الجزيرة - سعيد الدحية الزهراني:
ترتقب الأوساط الثقافية والأدبية في هذه الآونة.. صدور اللائحة التنظيمية لانتخابات الأندية الأدبية التي تأتي في مراحلها الأخيرة وفق ما صرح به الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، حيث شارفت المرحلة الرئاسية الأولى للأندية الأدبية على الانتهاء.. والتي اعتمدت الوزارة لإشغالها على مبدأ التعيين.. الذي لم يكن موفقاً تماماً بالنظر إلى حجم الاستقالات - الفردية والجماعية - للأعضاء المعنيين.. نأمل أن تأتي اللائحة الانتخابية محققة للآمال والتطلعات ومضمدة لجراح مرحلة التعيين.. فإلى التحقيق:
عمليات التجميل
الروائي أحمد الدويحي.. يرى أن الوزارة فشلت في مبدأ التعيين ويأمل أن لا تكرر ذات التجربة في الانتخابات.. فيقول: بداية كان للوزارة تجربة التعيين التي اكتشفت بعد مضي فترة ليست بالطويلة فشل هذا المبدأ من خلال الاستقالات المتوالية في أكثر من نادٍ أدبي.. وفشلت أيضاً في إجراء العمليات التجميلية لخطوتها تلك وعلى أي حال يجب ألا نلغي أحداً أياً كان الاتجاه، ويجب أن يكون أفق الحوار لدينا متسعاً ليشمل كل الشرائح والنخب المتعددة والمتنوعة.. فالمعين الثقافي محصور في قالب واحد يُظن أنه هو الكل.. فالثقافة تنوع يخلق الثراء المنشود.
في هذا الإطار أؤكد على أن تكون معاييرنا الثقافية لتشكيل هذه اللائحة معايير واضحة تماماً.. نعرف جميعاً أن أصحاب المهن الحرة توصلوا إلى نسيج مدني متين مثل المحامين والمهندسين وبقية المهن الأخرى الحرة.. ما عدا مهنة الأدب والأدباء.
ائتلاف الأطياف
أما الأستاذ عائض الردادي.. رئيس اللجنة الثقافية بالشورى فيشدد على أهمية أن تكون الأندية الأدبية ساحة لكل التوجهات فيقول: أرجو أن تكون لائحة الأندية الأدبية فيما يتعلق تحديداً بالانتخابات لأعضاء مجلس الإدارة.. والتي ستصدر من وزارة الثقافة والإعلام أقول أرجو أن تكون تنظيماً ثقافياً إدراياً واضحاً لعمل الأندية الأدبية التي تركزت فيها الاستقالات بصورة كبيرة كما قل نشاطها.. وهذا في نظري يرجع إلى تعليق اللائحة القديمة.. وعدم صدور لائحة جديدة.. ولهذا السبب كما أسلفت يرجع الاضطراب في الأندية الأدبية والاستقالات الجماعية ونحوها.. آمل بالفعل أن تكون اللائحة المرتقبة مرنة وواضحة تحدد حقوق الأدباء وصلاحيات مجلس الإدارة.. وذلك عن طريق الجمعيات العمومية التي يتم التوصل من خلالها إلى مجلس الإدارة وبالتالي الى انتخاب رئيس النادي الأدبي.. ختاماً أرجو أن تكون الأندية الأدبية ساحة لجميع الأطياف والتوجهات الثقافية والفكرية دون أن تكون حكراً على توجه أو تيار بمفرده.
توعية اجتماعية
يأتي رأي القاص محمد شقحاء مشيراً إلى أهمية أن يأخذ القائمون على أمر إعداد اللائحة ألا يستحيل النادي الأدبي إلى مركز توعية اجتماعية قائلاً: لا أدري ما هي لائحة الانتخابات التي تتحدث عنها الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام حول ما يتم اتخاذه من إعادة صياغة للأندية الأدبية.. إذ كنت أتمنى لائحة الأندية الأدبية المحدثة قبل الشروع في إعداد لائحة للانتخابات، فالنظام الأساسي للأندية الأدبية الصادر عام 1395هـ والذي بموجبه تمت الانتخابات عام 1400هـ في عدد من الأندية وكان هذا النظام مستوحى لوائح وأنظمة الأندية والجمعيات المثيلة في الخليج والوطن العربي ونحن ننتظر كأدباء ما قررته اللجنة المشكلة لإعداد نظام جديد للأندية الأدبية التي شكلت منذ عامين، وسمعنا أنها اجتمعت أكثر من مرة فتمخض الجمل فولد فأراً.. وأملي أن تحفظ اللائحة المرتقبة لانتخابات الأندية الأدبية خصوصية الأندية الأدبية كمركز أدبي إبداعي في جميع مجالات الأدب قصة وشعر ورواية ونقد ودراسات ونحوها.. لا أن يكون مركز تجمع لفئة معينة تعصف بدورنا الثقافي والأدبي وتعيد الأدب والثقافة الحديثة إلى أن يكون الصوت الجديد داخل النادي مرتبطاً بجهة ما ويتحول بدلاً من مكان منتج للأدب إلى مركز دعوة وإرشاد وتوعية اجتماعية.
