المسابقات الشعرية بنوعيها التي تبث وتعرض عبر القنوات الفضائية والتي نراها بين وقت وآخر الكثير منها ليست بالمستوى المطلوب إعداداً وتنظيماً وفي لجنتها التحكيمية التي يديرها شعراء بعضهم ليسوا بمستوى الشعراء المشاركين فيها، وكم من شاعر فذ بخسوا حقه لقلة خبرتهم، ولعدم إلمامهم بالقواعد والبحور الشعرية والأساليب البلاغية، وحطوا من قدره الشعري وتلك مؤامرة راح ضحيتها شعراء كبار شاركوا في هذه المسابقات فندموا على ذلك أشد الندم بسبب لجنة التحكيم التي لم تعرف قدرهم ولا قدر ما قدموا من جميل الكلام، وإذا تأملنا في واقع أغلب تلك المسابقات نجد أن هدف القائمين عليها الكسب المادي من ورائها وهذا واقع يلحظه الكثير حتى أصبحت في ازدياد بمسميات مختلفة والأهداف واحدة، ولو أنها نظمت تنظيماً جيداً وأعدت كما ينبغي، وأحسنت النية، وابتعد فيها عن المجاملة، واختير لها من الشعراء من هو أهل ليكون ضمن لجنة التحكيم فيها لنجحت أيما نجاح ولأعطي كل ذي حق حقه ولرضي الجميع عنها، واستمتعوا بسماع الكلام الفريد من الشعراء المشاركين والرأي السديد من لجنة التحكيم المختارة بدقة واستحقاق والتي بلاشك ستنصف كل شاعر دون مجاملة، وكم أتمنى من كل وزارة إعلام مسؤولة عن أي قناة من هذه القنوات التي تقيم هذه المسابقات أن تمعن النظر في وضع تلك المسابقات لإصلاح ما يمكن إصلاحه بالتدقيق فيها ومراقبتها والإشراف عليها إن أمكن ذلك؛ حفاظاً على سمعة الأدب وأهله التي عبث بها من دخلوا مع باب الشعر عرضاً، من أرباب الدينار والدرهم، أولئك الذين جعلوا نصب أعينهم عند اقامتها الحصول على المال الكثير بأي شكل من الأشكال، وهذا مقصد دنيء فيه متاجرة بالأدب وأهله، نعم، لهم الحق في السعي للكسب المادي وهذا حق من حقوقهم ولكن لا يكون بتلك الطريقة التي فيها استغلال للناس واستنزاف ما في جيوبهم دون النظر في المكاسب الأخرى التي تهم الأدب ومحبيه من حسن التنظيم والاعداد لمثل هذه المسابقات واختيار اللجان بعناية ودقة دون مجاملة لأحد، وهلم جرا من الأمور التي فيها النجاح لتلك المنافسات الأدبية، فهل سيتحسن وضعها ونراها قريبة بأبها وأجمل حلة؟ وقد نالت استحسان الجميع نرجو ذلك ونؤمله.
صالح بن عبد الله الزرير التميمي - الرس - ص. ب 1200
abuabdulh58@hotmail.com