لن أضيف على ما أورده زميلنا (عبدالله العجلان) وغيره من الزملاء الذين تحدثوا بمرارة عن فشل مشاركتنا الأولمبية الراهنة على كافة الأصعدة والمستويات.. بما في ذلك الفشل في تبرير الإخفاقات (؟!). |
** الأمريكي (فيليبس) حقق لبلاده بمفرده (8) ميداليات ذهبية.. بلغ من خلالها أقصى مدى يمكن أن تبلغه أحدث وأمهر المركبات الفضائية صعوداً إلى الفضاء. |
** فيما العرب من المحيط إلى الخليج.. لم يحققوا حتى لحظة إعداد هذا الموضوع ما يوازي رقم (فيليبس) من الميداليات الذهبية والفضية والنحاسية (؟!). |
** محصلة مخجلة بكل المقاييس. |
** مصر (أم الدنيا) مثلاً، والتي يربو عدد سكانها على سبعين مليون نسمة، كثروة بشرية هائلة.. ما الذي يحول بينها وبين صناعة وإبراز بطل أولمبي يشار إليه بالبنان عن كل عشرة ملايين من هؤلاء السكان. |
** بالتوازي مع الاهتمام المحموم والملموس في صناعة نجم سينمائي يملأ الفراغ الذي سيحدثه النجم الكبير (عادل إمام) بعد عمر طويل (؟!!). |
** نفس التساؤل ينسحب بحذافيره على البلدان الخليجية التي تمتلك من الثروات والإمكانات المادية.. ما يجعلها قادرة على إيجاد وصناعة مجموعة من الأبطال الذين بمقدورهم منافسة (فيليبس)؟!! |
** حتى بلدان المغرب العربي التي كان لها قصب السبق في تشريف وفرض الحضور العربي على مستوى المحافل العالمية.. ها هي الأخرى تعود القهقرى.. بتخليها عن دورها الريادي ذاك.. راضية وقانعة بالفتات.. خصوصاً بعد أن سمحت بتوزيع أبطالها على البلدان الأخرى بحجة التجنيس (؟!!). |
** عوامل كثيرة - في تقديري - جعلت من السعوديين على وجه الخصوص، والعرب عموماً.. ضيوف شرف على (أولمبياد بكين) قياساً بما حققه الغير من حضور، وبخاصة تلك البلدان الأقل منا عدداً وعدة (؟!). |
** من أهم تلك العوامل هو ما يتمثل في الاستغراق حد الغيبوبة في الرومانسيات بكافة أشكالها وألوانها.. إلى درجة أن المسلسلات التركية، قد أحدثت ما يشبه الزلازل في أوساط الأسر والمجتمعات العربية، واتجاه الكثير منهم إلى تغيير أسمائهم تيمناً بأسماء أبطال تلك المسلسلات (!!!). |
** ومنها: أننا - كعرب - نجيد الكلام والفشخرة أكثر من إجادتنا للأفعال، لذلك نحن نتكلم أكثر مما نعمل (؟!). |
** ولأن (العزائم) إنما تأتي دائماً على قدر أهل العزم.. كما قال أحد شعراء العرب الأوائل.. وبما أننا أكثر الناس معرفة بمدى ما نمتلكه من العزائم. |
** لهذا استحدثنا أولمبياداتنا الخاصة بنا كعرب، والتي عادة ما نخرج منها بالزنابيل الممتلئة بشتى ألوان وأنواع الميداليات، وبالتالي فلم نعد بحاجة إلى مزاحمة الآخرين على صعيد الأولمبياد العالمي (!!). |
** كل ما تقدم لا علاقة له بجلد الذات أو التهكم.. بقدر ما له من صلات وعلاقات تصب في خانة الأمنيات.. بأن يأتي اليوم الذي تتساوى فيه أقوالنا مع أفعالنا، وأن نكون أكثر انضباطية وترشيداً في ثرثراتنا، وأن نكون أكثر تواضعاً وموضوعية في نظرتنا للأشياء.. بعيداً عن التضخمات الذاتية، وعن الآمال التي لا ترتكز على القدر الكافي من المتطلبات، ومن البذل والعطاء والمقومات الأساسية الكفيلة بصناعة وإنتاج الأبطال الكبار. |
** ولعل أغرب ما سمعت مؤخراً من (تهريج) اعتدنا على سماعه في مثل هذه الظروف هو.. مطالبة رئيس اتحاد القوى بالاستقالة تحت مبرر تدني نتائج أولمبياد بكين (؟!!). |
** هذه المطالبة الأكثر غباءً.. ذكرتني بحكاية ذلك الرجل الذي يبصر بعين واحدة، وبدلاً من المحافظة عليها.. قام هو بفقئها (؟!!). |
** فهل كان لدينا أصلاً (قوى) قبل (نواف بن محمد) حتى في ظل إخفاق بكين (؟!!). |
|
لا بارك الله في جموع غفيرة |
تسدّ عين الشمس عدة وتعداد |
لكن عند مقادح النار بالنار |
تذوب مثل الملح في قصعة الزاد |
|