Al Jazirah NewsPaper Monday  25/08/2008 G Issue 13115
الأثنين 24 شعبان 1429   العدد  13115
مستعجل
ماذا تُحضِّر إيران للخليجيين؟!
عبد الرحمن بن سعد السماري

إيران في وضع حرج للغاية.. وهي فوق مواجهتها لما يشبه العزلة الدولية.. فهي أيضاً.. معرضة في أي وقت لضربة قوية قاسية تجذبها خمسين سنة للوراء.

** نعم.. إيران في وضع حرج للغاية.. وتواجه أزمة.. بل أزمات.. ومع ذلك.. لم تغفل إيران عن إظهار بعض ما تكنه لجاراتها المخلصة الصادقة معها.. دول الخليج العربي.

** إيران تقول.. إنها ستغلق مضيق هرمز إذا تعرضت لضرب.. والمتضرر من إغلاق المضيق.. هي دول الخليج العربي.. التي لا يد لها في الضربة.. بل هي ضد الضربة.. وتعمل بكل ما تملك للحيلولة دون ضرب إيران.. ومع ذلك ستعاقبها إيران.

** إيران تقول.. إنها ستضرب مصالح الغرب الاقتصادية في المنطقة.. يعني.. أنها ستضرب اقتصاديات دول الخليج العربي متى تعرضت إيران للضرب.

** وما ذنب دول الخليج العربي.. عندما يشل اقتصادها لمجرد أن إيران لا تستطيع ولا تقدر على ضرب أمريكا.. بل تقدر على ضرب دول الخليج العربي.

** إيران.. قالت وتقول.. إن سبب مشاكل المنطقة (أنظمة دول الخليج العربي) هكذا يقول مسؤول إيراني رفيع.. لم يقله في الخفاء.. ولا في جلسة سرية.. بل ما قاله أمام وسائل الإعلام..

** قاله علناً.. قال بشكل معلن.. وتهجم على القيادات الخليجية بشكل مهين ومسف ولا يليق.. ويستفز كل الخليجيين.

** وقبل أيام أيضاً.. قامت إيران بوضع مكاتب وحضور غير مسؤول في جزيرة أبوموسى الإماراتية مخالفة التعهدات والمواثيق والعهود.. وما أبرمته من التزامات مع دولة الإمارات.. وأمام العالم تجاه هذه الجزر.

** وقبل أشهر.. قال مسؤول إيراني.. إن البحرين كلها جزء من إيران.

** هذا ما يقوله الإيرانيون أو المسؤولون الإيرانيون.. وهم في محنة.. وهم يواجهون حرباً.. وهم في أشد حالاتهم.. فكيف لو كانت أمورهم مستقرة.. وأحوالهم مطمئنة؟

** قالوا هذا الكلام وهم في حاجة ماسة إلى معاضدة ومناصرة دول الخليج العربي.. وفي حاجة إلى تعاطف دول الخليج العربي وفي حاجة إلى تأييد دول الخليج العربي لهم في كل محفل سياسي.. فكيف لو أنهم لا يحتاجون إلى دول الخليج العربي؟ وكيف لو كانت إيران في سعة من أمرها؟

** كيف لو كانت إيران غير محتاجة لدول الخليج العربي أو غيرها؟

** هذا ما بدر منهم.. وهم في أسوأ أمورهم.. وهذا ما رشح منهم وهم يعايشون الشدائد والمحن.. وقد تتدهور أمورهم في أي لحظة في مواجهة غير متكافئة مع أمريكا.. وقد تدك إيران دكاً.

** هذه النقاط التي نقلتها من الأخبار حول مواقف إيرانية متلاحقة.. هي رسائل لدول الخليج العربي مجتمعة.. مع أني.. أجزم.. أنهم لا يجهلون ولا يخفى عليهم شيء من هذا.. ويعرفون العدو من الصديق جيداً.

** هذه الرسائل الإيرانية المتلاحقة لنا.. تجعلنا نفكر جيداً في المسألة الإيرانية.. والهاجس الإيراني.. بإمبراطورية فارسية شيعية كانت هاجسهم منذ عدة قرون وليست وليدة اليوم.

** علينا أن نتأمل المسألة الإيرانية جيداً.. لأننا إزاء كارثة مقبلة لا تقل عن كارثة اجتياح صدام للكويت.. ولأننا إزاء مندفعين أكثر من صدام نفسه.. ومتهورين أكثر من نظام صدام.. وينظرون إلى دول الخليج العربي نظرة دونية.. وأنها لا تستحق البقاء ولا العيش.. إلا في عباءة طهران.

** إن مواقف إيران تجاه دول الخليج العربي.. لم تكن أبداً.. مواقف إيجابية.. ولا تحمل أي روح ودية.. بدليل عدم نفي إيران أو استنكارها.. أو حتى تعقيبها على تصريح المسؤول الذي أساء إلى أنظمة دول الخليج العربي.. وأساء إلى تاريخها ومكانتها.. وأساء إلى كل مواطن خليجي.. مثلما هي لم تعقب أو تنفي أو تستنكر أي تصريح أو عمل سابق.

** وهي أيضاً.. تجهز قوة عسكرية ضخمة.. وتجرب عشرات الصواريخ الباليستية العملاقة.. وهي بالطبع.. ليست لأمريكا.. ولا لأوروبا.. لأنها لن تصلها.. ولا حتى لإسرائيل لأنها تدرك حجم عاقبة التحرش بإسرائيل التي تملك مئات الصواريخ النووية العنيفة.. بل إن القوة العسكرية لجيرانها المسالمين الطيبين.. وقد تستخدمها في وقتها

** هي تذكرنا بصدام.. الذي كان يهدد بإحراق نصف إسرائيل.. والنصف الآخر سيرمى في البحر.. والنتيجة.. هي اجتياحه واحتلاله لشقيقته الكويت.. ومحاولة مسحها من الخريطة وضمها للعراق.

** الإيرانيون يعيشون بنفس العقلية الصدامية.. بل أسوأ وأحقد.. وهم يخططون لليوم الذي يقفزون فيه على دول الخليج العربي.

** هذه.. هي العقلية الإيرانية كلها وليس فقط.. رأي من صرَّح أو تحدث أو أظهر ما عنده.

** استعدوا لهذا اليوم الذي يخطط له الإيرانيون.. فوالله.. إنها لا تريد للخليج العربي ولا للخليجيين خيراً.. وكلكم عن بكرة أبيكم.. تعرفون ذلك.. ومن يجهل ذلك.. فهو الجاهل بعينه.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5076 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد