سهل جداً جلد الآخرين بسياط النقد وسهل جدا التنظير والفهلوة وممارسة الكتابة الكيفمائية وسهل جدا شطب المنجز بجرة قلم وتحويل الألوان الزاهية والحضور المشرف إلى لوحة قاتمة في زمن الهنبكة.
عقب كل دورة أولمبية ترشق الأقلام النقدية كل ما هب ودب وتتسابق نحو جلد أي طرف بسياط النقد الحاد ووفق رؤيا بليدة للغاية ووصل الأمر إلى مطالبة اتحاد العاب القوى بالاستقالة الجماعية وتهميش كل منجزات الرئاسة العامة لرعاية الشباب دون أن يكلف أي ناقد أو أي إعلامي نفسه بالبحث والتحري ومن ثم يمارس النقد وفق أسس مهنية عالية.
النغمة الإعلامية طوال أيام أولمبياد بكين تشير بشكل علني أو خفي إلى (سقوط الرئاسة العامة لرعاية الشباب) وهذا مخالف للواقع فقد قادت الرئاسة العامة لرعاية الشباب المنظومة الرياضية من نجاح إلى نجاح ولسنا وحدنا فهناك منافسون يعملون ويضعون الخطط والاستراتيجيات العملية المستقبلية ولكل مجتهد نصيب.
لن أسرد منجزات رعاية الشباب على مدى أربع وعشرين عاما مضت منذ الحصول على أول بطولة لأمم آسيا 1984 ثم التأهل لأولمبياد لوس أنجلس ثم السيطرة على كأس الأمم الآسيوية في ثلاث نسخ ثم التأهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم أربع مرات متتالية وهو رقم عربي وآسيوي لم يصل له أحد ونأمل الوصول لمونديال جنوب أفريقيا 2010 وللمرة الخامسة على التوالي ولن أتوقف عند إنجازات العاب القوى وأهمها الحصول على أول ميدالية أولمبية عن طريق العداء السعودي هادي صوعان في سيدني 2000 ولن أتحدث عن إنجازات الفروسية في المحافل العالمية ومنها برونزية خالد العيد في سيدني 2000 ولن أتحدث عن إنجازات اتحاد ذوي الاحتياجات الخاصة وأخرها الحصول على بطولة كأس العالم في ألمانيا 2006 ولكن ليسمح لي الجميع بطرح سؤال واحد فقط على نقادنا وكتابنا وهو هل حصلت الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهي تقدم لنا الانجازات المتتالية وتحمي شبابنا ببرامجها العديدة من موجه خفافيش الظلام أهل الفكر الضال (خوارج القرن) أقول هل حصلت الرئاسة العامة على الدعم المادي الذي يدفعها للمزيد من النجاح؟
الذي أعرفه إننا استقبلنا كمواطنين سعوديين أضخم ثلاث ميزانيات مالية في تاريخ السعودية خلال السنوات الماضية ونمر بطفرة اقتصادية ضخمة والمليارات تم توزيعها على كل القطاعات بسخاء تام عدا قطاع الشباب والرياضة الذي يتلقى نفس الدعم منذ سنوات بل قد يكون الأقل في السنوات الثلاث التي شهدت أكبر ميزانيات مالية للدولة. إذا، من هذا المنطلق يجب أن نغير حدة النقد ونقف كلنا إجلالا وتقديرا للقيادة الرياضية التي صنعت من الفسيخ شربات على طريقة أشقائنا المصريين حيث حافظت القيادة الرياضية على توازنها في ظل التقتير من وزارة المالية وقدمت لنا براهين على نجاح العمل لصالح أهم شريحة في المجتمع وهم شريحة الشباب ومهما كانت العوائق فلا يوجد أسوأ من عوائق الشح المالي.
وقفت قبل كتابة هذا المقال على ميزانية ألمانيا التي رصدتها للمشاركة في أولمبياد بكين والتي بلغت خمسمائة مليون يورو أي أكثر من ثلاث مليار ريال وبعملية حسابية بسيطة نجد أن كل ميدالية حصلت عليها ألمانيا في أولمبياد بكين كلفت حوالي ثلاثين مليون يورو أي حوالي مائتا مليون ريال سعودي فهل رصدنا 10% من هذا المبلغ لكي ننافس الآخرين؟ وكمثال بسيط أيضا أعلن وزير الرياضة الجزائري إنه تم رصد مليار وثلاثمائة مليون دولار للارتقاء بالرياضة الجزائرية والاتجاه للعالمية ولذا حققت الجزائر ميدالية فضية وأخرى برونزية أي إن كل ميدالية كلفت الكثير وعليكم لحساب. فهل نستطيع توفير المال ومن ثم محاسبة الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية وبقية الاتحادات الرياضية؟
هناك خلل إداري وهذا لا ننكره لأن توفير الكوادر الإدارية المتمكنة والمخلصة قليل وصحيح إن لدينا اتحادات رياضية تحتاج للغربلة وصحيح إن السياط النقدية تبالغ في الطرح وتخطئ الهدف وتعزف على وتر الميول والألوان وهذه جريمة في حق الوطن وصحيح إن لدينا هفوات في العمل ولكن الأصح إن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تسدد وتقارب وتمد القدمين على قد اللحاف وتحاول جاهدة فتح قنوات الاستثمار لسد العجز وتفتح قنوات التواصل مع اللجنة الأولمبية الدولية لتطبيق اللوائح والأنظمة بدقة تامة لأننا في كل الأحوال ممن يلهث خلفهم العرب (ولم يمت في أحشائنا الطرب).
