أهداني معالي الأستاذ الدكتور عبد الوهاب بن إبراهيم أبو سليمان، عضو هيئة كبار العلماء والباحث المعروف كتابه القيِّم (باب السلام في المسجد الحرام ودور مكتباته في النهضة العلمية والأدبية الحديثة).

يقع الكتاب في (495) صفحة من القطع فوق المتوسط في طباعة فاخرة وأنيقة تليق بالكتاب وبموضوعه.

تصدَّر الكتاب كلمة للناشر، ثم محتوى الكتاب، فعرفانٌ وتقديرٌ لكلِّ من كان له إسهام واضح من أبناء مكة المكرمة في دعم هذا العمل وإبرازه ... يلي ذلك مقدِّمة الكتاب، وفيها تتجلّى أمانة المؤلِّف وإنصافه في الإشارة إلى من سبقه من العلماء والأدباء والكتّاب المكيين وغيرهم في الكتابة عن مكتبات باب السلام في الصحف والدوريات، وفي بعض المؤلّفات وكتب الرحلات، ومن هؤلاء: العلاّمة محمد طاهر الكردي في تأريخه، والأديب المؤرّخ أحمد علي الكاظمي في (ذكريات)، والأديب عزيز ضياء، والأديب أحمد السباعي، والكاتب حسن قزاز، وغيرهم من أبناء الجيل اللاحق.

وأبرز هؤلاء الأديب: عبد العزيز الرفاعي في كتابه (رحلتي مع المكتبات) .. يلي ذلك ما قاله الشعراء والكتّاب في باب السلام ومكتباته من قصائد ومقالات وذكريات.

ثم جاءت فصول الكتاب كالتالي:

الفصل الأول: باب السلام - العراقة والتأريخ:

وفيه عرض تأريخي لما كان عليه باب السلام قديماً منذ توسعة الخليفة العباسي محمد المهدي للمسجد الحرام بين عامي 160 - 164هـ إلى القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين، حيث أصبح ما بين باب السلام والمسعى مركزاً وطنياً وإسلامياً للمكتبات.

الفصل الثاني: إطلالة تأريخية على سوق الوراقة (الكنبية) في مكة المكرمة قديماً:

فمكة المكرمة شرّفها الله كهف العلم والعلماء، وموطن هجرتهم منذ فجر الإسلام وسوق الوراقة فيها قديم قِدَم العلم بها.

وقد ورد ذكر الوراقة عند المؤرّخيْن المكييْن الأوَّلَيْن الإمامين: الأزرقي، والفاكهي - رحمهما الله تعالى -.

ويرد ذكر للوراقة في القرن التاسع الهجري حيث انتهت الوراقة ل (أحمد بن محمد الدلوالي) - (تُ 828ه).

ثم انتقل سوق الوراقين إلى باب السلام، ومع نهاية القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر الهجري كان أول العهد فيه ببيع الكتب من قبل العلامة محمد بن علي بن أحمد الكناني المكي - (تُ 1308هـ).

ثم أشار المؤلِّف إلى الأسر العريقة المتخصصة في المكتبات بباب السلام وانتهى ذلك في الوقت الحاضر إلى أسرتين مشهورتين في عالم الكتب، وسوق المكتبات وهما: آل الباز وآل الفدا.

ثم أتبع ذلك بالكلام عن: مشيخة الكتبية، مزاد الكتب في باب السلام، الرقابة على الكتب بباب السلام، نظافة باب السلام، إضاءة مكتبات باب السلام.

الفصل الثالث: مكتبات السلام: النشاط العلمي والأدبي، وفيه:

دور مكتبات باب السلام وطنياً، امتداد عطاء مكتبات باب السلام، مكتبات باب السلام دارة النفائس، الدروس العلمية بباب السلام داخل الحرم الشريف، مكتبات باب السلام منتدى العلماء، مكتبات باب السلام مدرسة القراء، مكتبات باب السلام ملتقى المفكرين والأدباء، مكتبات باب السلام مجتمع الحكماء، باب السلام دارة العلماء.

وتحت كل عنوان من هذه العناوين نفائس من المعلومات المهمة مما يحسن الوقوف عليه والإفادة منه في كل النواحي العلمية والاجتماعية والاقتصادية والأدبية، وغيرها.

* الفصل الرابع: مكتبات الرحبة الرخامية، وفيه:

أقسام المكتبات بباب السلام وأنها ليست على مستوى واحد من حيث نشاط أصحابها من الناحية التجارية، ومن حيث اتساعها وتوافر كميات الكتب بها، وتنوعها، يلي ذلك تنظيم المكتبات المطلة على الرحبة الرخامية في الجهات الأربع.

الفصل الخامس: مكتبات الرحبة الحجرية امتداد الرحبة الرخامية:

وفيه عرض تفصيلي للمكتبات الواقعة في هذا الجزء من باب السلام وأصحابها والمتاجر التي تقع فيه ...

* الفصل السادس: مكتبات باب السلام الصغير:

وفيه تحديد المراد بباب السلام الصغير وبيان المكتبات والدور المنتشرة على جانبي الباب.

* الفصل السابع: مكتبات باب السلام الكبير:

وفيه بيان تفصيلي للمكتبات في هذا الباب على الجانبين وأسماء أصحابها وما اشتهر به كل واحد منهم.

* الفصل الثامن: النشاط المطبعي، وفيه:

- دور مكتبات باب السلام في طباعة الكتب.

- نماذج من مطبوعات مكتبات باب السلام.

- مطابع أصحاب المكتبات بباب السلام.

- النشاط الإعلامي لأصحاب مكتبات باب السلام.

* الفصل التاسع: النشاط التجاري والحرفي، وفيه:

استيراد الكتب، تأمين الكتب والمقررات الدراسية، تأمين الأدوات الكتابية .. نسخ وتجليد الكتب، مشيخة تجليد الكتب، الخطاطون، كتابة العرائض .. الخ، وختام هذا الفصل: باب السلام ذكريات وأحداث.

* الخاتمة: وفيها خلاصة الكتاب وعرض النتائج المهمة في هذا الجانب:

ختم المؤلِّف كتابه القيِّم بذكر مصادره من الكتب والدوريات ثم الفهارس العلمية.

* مميّزات الكتاب:

- حاول المؤلِّف - وفّقه الله - رصد كل ما يتعلّق بباب السلام من الناحية التأريخية والعلمية والاقتصادية.

- زيَّن المؤلِّف كتابه بالصور والوثائق التي زادت في قيمة الكتاب العلمية.

- جاء الكتاب في طباعة فاخرة متقنة وعلى ورق صقيل تليق بموضوع الكتاب.

- تَفرَّد الكتاب بتراجم لبعض العلماء والمدرسين والكتبيين المعاصرين مما يجعله في مصاف كتب التراجم.

* هناك بعض الجوانب يحسن الاهتمام بها حتى يكتمل العقد:

- توفير الكتاب في المكتبات المشهورة.

- توفير طبعة من الكتاب تكون في متناول جميع القراء من حيث السعر.

- نشر الكتاب على الشبكة العنكبوتية.

ختاماً: فالكتاب قيِّم، والموضوع ذو مكانة مستمدة من مكانة وأهمية المكان المطروق، ونرجو للمؤلِّف التوفيق.