إعداد : سامي اليوسف
السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.
قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم «االمحاضر والمراقب الفني والمحلل التحكيمي فهد المهوس» فماذا قال..
* بصراحة.. هل أبعدت أم ابتعدت عن برنامج (صافرة)؟ وما الأسباب التي أدت إلى ذلك؟
- لم أبتعد عن برنامج صافرة.. بل أقصيت دون كلمة شكراً.. أو حتى (متأسفين فأنت لا تصلح).. أما الأسباب فقطعا يعلمها المتنفذ بالقرار الصامت (وليس المنفذ له).. وهي قطعا ليست فنية ولن تكون جماهيرية.. وأتمنى ألا تكون ذات ألوان.
* بالرغم من خبرتك وتجاربك التحكيمية وكونك محاضرا في الاتحادين السعودي والعربي لكرة القدم إلا أنك لم تعمل في عضوية أي لجنة تحكيمية.. ما السر في ابتعادك عن عضوية لجنة الحكام الرئيسية التي عمل بها من هم أقل منك خبرة ومراسا في الشأن التحكيمي المحلي؟
- في الواقع سبق وأن عملت سكرتيراً للجنة الحكام الفرعية بمنطقة حائل منذ بدء تأسيس اللجان الفرعية (في لجنة الدهام) إلى أن انتقلت في عملي إلى المنطقة الشرقية أواخر عام 1406هـ أما بالنسبة للجنة الحكام الرئيسية فلم استدع للعمل ولو حدث لاستجبت لنداء القادة ولكن يعلم الله أنني فرح أشد الفرح بعدم تكليفي أو تشريفي - سمها ماشئت - لكثرة ارتباطاتي العملية، والأسرية، وأيضا الاجتماعية التي لا أحبذ أن أواجه فيما يحجبني عنها.
* كتب الزميل عبدالله العجلان ذات مقال: (ليس شرطاً أن تقتصر رئاسة أو عضوية لجنة الحكام على الحكام أنفسهم).. بمعنى أن يدير اللجنة شخصية رياضية قيادية تعرف أصول الإدارة ولم يسبق لها ممارسة التحكيم كما يحدث تماما في لجنة الحكام العرب.. ما رأيك؟
- أوافقه الرأي إذا وجد الإداري الناجح والمتميز (شريطة أن يكون مركزيا) يشرف على كل صغيرة وكبيرة كي لا يدار تحت ستار أمور فنية (ما أدراك بها يارئيس اللجنة).
* البعض يرى أن التحليل التحكيمي أربك المشهد التحكيمي لدينا، لأنه يشكل ضغطاً على الحكم وعبئاً على لجنة الحكام، لاسيما وأنه يرضي حماس جماهير معينة ويشهد اختلافا وانتقائية بين معشر المحللين قبل غيرهم.. ما تعليقك؟
- في اعتقادي الشخصي أن الأمور المتعلقة بنصوص القانون لا اختلاف عليها.. يبقى أمر التقدير والاجتهاد، فأعتقد أننا لن نعدم الرياضي الواعي الذي يميز الرأي المنطقي من الرأي المرتبك والمربك.. أما الانتقائية فهي معضلة سواء على الحكم أو الأندية أو الجمهور الرياضي عامة الذي قد يتأثر بها فيشحن.
* أصبح التحليل التحكيمي (مهنة من لا مهنة له تحكيمياً) بمعنى أنك تجد الحكم المساعد يحلل، ومن اعتزل للتو يحلل، بل ومن لم يحمل الشارة الدولية يحلل، بحكم تجربتك السابقة هل تلمس فائدة حقيقية للتحليل بالنسبة للحكم ولجنة الحكام لدينا؟
- التحكيم عنصر مهم وفعّال في لعبة كرة القدم وأولى من يخوض فيه هم من مارسوه بصرف النظر عن درجة الحكم حين اعتزاله.. وهل كل من كتب في الصحافة يثري.
* هل تؤيد إعلان العقوبة على الحكم المخطئ؟
- لا أؤيدها مطلقا إلا لو كان الحكم مرتش والعياذ بالله (وهذا ما نربأ بحكام كرة القدم لدينا عنه).. أخي سامي إن صناعة الحكم وتجهيزه جدا مضنية، فالحكم لابد وأن يكون مارس اللعبة وربما حين يعتزل يكون مصابا وهو ما يتعذر تحقيق التميز معه، فمن أين نأتي بالحكام ونحن كل من أخطأ شهرنا به.
