في الأسبوع الماضي كانت صفحة «مسافات» عن محمود درويش، كانت مساحة حرة ليعبر محبوه عن مشاعرهم تجاهه، وعن ألمهم لفقده، ولم تكن صفحتنا تنتمي له أو تنفر منه، بل بقيت محايدة تنقل همسات محبيه بصدق، وزفرات متابعيه بأمانة.
المدهش أن ردود الأفعال كانت غريبة جداً؛ إذ أخذت طرفي المعادلة وأبت التوسط.
بعض قرائنا أرسل معاتباً؛ كون درويش قامة عظمى، ولذا فهم يرون أن الصفحة لم تف الرجل حقه، بل يجب أن تكون المساحة أكبر.
بعضٌ آخر رأى العكس تماماً، فهم يرون أن درويش شاعر عادي لا يستحق كل هذا الاهتمام.. فهو لا يعدو كونه شاعراً مر على خارطة الطريق دون أن يلجها أو يعيش أبعادها.
حقاً رضا الناس غاية لا تُدرك.
* هل محمود درويش شاعر عظيم وقامة شعرية أم هو شاعر عادي؟.
هل يجيبنا الكنيست الإسرائيلي وانعقاده لأجل قصيدة له أم يجيبنا الشارع العربي ومتابعته لدرويش ولكل إنجازه أم يجيبنا إعراض المعرضين ونفور النافرين؟
مسكين درويش فقد جاءت كل ردود الأفعال بوجهيها مؤدلجة!! المتعصبون له والمتعصبون عليه لم يحاكمه أحد منهم بمعايير الإبداع والتألق الفني بل بمعايير الانتماء والتبعية أو العداوة والإعراض، ولذا فقد كان الاعتراض له والاعتراض عليه مرفوضاً إذ لم يعتمد رؤية فنية.
فاصلة:
حب أحد أو كرهه ليس معياراً صادقاً للحكم عليه..
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«8022» ثم أرسلها إلى الكود 82244