ردد.. يا ليل ما طولك
أما الشاعر عبدالله السميح فيستغرب أن تستغرق اللائحة كل هذه المدة الزمنية.. مؤكداً على عدم تمكن الأديب من العمل الإداري البحت.. قائلاً: بداية أعتقد أن لائحة تنظيم الأندية الأدبية صدرت مع تشكيل مجالس إدارات الأندية الأدبية حتى لا تقع إدارات الأندية الأدبية في المآزق الإدارية التي وقعت فيها، وهي مآزق تنظيمية تتعلق بإدارة النشاطات وتوزيع المهام وتحديدها بما يكفل لكل عضو من أعضاء الأندية الأدبية حقوقه وواجباته من حيث ممارسة الدور الفعلي برؤية واضحة.
ومن وجهة نظر إدارية بحتة اللائحة التنظيمية للأندية الأدبية لا تستحق كل هذا الوقت الطويل لإنجازها (وهي إلى الآن لم تخرج بعد) وكان المفترض أن يكلف بها فريق استشاري إداري.. فماذا يفقه الأدباء في علم الإدارة.. فليس كل أديب مخول للتنظيم الإداري والعكس صحيح.. وفي هذا مصداقاً لرأي الدكتور السبيل حينما قال إن الأدباء فشلوا في إدارة الأدب أو العمل الأدبي.. وأتمنى أن تخرج هذه اللائحة بضمان لحقوق المثقفين والأدباء في المشاركة ومنح فرص مكافئة لكل أديب في كل نادٍ أدبي وليس كما يحدث الآن حيث تقوم دعوات الأدباء على مصالح متبادلة.
كما أمل أن تضمن اللائحة الجديدة حق الأديب والمثقف الحقيقي وأن لا تكون بها ثغرات لدخول الادعياء الذين يمتطون الموجات.. فيجد الأديب نفسه غريباً داخل النادي الأدبي.. وشيئاً فشيئاً يتحول الأدب إلى عنصر من عناصر الظهور.
أمسك لي وأقطع لك
أخيراً يتمنى الشاعر محمد شدوي أن تلبي اللائحة رغبات الجميع مطالباً بالمراكز الثقافية قائلاً:
بداية إن بقيت الأندية الأدبية على ما هي عليه حالياً فلا أمل يرجى منها.. فجل المبدعين في المشهد الثقافي السعودي أتوا من خارج الأندية الأدبية.. فالأندية الأدبية لا يصلحها إلا الانتخابات.. وتجربتي في النادي الأدبي بالباحة جعلتني أقف على حقيقة بأن الأندية الأدبية تقوم على المجاملات.. فمثلاً يتم توجه الدعوات لإقامة الأمسيات المتنوعة لمحسوبيات وعلاقات شخصية.
إضافة إلى الشللية في الأندية الأدبية.. في تصوري أن الأندية الأدبية لا تقوم بدورها الحقيقي نوعاً ما إلا في المحيط الذي يكون ضمنه ذلك النادي في حين تغيب برامجه عن الأطراف التابعة للمركز الذي يحتوي النادي، خذ مثالاً نادي الباحة الأدبي الذي يقع في مركز منطقة الباحة (مدينة الباحة) وتكون أنشطة مركزه على مدينة الباحة وتقل تلك الأنشطة في المحافظات التابعة للباحة كالمخواة وقلوة والعقيق ونحوها.. أما عن اللائحة التي نرتقب صدورها حول تنظيم الانتخابات في الأندية الأدبية فنأمل أن تلبي رغبات الجميع وإن كان في خلدي بأن رضا الناس غاية لا تدرك.. وأملي الكبير أن تكون هناك مراكز ثقافية في المحافظات ويكون النموذج وفق تجربة إدارات التعليم من حيث الميزانية والمتابعة.