اشتهر الصديق أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - بتعبير الرؤى كما سبق معنا في حضرته - عليه الصلاة والسلام - وهو يعد إماما في هذا الباب لا يبارى. وسنعرض لكم بعضاً مما اشتهر عنه بين الناس في التعبير في غير حضرته - عليه الصلاة والسلام - منها.
حكي أن رجلاً أتى أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - فقال له: رأيت كأني أرواغ ثعلبا! فقال له الصديق: أنت رجل كذوب فاتق الله ولا تعد.. وكان هذا الرجل شاعراً .. وروي عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت لأبي بكر الصديق والدها: إني رأيت في النوم كأن ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي فقصصت رؤياي على أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - فقال: يا عائشة إن صدقت رؤياك يدفن في بيتك خير أهل الأرض ثلاثة، فلما دفن النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيتي قال أبو بكر - رضي الله عنه -: هذا أحد أقمارك وهو خيرها.
وأتى رجل إلى أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - فقال له: يا خليفة رسول الله إني رأيت كأن في يدي كيساً وأنا أفرغ ما فيه حتى لم يبق فيه شيء فخرج منه علقه. فقال أبو بكر - رضي الله عنه - اخرج من بين يدي، فخرج من بين يديه ومشى خطوات فرمحته ورفسته دابة برجلها فقتلته.. فأخبر بذلك أبو بكر - رضي الله عنه - فقال: والله ما وددت أن يموت بين يدي. فنأمل في تعبيره - رضي الله عنه - فقد أنزل الكيس بمنزلة الآدمي والدراهم بمنزلة العمر والعلقة بمنزلة الروح.
وجاءه رجل فقال له: إني رأيت في النوم كأني أبول دماً. قال: أراك تأتي امرأتك وهي حائض. قال: نعم. قال: فاتق الله.
كل هذا وغيره كثير يدل على منزلته - رضي الله عنه - في التعبير والتفسير والقصص في ذلك عنه - رضي الله عنه - مشتهرة موجودة ومسطرة في كتب التراجم والتاريخ. رزقنا الله الصدق قولاً وعملاً.
***
وقفة: (يشاهد شبيهه له تماماً):
رأى رجل في منامه: أنه يشاهد شبيهه له تماماً في المنام ويتعجب لهذا كثيراً. فقال له من فسرها: أنت رجل تحيي ذكرك بين الناس لحسن خلقك وفعلك المعروف دوماً.