أتساءل حبي لـ(ثامر) و(محمد) هل يكمن خلف حبي الكبير ل(فريدة) أو هل يتعلق حبي ل(حسن) و(رغد) بحبي لفاطمة أو هل حبي ليسرى (ينبع من حبي لذاتي... إذاً لماذا أنا أحب نورة؟!!!
قطعاً الحب ينقسم إلى قسمين: حب يتعلق بالكبار تنفلق منه حبة ذات سبعين سنبلة تجعلنا نحب الصغار لأنهم من الكبار.. وحب ينبت مع الصغار لا يرتبط إطلاقاً بالكبار لأننا قد لا نعرفهم.. قليلون أولئك الذين يستطيعون أن يغرسوا في قلوبنا السنابل ومع ذلك نحب صغارهم؛ لأن في أعماقنا تجاههم تولد الألفة مع أول كلمة تنطق ويكون لها وقع عظيم في قلوبنا.. أما ما يتعلق بنورة.. فلأنها جديرة بالحب ولم يكن لصغارها دور في هذا الحب العظيم الذي يسكن الجوانح لها.. ومع القسم الأول أتذكر قول الشاعر الشعبي: (أحب ذاك الورع من حبي لأمه).. ومع الآخر أتذكر بصمات جميلة تتركها نورة ونورات قلائل في نفوسنا تجتمع في أنواع كثيرة من معاني الحب النبيلة تبدأ من الوطن وتنتهي بالأرواح تلك الجنود المجندة التي تتعارف لتتآلف (ويقيني بالله يقيني).
(فريدة) رأيت فيها طفولتي وشبابي.. وقلبي الذي تحول في زمن من الأزمنة إلى أريكة تتكئ عليها إذا أتعبها الزمن وهي ذلك الهاجس الذي يخبرني بأحوالها.. وأحياناً يجعلني لا أنام.. في الوقت الذي لا يوقظها حتى رنين الهاتف الذي يحمل هاجسي!!!
وفاطمة.. عرفت فيها كبريائي.. ونعمة الصمت.. وأن الصداقة بين الأخوة أسمى أنواع الصداقة.. وتعلمت منها التفاؤل في حين ينزف الجرح ودرست في مدرستها كيف يكون الصبر مفتاح الأبواب الموصدة.. ومع ذلك حاولت أن أكون معها أحياناً ذلك الطالب الذي تفوق على أستاذه، ووقفت معها مواقف (الدفاع المدني) وقالت لي على الرغم من الأسى: يا فوز.. كل شيء يبدأ صغيراً ثم يكبر.. وحزني كبير سوف يصغر!!.. ويسرى.. الشارة الخضراء التي طلعت بها من عراك الحياة.. كرست لها نفسي.. وكرست لي إحساسي بها الذي لا يضاهيه إحساس وتعلمت منها أن الأمومة صداقة.. وأنها تجيد هذا الفن من الصداقات... يكلفني التفكير في مستقبلها أضعاف وقتي الزمني في اليوم والليلة...
ونورة... قابلتها في نهاية قرني الأول.. لتفتح لي نافذة القرون القادمة..!!!
ما قصة هذا الحب الذي يكبلني بالأشخاص.. وصديقاتي.. أولئك اللواتي تعلمت من حبي لهن أن اصنع سلة مهملات أرمي بها أخطاءهن.. ولم يكن يحدوني لهذا إلا الحب العظيم الذي يربطني من العنق حتى الأقدام..
ولأولئك الذين يحاربونني بأسلحة لا أجيد استخدامها.. لهم علي فضل لم يسبقهم به الأحبة.. تعلمت منهن مثالية الموقف واشتهرت على أيديهم بالنخلة التي تقذف من الأسفل ثم تطرح ثمراً يانعاً.. وتعلمت أيضاً أن أحبهم لأنهم استطاعوا أن يعرفوني على صفاتي الجميلة في الحلم.. والترفع.. والصبر على الأذى.. والشهرة التي تنالنا من أولئك الذين يهتمون بكل التفاصيل ويتحدثون بها على الملأ.. ويسخرون التكنولوجيا لهذه الأهداف حتى يكاد يعرفنا من في المحيط.
* شكراً للكبار الذين علموني حب الصغار.
* وشكراً للصغار الذين ربطوني بالكبار.
* وشكراً للصغار الذين سيظلون صغارا.
- عنيزة