تذبذب تطوير تعليمنا بين تطوير محافظ وآخر غير محافظ، وسوف يستمر هذا التذبذب طالما فشلنا في مأسسة التطوير.. في التطوير المحافظ تمارس القيادات متابعة شديدة تحسب وتحبس أنفاس المطورين، أما في التطوير غير المحافظ فالقيادات تترك الأمر برمته للمطورين دون مساءلة أو محاسبة. في التطوير غير المحافظ تجازف القيادات فتمنح المطورين ثقة مطلقة ومساحة هائلة ليتحركوا بداخلها، أما في التطوير المحافظ فالقيادات تحصر المطورين داخل مساحة ضيقة ولا تسمح بالمخاطرة. في التطوير المحافظ تبقى مواد النظام خادمة للتطوير، وإذا لم تكن كذلك تسارع القيادات التعليمية إلى تغييرها أو تجاوزها. أما في التطوير المحافظ فالتطوير عبد لسيده النظام، ومواد النظام لها صفة تكاد تصل إلى القدسية. في التطوير غير المحافظ لا تهم الوسيلة طالما كانت تحقق الهدف، أما في التطوير المحافظ فلا تهم نتائج التطوير بقدر ما تهم الإجراءات والتكلفة التي يتطلبها. في التطوير غير المحافظ يتم استعجال التطوير بأقصر مسار بيروقراطي ممكن، أما في التطوير المحافظ فالتطوير يتم عبر مسارات معقدة تقتل المشروعات التطويرية. في التطوير غير المحافظ ينزلق التطوير أحيانا إلى تطوير مظهري خادع، في حين لا نجد في التطوير غير المحافظ أي رغبة جادة في التغيير.