Al Jazirah NewsPaper Friday  22/08/2008 G Issue 13112
الجمعة 21 شعبان 1429   العدد  13112
الأندية الصيفية وأعداء الشريعة والوطن
فهد الحوشاني

مراكزنا على المكشوف.. لها منهاجها المعروف

ولكن العمى ما يشوف ..وحقده غطى على العينين!!

هذا مقطع من أوبريت صدح به طلاب أحد الأندية الصيفية، كاتب الأوبريت برر إضافته لهذه الأبيات بأنها جاءت ردا على الهجمة التي تتعرض لها الأندية الصيفية!

بينما مدير النادي ذهب أبعد من ذلك عندما قال إن (أعداء الأمة) وأعداء (الوطن) و(الحاقدين) على تطبيق (الشريعة) ما فتئوا يرمون سهامهم على الأندية الصيفية! كلام كبير واتهام خطير فبالنسبة لي هذه معلومة جديدة فلأول مرة أسمع أن هناك مواطنين (أعداء) للشريعة وللوطن!! يعني جريمة مزدوجة و(كلها تودي) بداهية!! هذا (الاتهام) يحتاج إلى إثبات والبينة على من ادعى! ومن حقنا أن نعرف من الذي جاهر بأنه عدو للشريعة وعدو للوطن! ولماذا هذا المواطن (العدو) تركته الأجهزة المعنية حرا طليقا لتقوم الأندية الصيفية مشكورة بالتصدي له عبر أوبريت! ولو حاولنا فهم ملابسات الموضوع لوجدنا أن ذلك الاحتقان جاء على أثر عدد من المقالات بعضها منصف ومحق في نقده وبعضها وهو قليل غير منصف!!

وأرى أن الأمر طبيعي فوجهات النظر المتعددة لم توقف نشاط الأندية ولكن ردود الأفعال المتشنجة هي ما يجب أن نتجنبه! فمتى ما كان الرد هادئا ودون تشنج عندها نثبت أننا تربويون صادقون في مهنتنا ونؤمن بالحوار الذي نقيم له البرامج في مدارسنا ويفترض أن نعلمه لطلابنا! ولكني لم أفهم سر إقحام الشريعة في الموضوع، وإذا كان النقد الموجة للأندية الصيفية هو نقد وتعد على الشريعة فلماذا لا يكون انتقاد التعليم قدحا في الشريعة ونحن نعرف أن المدارس هي التي تمد الأندية بالمعلمين والمشرفين والطلاب والبرامج والأنشطة وكذلك المباني! ما علاقة الأندية الصيفية (المباشرة) بالشريعة الإسلامية حتى تكون الكتابة عنها مساسا بها وتعديا عليها! الأمر ليس كذلك على الإطلاق هناك وجهات نظر بعضها بحسب معطيات معينة (سابقة) يرى أن (المراكز) الصيفية بمفهومها القديم والتي كانت أقل تنظيما ولا يطالها الإشراف الكامل من وزارة التربية والتعليم يوجد عليها بعض الملاحظات!

وزارة التربية والتعليم وضعت للمراكز ضوابط منطقية وجيدة وعلى مسؤوليها العمل ضمن تلك الضوابط دون إيهام الطلاب بأن هناك أعداء يتربصون بهم، فتعزيز مثل هذه المشاعر وافتراض أنه هناك معركة يجب خوضها والزج بالطلاب ليكونوا طرفا فيها لا أعتقد أن ذلك من ضمن أهداف الأندية الصيفية التي يجب أن تستمر لتخدم طلبة المدارس صيفا، مستثمرة وقت فراغهم الطويل ومحتضنة إبداعاتهم، والمنتظر من وزارة التربية التوسع فيها وزيادة عددها وتقييم تجربتها بعد كل موسم وأفضل رد على المنتقدين يكون من خلال تنفيذ أندية جاذبة ومفيدة ومؤثرة في مرتاديها بشكل إيجابي وأن تعمل ضمن الخطط المرسومة لها وفي حال الانتقاد علينا أن نرد بالحوار المنطقي الواعي والهادئ وهو ما يجب أن نتمثله ونعلمه طلابنا في المدارس وفي الأندية الصيفية دون تخصيص أنشطة وأناشيد وأوبريتات توجه للطالب موهمة إياه أن هناك أعداء له وللشريعة والوطن من أبناء مجتمعه!



alhoshanei@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد