إهداء في الصفحة الأولى (لقارئ) استعان بالبحث ليفك شفرة (حداد). ذلك ما قام به الروائي السعودي منذر القباني بعد أن لفت أنظار قرائه بسؤاله في أحد المنتديات الثقافية على الإنترنت، ما هي مدينة حداد؟ أحد الاستفهامات الكبرى في قلب روايته (عودة الغائب) عن الدار العربية للعلوم 2008م -قبل صدورها-، والتي وعد المؤلف مقابل فك لغزها كتابة إهداء الرواية لصاحب الإجابة.
ابتكر، نشر وانتشر، طرق باب القارئ ولم ينتظر أن يبحث عنه، احترمته كما احترمت ذكاء قائمة نبيل المعجل البريدية، الكاتب الساخر الذي (سخّر) الإنترنت ليجعل المسافة ما بينه وبين قارئه كبسة زر ورسالة في (الصندوق الوارد).
وبالمقابل ألفنا سماع التذمر من ضعف الجمهور، وقلة القراء وأن زمناً نعيشه ليس زمن ثقافة واطلاع، كما ألفنا التذمر من رداءة الدعاية التي تقدمها دور النشر. لست بصدد تفنيد نسب الصحة وحجم الخطأ، ولكني أتساءل أي مسؤولية تلك التي تقع (بكاملها) على عاتق جهات ليس منها صاحب الكتاب نفسه!.
ومن كاتب بار بقارئه إلى كاتب لم أستطع بعد فهم تجاهله لرسائل قرائه! وما فائدة البريد الإلكتروني الذي يزيّن كل مقال إن لم يكن وسيلة اتصال و(تفاعل) ما بين الاثنين؟، أهي موضة إلكترونية أم ترف مساحة أم (تشخيصة) مع العمود؟! أقدر السعي كما أؤمن بالموهبة، ولعلي أؤمن بالأولى (أكثر). مسؤولية جذب القارئ فرض (حرف) على كل ذي هم ثقافي. وهجر الأبراج العاجية بات مطلباً مهماً.
اهتم ليهتم، ولتكتب (له) عليك أن تكتب عنه، وليستمع لك لابد أن تشتركان في اهتمامكما بالقضية وإن اختلفتما! وفي دائرة (الهمة) الثقافية -ولن أقول هماً- لابد من الحديث عن صاحب القلم الذي شاهد كثيراً وجاء الوقت ليُشاهَد.
قالها (باولو كويلهو) ومضى، وكعادتي السيئة أقف كثيراً عند التجارب المختزلة في عبارة!، قال: انتبه لكل لحظة تمر من عمرك، فالفرص التي نسميها (نادرة) هي في الحقيقة في متناولك بسهولة، لكننا عادة نتركها تفلت لأننا لا نظن أنفسنا أهلا لها، فاقتنصها، ودع سنن الكون تجري بمقدار كي تصوب خطواتك إذا كنت غير أهل للفرصة التي اقتنصتها).
تلميح:
(معظم الناس تخلط بين الإدارة السيئة والقدر)
كين هيوبارد
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة sms تبدأ برقم الكاتبة 8337 ثم أرسلها إلى الكود 82244
kimmortality@gmail.com