جدة - (رويترز)
على مسافة ساعة بالسيارة إلى الشمال من جدة وعلى ساحل البحر الأحمر يكدح 8000 عامل تحت شمس الصيف اللافحة لبناء مدينة تأمل السعودية أن تكون مفتاح مستقبلها الاجتماعي والاقتصادي. وإذا سارت الأمور وفق الخطة الموضوعة فإن مدينة الملك عبد الله الاقتصادية وشقيقاتها الثلاث في حائل وجيزان والمدينة ستصبح بحلول عام 2020 على الأقل مراكز عمرانية تعج بالحياة في المملكة التي تعاني من ارتفاع البطالة وزيادة الاعتماد على النفط. ورغم أن الأعمال ما زالت في بدايتها فستكون مدينة الملك عبد الله درة تاج المدن الاقتصادية, وتقول الحكومة إن الخطة اجتذبت استثمارات تبلغ 35 مليار دولار من مستثمرين أجانب. وتقف بوابة شامخة تحمل صورة الملك وشعار (رؤية قائدنا جسدت أحلامنا) وحدها وسط الصحراء أمام مساحة تبلغ 388 كيلومترا مربعا. لكن بعد البوابة يمتد طريق طويل تزينه لافتات على أعمدة المصابيح ليكشف ضخامة المشروع الطموح الذي يتكون من مزيج يقوم على الحفاظ على البيئة يضم مرفأ ومنطقة صناعية ومركزا ماليا وأحياء سكنية ومنتجعا فاخرا ومدارس وكليات جامعية. ويضم نموذج المهندس المعماري في قاعة عرض تطل على البحر ناطحات سحاب وشاطئا ومنتجعا سياحيا ومدينة إعلامية. وتتولى تطوير المدينة شركة اعمار المدينة الاقتصادية التابعة لشركة اعمار العقارية الإماراتية.
وكانت المدينة هي أولى المدن الاقتصادية الأربع عندما أعلن عنها في عام 2006م. وقال مدير العلاقات العامة خلال جولة بالموقع (هل تعلم أن المدينة ستكون أكبر من واشنطن؟) وتسع المدينة مليوني نسمة. وتتجاوز أهداف المدن خلق فرص العمل إلى التجديد العمراني والتعليم الحديث في مجتمع ارتفع عدد أفراده إلى المثلين خلال 18 عاما ليصل إلى 17مليون سعودي من بين السكان البالغ عددهم 25 مليون نسمة.
بدوره قال فهد الرشيد الرئيس التنفيذي لاعمار المدينة الاقتصادية السعودية اليوم لا تعرض الخدمات المطلوبة. هناك نقص في البنية التحتية والجانب الجمالي العمراني الأساسي مفقود أيضا. (لدينا 60 في المئة من سكاننا دون سن الثلاثين وهؤلاء يحتاجون لاماكن يعيشون فيها. لذلك سنخلق لهم الفرص التعليمية لكي يأتوا ويتعلموا ويعملوا).
وتقضي الخطط بإقامة عشرة آلاف وحدة سكنية بحلول عام 2010 في مدينة الملك عبد الله واستكمال عشرة في المئة من المدينة. وستهدف مدينة المعرفة الاقتصادية التي تقتصر على المسلمين بالمدينة المنورة لجذب خبراء تكنولوجيا المعلومات من الدول الإسلامية في آسيا. وقال دبلوماسي رفيع طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية الموضوع إن هذه المدن باهظة التكلفة للغاية وغير قابلة للبقاء اقتصاديا دون دعم كبير من الدولة. وأضاف (من الصعب العثور على خبراء اقتصاديين جادين لا يتقاضون مرتباتهم من السعوديين يرون أنها قابلة للبقاء).
ومنذ عام 2006 تولى شركة إعمار المدينة الاقتصادية ثلاثة رؤساء تنفيذيين وتقول شخصيات بقطاع الأعمال في جدة إن الهيئة العامة للاستثمار المكلفة بالاشراف على المشروع تتعرض لضغوط للإسراع بتحقيق نتائج. وكان إيقاع الإنجازات أسرع بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا المجاورة للمدينة الاقتصادية التي تتولى شركة أرامكو السعودية أمرها. ومن المقرر ان تبدأ الدراسة بالجامعة في أكتوبر - تشرين الأول والا يتم الفصل فيها بين الجنسين. وكان الملك عبد الله قد افتتح الجامعة العام الماضي.
تقضي الخطط بإقامة عشرة آلاف وحدة سكنية بحلول عام 2010 في مدينة الملك عبد الله واستكمال عشرة في المئة من المدينة المتوقع ان تكون أكبر من واشنطن.