أشياء... وأشياء
* الرئاسة العامة لرعاية الشباب قدمت للأندية منشآت متكاملة بملاعبها ومسابحها وكل الإدارات تعمل على كرة القدم فقط لأن فيها الأضواء والفلاشات التي يفتقدونها في الألعاب الأخرى.
* كيف ننتقد الرئاسة ورجال الأعمال والشركات السعودية عازفة عن دعم الرياضة بل تركض لرعاية مناشط في أوربا وتترك المنتخبات السعودية القادرة على تشريف الجميع لو وجدت الدعم والرعاية.
* كيف نحاسب اتحاد مثل إتحاد القوى حتى وإن حصلت هفوات في بكين وهو أكثر اتحاد قدم لنا منجزات رياضية وتفوق على كل الاتحادات الرياضية السعودية؟
* بجرة قلم همش الجميع منجزات اتحاد ألعاب القوى رغم إن الخلل الإداري هو الذي شوه المنجز الرياضي.
* تشكيل لجنة أولمبية جديدة وفق لوائح اللجنة الأولمبية سيغير الكثير من المفاهيم البالية وسينتشل العمل الإداري البليد من حالة الركود والضياع.
* ما قاله علي الدحيلب وسلطان بن نصيب وعلي الفلفل وبقية الأطراف المعنية بالقضية يحتاج للجنة تبرأ بها الذمة ومن ثم تحديد الطرف الذي تلاعب بسمعة الوطن ثم إعلان عقوبات رادعة.
* أعتقد أن الخلل الإداري نقل معلومات مغلوطة للأمير نواف بن محمد والدليل تصريحه الخطير عن غياب الدحيلب وستتضح الأمور قريباً.
* اتحادات لم تعمل على تجهيز لاعبيها للوصول لبكين مرتاحة من العاصفة بينما الاتحادات التي وصلت وشاركت في بكين تحت المقصلة.
* معاقبة رئيس اتحاد واحد بالإبعاد سيوقظ البقية من السبات العميق ولكن من الضحية المتوقعة؟ وهل نضرب بقوة بدون عاطفة من أجل الوطن؟
* أربعة أندية في العاصمة الرياض كل تركيزها على لعبة كرة القدم ولا يوجد اهتمام بالألعاب المختلفة فكيف نتفوق في العاب الذهب في ظل هذه العقليات الإدارية في الأندية؟!
* الهلال الوحيد في العاصمة الذي يهتم ببعض الألعاب والدليل تصدره لمنجزات كل موسم بعدد البطولات حسب تقرير الزميل عبدالله المالكي في (الجزيرة).
* من يصدق ناد مثل النصر أو الشباب بكل الزخم المادي والجماهيري لا يوجد بها إلا لعبة كرة القدم وبقية الألعاب مهملة تماماً؟!
* لو اهتمت الأندية الكبيرة بالألعاب المختلفة مثل الأهلي والاتحاد والهلال لأصبح لدينا قاعدة عريضة ننطلق منها نحو منافسة الآخرين.
* المدارس غائبة عن كشف ورعاية الموهوبين في الألعاب المختلفة لأن مدرسي التربية البدنية لا يقومون بواجبهم ولا يوجد من يحاسبهم.
* لابد من أندية متخصصة ودعمها ماليا أو إلزام الأندية التي تملك منشآت متكاملة بتوفير أجهزة فنية لكل العاب الذهب.
* منافسات الجري للمسافات القصيرة والمتوسطة يجب أن تكون بين شوطي المباريات الجماهيرية ولا بد من جوائز تحفيزية من الشركات الكبرى ومن ثم رعاية المميزين منهم.
* الاتحادات الرياضية ميزانياتها ضعيفة للغاية والحل إيجاد أعضاء شرف داعمين أو إلزام الشركات الكبرى بتوقيع عقود رعاية بإشراف إدارة الاستثمار بالرئاسة العامة لرعاية الشباب.
* مدن رياضية نموذجية بمسابحها وملاعبها وصالاتها مهجورة من اللاعبين السعوديين وتحت تصرف عماله أجنبية.... أين الخلل؟
للتواصل:alhammadi384@hotmail.com