* انتشرت ظاهرة (اعتذار) الحكام عن بعض الأخطاء التي يرتكبونها في المباريات.. كيف تراها؟ وما مدى قناعتك بمبدأ (اعتذار) الحكم العلني عن أخطائه؟
- وهل بلغت حجم الظاهرة؟ عموماً لا أؤيد أن يعتذر الحكم لنادٍ معين أياً كان حجم الخطأ، ولكن إذا تمت مناقشته من ذوي الشأن لا أرى حرجاً بأن يمتلك الشجاعة ليقول أخطأت (وما أخطاء الحكام إلا جزء من اللعبة وجانب من الإثارة فيها) مثلها مثل أخطاء المدربين.. اللاعبين وبالتالي تؤول ربما نتيجة المباراة لصالح فريق آخر حينها يجد كل من المدرب واللاعب من يدافع عنه، أما الحكم فالكل مترصد لأخطائه حتى المستفيد من الخطأ لا يثنى على الحكم خشية أن يقال ما يمدح السوق إلا من ربح فيه.
* بصراحتك المعهودة أجبني عن هذا السؤال: أي اللجان التي تعاقبت على رئاسة الحكام هي الأفضل؟ وأيها الأسوأ برأيك؟ ولماذا؟
- لجنة عمر الشقير (ربما بحكم قربي لها) وإن كنت غير بعيد عن معرفة أداء جميع اللجان السابقة إلا أن ما يميز لجنة عمر الشقير الأداء والتفاني والشفافية سيما وأنها حظيت بوجود عبدالله الناصر وعبد الرحمن الزيد، رغم أن الفترة لم تحظ بالدعم الذي حظيت به بعض أو كل اللجان السابقة، أما الأسوأ فلا يوجد في قاموسي هذا التعبير حيث إن جميع اللجان عملت قدر استطاعتها والتوفيق دائما من عند الله وللجميع كل الشكر والتقدير.
* الجبلين النادي الذي دافعت عن ألوانه يوما ما يعيش إخفاقات كروية، وصراعات خفية وظاهرة، برأيك متى ينصلح حال الجبلين؟
- إذا عاد من بقي من قدامى المؤسسين للنادي وحظي بمجلس شرفي واسع ودعم مادي أسوة بالأندية الأخرى حيثما تغلب مصلحة النادي ويتجاوز المختلفون خلافاتهم، أسأل الله لهم التوفيق وعلو الهمة لنراه هو والطائي في مصاف الأندية الممتازة إن شاء الله.
* قصة (علي خشمي) والتي ضبطتك فيها كاميرا التلفزيون في مباراة هلالية - اتحادية ملتهبة.. نريد أن نعرف تفاصيلها الحقيقية والاتهامات التي طالتك بعدها من الجانب الاتحادي؟
- سامح الله أخي وصديقي جمال عارف الذي سهر عليها ليلة كاملة حتى التقطها، أما تفاصيلها فيعلم الله أنها كانت موجهة لاحتياطيي الهلال في الشوط الأول كان الكابتن محمد السويد كثير الاندفاع ويقع في مصيدة التسلل وكان احتياطيو الهلال يطالبون بالإعلان عن التسلل فوراً في حين أني أتريث إلى أن أتأكد من مشاركته في اللعب وحين تمت مشاركته أعلنت عن التسلل والتفت صوب دكة احتياط فريق الهلال قائلاً لهم الرجاء التزام الهدوء وإذا كان لكم حق فستأخذونه على هذا الخشم، وقد انتهى شوط المباراة الأول بتقدم الاتحاد 2-0 وفي الشوط الثاني تمكن الهلال في نصف الملعب الذي أراقبه من تسجيل خمسة أهداف ثارت الشكوك حول الهدف الثالث (هدف الفوز) لأن الاتحاديين لجأوا إلى مصيدة التسلل ولكن لم يوفق دفاعهم بتطبيقها بالشكل الصحيح، وقد تم عرضها من قبل لجنة الحكام الرئيسية آنذاك وإيضاحها.
وهنا طالتني اتهامات من بعض الكتاب الذين يميلون للاتحاد ولعل لهم العذر في ذلك، فالتقدم في الشوط الأول بهدفين ورجل الخط آنذاك يقول للهلاليين على خشمي فهو قد وعدهم بفوز كبير وفى وعده.. (لعل هذ لسان حال أولئك سامحهم الله) إلى أن جاءت كلمة الفصل من الدكتور عبدالفتاح ناظر (رئيس نادي الاتحاد آنذاك) رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته حين تم استدعاؤه من قبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد - يرحمه الله - لمشاهدة المباراة وأهداف الهلال الخمسة التي سجلت في الشوط الثاني وخرج - رحمه الله - (عبدالفتاح ناظر) بتصريح في جريدة (الجزيرة) قائلاً: (لم ينصف الاتحاد كما أنصف في هذه المباراة، وأقر بصحة كل الأهداف والحمد لله).
