Al Jazirah NewsPaper Monday  25/08/2008 G Issue 13115
الأثنين 24 شعبان 1429   العدد  13115
خيال الظل
القائمة السوداء
منصور عثمان

شكلت (القروض) والأسلاف - والبحث عن السيولة بشراء (التقسيط والبيع.. بالنقد) عنصرا مهما في حياة المواطنين، حيث لم تستقم حياتهم المعيشية على راتب شهري تتنازعه الأيدي الجاهزة لسحب كل ريال قبل أن يستقر في الجيب أو البطن..

هذه حياتنا البيت بالتقسيط السيارة كذلك الأجهزة الكهربائية. المدارس بالتقسيط حتى (الصامولي) وحليب المدرسة بالتقسيط لتشكل كل هذه التشتتات مقتلا محتما لمواطن شكل النفط في حياته الكثير من الشقوق التي لم يستطع رتقها. ليعيش أو يتعايش (بالصيت) حتى تنكشف عن البيداء سوأتها في مماته ليخلف لأهله وبنيه أوراق دين ينوء بحملها حاملو نعشه الأربعة وزد على ذلك أولئك الباحثين عن الأجر في إيصاله إلى حفرة في (التراب)..

وأمام هكذا موت أو خلف هذه البنية الاجتماعية والمسكوت عنها خجلاً أو وجلاً أو بمحض الصدفة يخرج علينا مروجو العشرين ألفا بـ34 ألف هكذا دونما خجل. إعلاناتهم تملأ الصحف لأنهم أدركوا أن هناك قائمة سوداء تمنع (المواطن) من أي قرض حتى لو قرض بيت من الشعر أو قرض قطعة جبن.

هذه القائمة أجلت حتى علاج الناس وجعلتهم نهباً لمرابي أكياس الرز والونيتات وقوائم التسليف المنتهية بالنار.

فمن حصار المعيشة اليومية إلى حصار (القائمة السوداء) بدءاً من فاتورة الهاتف ونهاية بتعثر المواطن في قسط شهر لسيارته كلّه مسجل ولا مجال للفكاك من هذا الحصار إلا بالهروب إلى الأمام والارتماء في أحضان دهاقنة التقسيط الشعبي 20 بـ34 والقادم أخطر.

فماذا فعل هذا المواطن النفطي غير دورانه اليومي من العمل إلى البيت إلى المسجد إلى الهروب من أعين صغاره الطامحين لكراس وعلبة ألوان ومعه تهرب الطمأنينة والهدأة وصباح الخير لتزداد الهوة بين الناس ليشكلوا توازياً مقيتاً لا يلتقي أحدهما بالآخر غني.. وفقير.. فقط!!

وكلاهما بقائمتين إحداهما سوداء والثانية.. لم الثانية..

لا لون لها...

فقط لأن غالبيتنا لم يجربها..

لأن ألوان صغاره ما زالت في (المكتبة)



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 784 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد