ثمة رجال يملكون في وجدانهم إرادة قوية وفي ذاتهم عزيمة صلبة ينطلقون من بوابتها لتحقيق أرقى الطموحات والتطلعات في مضمار العلم والمعرفة.. وقد تجاوزا كل الحواجز والعقبات فنجحوا في ترجمة أحلامهم وآمالهم على أرض الواقع بكل همة وإصرار.. مؤكدين أن العلم ليس له زمن وأن الطموح ليس له سقف.. فمثل هذه النماذج (الاستثنائية) لا شك تستحق الإشادة والإعجاب؛ لأنها وبكل بساطة حولت المستحيل إلى جدار قصير وحققت في حياتها قفزة نوعية.. تجعلنا نرفع القبعات احتراماً لها. الدكتور بدر أحمد كريم.. المذيع والإعلامي المخضرم والشورى الأسبق... والأكاديمي المتجدد أحد هذه النماذج العمالقة بطموحها الوثاب وفكرها النير وثقافتها الشمولية استطاعت أن تتوج مسيرتها العلمية بالحصول على شهادة الدكتوراه بعد التقاعد من العمل الرسمي.. وكان يتبوأ منصب مدير عام وكالة الأنباء السعودية قبل بلوغه السن النظامية للتقاعد وإزاء ذلك لم تتوقف عجلة (الطموح) عند محطة (التقاعد) بل كانت هذه المرحلة بالفعل.. بداية جديدة وانطلاقة حقيقية لاكتشاف طاقة الرغبة والدافع والحافز لبناء المقدرة على التعلم الذاتي المستدام.. وهذه الطاقة الوجدانية تفجرت ينابيعها طموحاً وإصراراً وحماساً فقادته لمواصلة دراسته العليا بعد التقاعد فنال درجة الماجستير في علم الاجتماع والدكتوراه في الإعلام من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.. وأثبت من جديد نظرية أن العلم لا يرتبط بالسن وأن الطموح ليس له سقف متى ما أراد الإنسان تحقيق أهدافه وترجمة طموحه.. فليس هناك مستحيل في هذه الحياة طالما أن الإنسان متسلح بالعزيمة القوية والإرادة الصلبة.. هكذا أراد الرياضي.. الإعلامي.. الشورى.. الأكاديمي المتقد عطاء وروحا وحيوية أن يثبت للجميع سلامة هذه النظرة الفلسفية ويقدم لنا في الوقت ذاته محاضرة مجانية من جامعة (الطموح).. أكد عبر محاضرته الثرية أن العلم لا يرتبط بالسن ولا بالزمن..!