* يسجل التاريخ أنك كنت المساعد الأول (رجل الخطوط سابقا) في مباراة النهضة والهلال الشهيرة بالراكة التي فاز بها الأول 3-1 وشهدت طرد الكابتن صالح النعيمة من قبل الحكم محمد الشريف.. لو توفرت لك آنذاك صلاحيات الحكم المساعد الحالية هل كنت ستوافق الشريف على طرد الكابتن؟
- أصلاً الكابتن صالح النعيمة يحمل بطاقة صفراء وحين أمسك بالكرة بكلتا يديه وأطلق زميلي الحكم محمد الشريف صافرته محتسبا الخطأ واتجه إلى صالح النعيمه لم ينتظر الكابتن صالح إشهار البطاقة الحمراء بل خرج دون أية ردة فعل فقرار الحكم سليم لا غبار عليه، ورأيي لحظتها يعلم الله أنه لم يتبدل آنذاك والآن.
* اللغة الإنجليزية هي العائق الأبرز في وجه طموحات المراقب الفني السعودي للوصول لاعتماده محاضراً آسيوياً ولكي يكون عنصراً فاعلاً في منظومة التحكيم العالمية.. إلى أي مدى توافقني؟
- أوافقك تماما في الرأي وليست الآسيوية ما يجب أن تكون هي الطموح بل على المراقبين السعوديين العمل على تذليل هذه العقبة بالدورات المكثفة في تعلم اللغه الإنجليزية ليكون طموحهم الوصول إلى ردهات البورد الدولية سواء مراقبين أو محاضرين، أسأل لله للجميع التوفيق وسداد الخطى.
* عندما علم أحد الزملاء الأعزاء بأنك ضيف (السلطة الرابعة) طلب مني أن أسألك: لماذا كنت تتعاطف مع النادي الأهلي عندما كنت تحكم مبارياته؟
- ولكنه لم يدلل على مكمن التعاطف فأنا أحب أندية الوطن كلها والأهلي جدير بكل الحب.
* متى نتوقف عن الاستعانة بالحكم الأجنبي؟ (لا أريد إجابة إنشائية، بل أبحث عن إجابة مبنية على أسس فنية)؟
- عندما تتوازى المعطيات مع ما تتطلع إليه القيادة الرياضية (هذا الإنشائي) وعندما يكون مسؤولي الصفحات الرياضية ومشرفي المواقع الرياضية بالإنترنت أعضاء في لجنة الحكام الرئيسية ولجنة تطوير الحكام سيتكفلون بالباقي.
* طالب الشيخ سعد البريك بمزاولة الرياضة البدنية في مدارس البنات مساء.. وقال: (ليس ثمة ما يمنع منها شرعا وعقلا لبناتنا ونسائنا لتأمين الحد الأدنى من اللياقة لهن).. ما تعليقك؟
- رأي بليغ من رجل علم ودين ومردوده ذو أثر عظيم على إضفاء المزيد من السعادة على الأسرة.
* في كثير من مشاركات الأندية والمنتخبات الوطنية الخارجية والدولية نشاهد المرأة السعودية في المدرجات.. هل تؤيد تواجدها في المدرجات في البطولات المحلية بشرط توفير مدرجات خاصة بالنساء في ملاعبنا؟
- لا أؤيد مطلقا وجود المرأة السعودية في المدرجات حتى في حال توافر مدرجات مخصصة لذلك فليس ذلك من باب تكريم المرأة التي كرمها الله سبحانه وتعالى.
* ماذا تقول لهؤلاء:
* عادل عصام الدين:
- أيهما الصحفي المتميز أم المشرف على القناة الرياضية السعودية، فالأول كان ولا يزال في نظري مثال النزاهة والمصداقية بطرحه المتميز الذي يفيد الساحة الرياضية، أما الثاني فوالله لم أستوعب كامل معطياته تماماً لكن أتمنى له دوما التوفيق والنجاح.
* عبدالله الناصر:
- حيث استعرض محاسن هذا الرجل أجدها كثيرة ولكن تتفوق عليها صفة حسن الخلق، فلم أذكر على مدى ما يزيد عن ربع قرن أن غضب أو أغضب وهو أينما يكون تجد النجاح والتفوق مواكباً لعطائه وفقه الله.
* عبدالرحمن الزيد:
- كان حكماً متميزاً فهو العالمي ومحللاً مفوهاً لا يدع شيئاً للصدفة وهو الآن في مهمة شاقة تلك هي صناعة الحكم وسط معطيات شحيحة، أسأل الله له إطراد النجاح.
* محمد المرزوق:
- أسأل الله له طول العمر وحسن العمل وكم هي جميلة ذكريات أبو دحيم.
* محمد فودة:
- أدعو الله له من قلب صادق بالتوفيق وأن يهبه السكينة والهدوء، كما أهنئه على صحبة الفذ (رجاء الله السلمي).
* عمر المهنا:
- اللهم احفظه لأسرته وأولاده.
* كلمة أخيرة؟
- أشكر للأخ سامي إتاحة الفرصة، وأعتذر لكل من شعر بأني أسأت إليه تصريحا أو تلميحاً (يعلم الله أني لا أقصده) فكلي مثالب وحيطاني من زجاج.