بعض المؤلفين وبخاصة في الكتب ذات الطابع التوجيهي أو الدعوي والخيري يؤلف كتابا مهما يرغب من خلاله في إيصال رسالة اجتماعية أو ثقافية (ومن الممكن سياسية) فيطبع الكتاب طباعة أنيقة، مع بذل الجهد لأن تكون المادة العلمية للكتاب في أبهى صورها، وهذا حقه المشروع، ثم يقرر عدم بيع الكتاب ويكتفي بالتوزيع المجاني ظنا منه أن هذه الطريقة هي الأفضل لانتشار الكتاب ومضمونها، وهذا أمر كلنا نشاهده في المساجد وأروقة الأندية الثقافية وبعض الأماكن العامة أو في قاعات الانتظار بالمستشفيات.
قد أتفهم أن توزع الكتب الدعوية بالمجان، لكن أن يكون هناك كتاب علمي أو تاريخي يوزع بالمجان فهذا قتل للكتاب، ودعوني أوضح لكم الأسباب (أو بعضها) الكتاب المجاني يأخذه من يحتاج إليه ومن لا يحتاج، وقد يأخذ بعضهم عدة نسخ بل كمية ثم يفتر عن توزيعها وبالتالي تؤول هذه الكتب إلى سلة المهملات، كما أن الكتاب المجاني محدود الانتشار جدا، إضافة إلى أن هناك فئة من الناس يمنعهم الخجل من أخذ شيء بالمجان ولو كان لهذا الكتاب مقابل لما تردد في أخذه، وفي تقديري أن حل هذه القضية سهل وسهل جدا، فإذا كان أحدنا راغباً في خدمة كتابه وعدم الإثقال على الناس من الناحية المادية فليفعل كما يعمل بعض رجال الأعمال ممن كتبت سيرهم وطبعت في كتب، ولم يوزعوا هذه الكتب عنهم بالمجان مع أنها كتب عن أشخاص ولها طابع تسويقي كل ما فعله رجال الأعمال هؤلاء هو أن أنزلوا هذه الكتب إلى الأسواق بأسعار مخفضة فضمنوا التوزيع للكتاب، وضمنوا أن هذا الكتاب لن يأخذه إلا من يرغب فيه بدليل أنه دفع نقودا لشرائه، وإن كان البعض يتحرج من أخذ مقابل عن كتاب عن شخصه فليضع ريعه للعمل الخيري هنا أو هناك.
للتواصل فاكس - 2092858
Tyty88@gawab.com