أستراليا - صامل السليمي
سيطرت مشكلات الفيزا والتعليم وغلاء المعيشة والسكن وتقاعس عدد من جهات الابتعاث في دفع رسوم تعليم وحضانة أبناء المبتعثين على محاور النقاش في اللقاءات المفتوحة التي جمعت سفير خادم الحرمين الشريفين والملحق الثقافي بأستراليا ونيوزلندا بالمبتعثين السعوديين بكلا الدولتين.
ووضح ذلك جلياً من خلال سلسلة لقاءات المبتعثين بالدولتين والتي رعاها سفير خادم الحرمين الشريفين بأستراليا والتي جاءت تحت شعار (سفراء وطن) واختتمت فعالياتها منتصف الأسبوع المنصرم بنيوزلندا.
ويشتكي معظم المبتعثين بالدولتين من التكاليف الباهظة للعيش بالدولتين وصعوبة الحصول على السكن المناسب الأمر الذي يجعلهم في تفكير دائم في كيفية تغطية احتياجاتهم.
وتتضاعف هذه المشكلة لدى المبتعثين بأستراليا ممن لديهم أبناء في عمر الدراسة فمعظمهم يشتكي من تأخر منح التأشيرات لهم ولأبنائهم حيث تقضي الأنظمة الأسترالية بضرورة حصول الابن ممن هو في عمر الدراسة على قبول للدراسة من مدرسة أسترالية أولا، الأمر الذي يعتبره المبتعثون إجراءً معقداً للغاية -على حد قولهم- ومما يزيده تعقيدا إلزام المبتعث بدفع رسوم دراسة أبنائه قبل حضوره إلى أستراليا وقبل حتى أن يهيئ مكانا لسكنه مما يدخله في دوامة البحث عن المدرسة أولا وبعدها بحثٌ مضنٍ عن مكان للسكن قريب من هذه المدرسة التي حصل ابنه على قبول فيها، وحسب بعض المبتعثين فإنها ليست المشكلة الوحيدة فيما يختص بدراسة الأبناء فالبعض أيضا يشتكي من أن لديهم أطفال دون سن الخامسة ويصعب بالنسبة لوالديه أو أحدهما التفرغ التام لرعايته نسبة لظروف الضغط الدراسي التي يعيشونها مما يضطرهم إلى البحث عن حضانات لأطفالهم وهذه تلقي على عاهلهم عبئاً مالياً كبيراً نسبة للتكلفة الباهظة، وحتى بعد دخول الأبناء المدارس فإن رسوم دراستهم تزيد من هذه الأعباء المالية وذلك استناداً على أن هذه الرسوم غير مشمولة في مخصصات الابتعاث حسب النظام المعمول به حاليا في نظام الابتعاث في المملكة مما يضطر المبتعث إلى تحمل هذا العبء حتى لا يقع في مخالفة لنظام التأشيرة بالنسبة له في حال عدم تسجيله لأبنائه بالمدارس ويزيد العبء على المبتعث بتقاعس عدد من جهات الابتعاث عن دفع رسوم دراسة أبناء المبتعثين لمدارس التعليم العام في أستراليا ونيوزلندا على حد سواء.
كما أظهرت نتائج هذه اللقاءات أنه وبالنظر إلى الإقبال الكبير من قبل الطلبة السعوديين للدراسة بأستراليا ونيوزلندا أدى ذلك إلى ظهور بعض المشكلات، ولعل أبرزها على الإطلاق المشكلات المتعلقة بطلبة التخصصات الطبية من المبتعثين السعوديين بأستراليا فوفقاً لبعضهم أنهم قد وقعوا في فخ ضيق الفرص ومحدودية المقاعد الشاغرة بالنسبة لهذه التخصصات حيث فوجئوا بعد وصولهم بأن الجامعات الأسترالية تخضع المبتعث السعودي للمنافسة على المقاعد المحدودة بالجامعات مع (جميع الطلاب من خارج أستراليا) وليس مع الطلبة السعوديين فقط وذلك بعد إنهائه لسنة اللغة والسنة التحضيرية في الجامعة وهذه المقاعد الشاغرة لا يتعدى عددها الخمسة مقاعد في أحسن الظروف والنتيجة أن المنافسة مع هذا العدد الهائل من الطلاب يعتبر أمراً غاية في الصعوبة، وهذه المعلومة -وفقاً لهم- لم تبلغ لهم من قبل المكاتب المعنية بجلب القبولات لهم بالمملكة عند بدء الإجراءات الفعلية لابتعاثهم الأمر الذي يضطرهم إلى البحث عن تخصصات أخرى.
وفي نيوزلندا لم تختلف مشكلات الطلبة المبتعثين عن نظرائهم في أستراليا إلا أن الملفت أن الطلبة في نيوزلندا يتحملون عبئاً إضافيا وذلك بتأخر إصدار الفيزا لهم ولذويهم، وشكا بعضهم من حجز جوازات سفرهم لفترات طويلة تجاوز بعضها الستة أشهر دونما إفادة أو إبداء لأسباب الحجز، وعلى حسب بعضهم فإنه حتى لو منحت لهم هذه الفيزا فإن المدة الممنوحة في هذه الفيزا قصيرة نسبياً ولا تتوافق ومدة الدراسة الممنوحة للطالب المبتعث في قرار الابتعاث وهذا يدخلهم في إجراءات تمديد فترة الفيزا المعقدة.