الجزيرة - منيرة المشخص
طالبت مجموعة من الطالبات الموهوبات اللاتي شاركن في برنامج (روبو موهبة) القائمين على التعليم بتعديل المناهج الدراسية لكي تتواءم مع قدراتهم الإبداعية، فيما طالبت أخريات القائمين على البرنامج الذي ترعاه مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع بإعادة النظر في تقييم إبداعاتهن واختراعاتهن وإعطائهن الفرصة كاملة في إيصال أفكارهن. في حين طالب بعض أولياء الأمور القائمين على المؤسسة بإزالة العراقيل الروتينية التي تقف حائلاً أمام أبنائهن.
وكانت (الجزيرة) قد التقت بعض الطالبات المشاركات في البرنامج واستمعت إليهن وإلى بعض أولياء الأمور..
ففي البداية أكدت الطالبة سمية ناصر القرني من مدارس تحفيظ القرآن، وإحدى الطالبات الموهوبات في مجال الفيزياء أن لديها ميولا للفيزياء والحاسب وهي إحدى المتطوعات في البرنامج الذي استفادت منه كثيراً خاصة في زيادة معلوماتها عن الحاسب وفي تفكيك الرجل الآلي وتركيبه ووجهت سمية شكرها لكل من ساندها هي وشقيقتها الكبرى فاطمة والتي حصلت على المركز الأول في البرنامج.
وحول الصعوبات التي كانت تواجهها، قالت سمية إن هناك معلومات لم تستطع الحصول عليها مثل العصف الذهني والخوارزميات.
ثم التقينا بعد ذلك بشقيقتها الكبرى فاطمة ناصر القرني المنتقلة إلى الصف الثالث الثانوي، وهي حاصلة على المركز الأول في المسابقة ولديها هواية قراءة وكتابة الشعر بالإضافة إلى مجال الفيزياء وحصلت العام الماضي على المركز الثاني، وهذا العام تقاسمت المركز الأول مع صديقتيها: أبرار العودة، عبير الحربي، وكان ابتكارها صيادة سمك، وذكرت فاطمة أنها ورثت الموهبة من والديها اللذين وقفا إلى جانبها وشقيقتها.
أما أروى أحمد الديري، وهي منتقلة إلى الصف الأول الثانوي، وحاصلة على المركز الرابع في المسابقة ذكرت أن كثيرا ما نصادف أموراً لانجد لها إجابة، وكان من المفترض أن نجدها في مناهجنا التعليمية، وتطالب أروى أن تتضمن المناهج معلومات موسعة ترسخ في الأذهان، فالمدارس لا ترعانا ك(موهوبين) حتى هذا البرنامج، وإن كنت لا أغفل دوره مع المؤسسة والجامعة لا يتوافق مع طموحنا الكبير، مع أننا نعتبره خطوة وبداية لإشباع فضولنا، لكن أتمنى إعادة النظر في الطالبات الموهوبات اللاتي فاتهن موعد اختبار القياس، فهن يملكن موهبة يجب ألا تضيع.
أما جواهر مطلق المطلق (سفيرة لمعرض انتل الدولي للعلوم والهندسة في مسابقة انتل التي أقيمت في أمريكا هذا العام) منتقلة إلى الصف الثالث علمي، ولديها موهبة في مجال الحاسب والفيزياء أكدت أنه قد تم ترشيحها من بين40 طالبة، وقد شاركت هذا العام بمعرض أنتل الدولي للعلوم والهندسة وتم اختيارها كسفيرة للمعرض، وكان من المفترض ذهابها إلى أمريكا لحضور المعرض، لكن نظرا لظروف خاصة لم تستطع الذهاب وشاركت في معرض موهبة الذي أقيم في الظهران والرياض، وتوضح المطلق سبب حصولها على لقب سفيرة بقولها: ترشحت لهذا اللقب بعد تقديمي لمشروع استثمار الطاقة الشمسية كبديلة عن النفط، وأضافت أنها ستقدم التجربة أمام المختصات في الجامعة، وبعد ذلك ستتقدم بطلب للحصول على براءة اختراع..
