اليوم بين الطائي والجبلين ستعيد شيئاً من الإثارة ووهج المنافسة القديمة بين الجارين ..
* لإيضاح الصورة، ولتعرية عقول بعض الجهلة، فإنّ النظام الخاص بحسم بطولة الدوري السعودي في حالة التعادل بالنقاط هو نفسه المعمول به في أقوى وأشهر وأكبر منافسات الدوري على مستوى العالم .. الدوري الإسباني والدوري الإيطالي.
abajlan@hotmail.com