هل نحن مستعدون للحوادث والكوارث؟

سؤال مفصلي مهم طرحه عبر مقالة استشرافية لمشكلات المستقبل الكاتب أ. طارق الحميد - رئيس تحرير صحيفة (الشرق الأوسط).. وقد ضرب مثلاً واقعياً حصل بمدينة (لوس أنجلوس) الأمريكية عندما ضرب المدينة زلزال بقوة 5.4 درجة بمقياس ريختر.. ولكن لم تحصل أية أضرار رغم قوة الزلزال حيث ساهمت الاحتياطات والتقنية المستخدمة بالمباني بعدم وقوع خسائر أو ضحايا!.

لقد تذكرت وأنا أرى عدم حصول أضرار في هذه المدينة.. تذكرت بألم آثار ومآسي الكوارث في عالمنا العربي والإسلامي كم حصدت (الزلازل) في مناطق جغرافيتنا العربية والإسلامية، وكم تلك الخسائر المهولة من البشر والمكتسبات المادية التي أحرقت قلوبنا، لا بد أن نفكر ونعمل ونفر من قدر الله إلى قدر الله - كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه - لا بد من عمل كافة الاحتياطات سواء للزلازل أو الحرائق وكافة الكوارث الطبيعية، لا لمنع أية خسائر لكن على الأقل لنحدّ منها بدلاً من أن تحصد آلاف البشر وتشل الاقتصاد وتدمر البنى الأساسية للأجيال الحالية والقادمة.

إنني أحيي أخي أ. طارق على طرح هذه القضية البالغة الأهمية التي يتحتم أن تكون أحد أهم الموضوعات (المفصلية) التي تعقد لها المؤتمرات وتطرح الحلول وعلى المنظمات الإسلامية والعربية مثل منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية أن تجعل في أوليات أجندتها طرح ومناقشة (آثار الكوارث) مع مسؤولي الدول العربية والإسلامية لتقليص تداعياتها وآثارها ومآسيها، ولعل صحيفة (الشرق الأوسط) أن تبدأ بطرح هذه القضية عبر صفحاتها واستطلاعها من خلال لقاءات مسؤولي وزارات الاقتصاد والدفاع المدني وفي أنحاء عالمنا العربي والإسلامي، وهي جديرة الاحتفاء بذلك بوصفها صحيفة العرب الدولية وبوصف رئيسها هو الذي طرح هذا الموضوع وهو الذي يتولى رئاسة هذه الصحيفة التي استطاع أن يضيف إليها (خطوات تطويرية) مشهودة في مادتها وإخراجها وفي احتفائها الملحوظ - تحديداً - بالشأن المحلي السعودي ليس بجانبه السياسي فقط بل عبر فضاءاته الأخرى الثقافية والاقتصادية وغيرها.

حمى الله بلادنا وبلاد العرب والمسلمين وبلاد العالم من الكوارث.

* * *

(أرامكو) هل موظفاتها سيدخلن

في مسابقة جري؟

** لا أكاد أصدق شرط أرامكو عند توظيفها للنساء في تحديد (وزن المرأة) قبل التحاقها بالوظيفة، حيث اشترطت ألا يزيد وزنها على خمسة كيلوات عن الوزن المثالي!.

لقد قرأت هذا الشرط (الأرامكي) العجيب وقرأت تعليقات بعض الكتاب والكاتبات المستنكرين والمستنكرات مثلي لهذا الشرط، وقد انتظرت عدة أسابيع انتظاراً لتوضيح من (الشركة) ولما لم يأتِ هاأنذا أتطرق لهذا الموضوع وشرطه الغريب.

إنني أسأل شركتنا (الضخمة) هل ستعمل مسابقة للجري حتى تشترط (الوزن) بحيث لا يلتحق إلا ذوات الأجساد الرشيقة بوظائفها النسائية - ولاحظوا النسائية فقط - فهي لم تشترط ذلك للرجال؟.

أم أن الشركة (السمينة) ستوفر في وجبة الغداء السريعة التي تقدمها الشركة لموظفيها وموظفاتها؟.

أما لو كانت ستدخل في (مسابقة جمال) لموظفاتها فسنقول لها: إن الجمال أمر نسبي، وقد تكون الريانات بنظر البعض أوفر جمالاً!.

إنني أتساءل مع الكاتبة القاصة أ. بشاير محمد عندما طرحت هذا السؤال المحق في مقالتها بصحيفة (الوطن): ماذا عن الرجال؟ لماذا لم تشترط لهم أرامكو هذا الشرط؟.

إن العطاء والإبداع والإخلاص يا شركتنا (الريانة) ليس مرهوناً بزيادة الوزن أو نقصه، وإلا لسبقت أجهزة الخدمة المدنية بالعالم شركة أرامكو لهذا الشرط!.

إنني لا أزال أظن أن في الأمر لبساً.. فهل تبادر (أرامكو) إلى نفي هذا الشرط أو - على الأقل - توضيحه وتفكيكه لعل (عقولنا) المتواضعة تستطيع فهمه أو حتى ابتلاعه!.

و..

(يا مستريح القلب قلبي ما استراح!).

* * *

الفراق بين العذوبة والعذاب..!

** هي الحياة

وهم الناس تماماً كالطيور تغادر أعشاشها وأوكارها بكرة ثم تعود إليها عشياً، وها هم الناس بعد الإجازات، يعود

الطلاب إلى مقاعدهم

والموظفون إلى كراسيهم

والمزارعون إلى محاريثهم

والمهندسون إلى أدواتهم

وكم هو الإنسان بحاجة إلى لحظات هدوء في مكان قصي يبعد فيه عن الأضواء ويبتعد عن الضوضاء..!.

إن الإنسان يخرج من سكينة هذا الهدوء كطائر (الفينق) أكثر قوة وعطاء بعد أن يكون قد تدثر بغيمة الهدوء، ورمال السكينة.

إن الرحيل (أحياناً) عن الوجوه التي تألفها، والمقاعد التي اعتدت عليها، والطرق التي تمشيها مريح لذاتك، وهو يجعلك أوفر شوقاً للعودة إليها والالتصاق بها..!!.

إن الفِراق الدنيوي جميل.. وحسبه أنه يُذكي الشوق في نفسك لما ابتعدت عنه، ألم يقل الشاعر أبو تمام:

(ولو عرف الناس التلاقي وقربه

لحبّب من أجل التلاقي التفرق)

أجل..

إن الفراق يكون عذباً عندما يكون فراقاً بعده لقاء.

أما إذا كان فراقاً بلا فجر لقاء فهذا (عذاب تذوي به الأجسام)!!.