وحول الصعوبات التي واجهتها ذكرت جواهر أن أغرب ما تواجهه هو نظرة المجتمع الغريبة لها وكأنها مخلوق آخر، ويعتقدون أن الموهوبة يجب أن يكون لها عالم خاص وتعامل معاملة خاصة، وهذه بالطبع نظرة خاطئة، بل على العكس فنحن أناس عاديون جدا وبسطاء.
أما نورة إبراهيم الناصر، والتي تمتلك أكثر من موهبة مثل: سرعة الحفظ والرسم والخط وحب الاختراع فتحدثت لنا قائلة: إنني حصلت على المركز السابع في مسابقة الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله- في حفظ الحديث على مستوى المملكة, وحول مشاركتها في مسابقة روبو موهبة أبدت نورة أسفها لعدم الفوز نظرا لتعرضهم لظروف طارئة، وقدمت الناصر شرحا مختصرا عن فكرة الاختراع والذي اشتركت فيه مع طالبتين هما (أنفال الديويش وبيان الرباح) وتدور الفكرة حول روبوت متسلق النخيل لقطف التمر. وحول أبرز الصعوبات التي واجهنها فتوضح نورة ذلك قائلة: كنا نعمل من الساعة الثامنة صباحاً إلى الثامنة مساء بشكل متواصل، وكنا نجد صعوبة في تركيب القطع ونلجأ إلى المشرفات والمدربات والحق يقال إنهن ساهمن في تذليل العديد من الصعوبات، ولن أنسى وقوف ودعم مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لنا، وقالت نورة: إن المؤسسة حصرت مجال الموهبة على القسم العلمي، وأنا مثلا سأتجه العام القادم إلى القسم الأدبي فكان من المفترض فتح المجال للجميع. وأكملت زميلتها بيان الرباح حديثها قائلة: للأسف كنا نعاني كثيراً من جراء سهرنا الكثير على اختراعنا من الثامنة صباحاً وحتى الثامنة ليلاً، وحتى لحظات الترفيه التي كنا من المفترض أن نستمتع بها حرمنا أنفسنا منها لنفاجأ أننا لم نفز وحاولنا مناقشة المسئولين لكنهم قالوا لجنة التحكيم هي من تقرر.
والدة بيان عبرت عن حزنها لعدم حصول ابنتها وزميلاتها على ما يستحققن بالرغم من أنهن حصلن على جائزة المثاليات من قبل ولكنهن لم يحصلن حتى على خطاب شكر على اختراعهن، وتضيف: لن أنسى دموع ابنتي ومن معها حينما كن يحاولن إكمال اختراعهن بعد إعلان النتيجة وعدم فوزهن، لذا أتمنى أن يعاد النظر في تقييم المشاركات.
أما والدة الطالبة أروى الديري ذكرت أن الأبناء الموهوبين بحاجة لدعم أكبر؛ فمثلا أحد أبنائي تم ترشيحه للسفر إلى أمريكا بعد فوزه في مسابقة الموهوبين العام الماضي، ولكننا تفاجأنا أنهم يخبروننا أنه لن يرافقه أحد من المؤسسة فرفض والده سفره خاصة أنه لا زال في مرحلة المراهقة. وأردفت كذلك: تم ترشيحه هذا العام لمسابقة مماثلة في روسيا ولكننا استغربنا أن موعد السفر يتوافق مع اختبارات نهاية العام وبالطبع رفضنا؛ فمستقبل ابننا التعليمي أهم، ولكنني أتساءل والحديث لازال لوالدة أروى كيف يمكن أن نفتح المجال لأبنائنا وبناتنا في إبراز موهبتهم ثم يصدمون بعراقيل من الممكن إزالتها من قبل المؤسسة والجهات المختصة.