لأمريكا وجهان مختلفان ومتنافران..
وجه حسن..
ووجه آخر قبيح..
لأمريكا حالات مثل حالات (الزار)..
يبدأ بهدوء وسريالية..
وينتهي بعنف وإغفاءة..
لأمريكا طقوس غريبة..
بعضها مفهوم..
وبعضها الآخر يستعصي على الفهم..
لأمريكا حالات مثل حالات الغيم..
مرة يجيء أسود قاتما..
ومرة يجيء يسر الناظرين..
لأمريكا مناخات مختلفة..
مرة لها شمس..
وقمر..
ونجوم..
وريح خفيفة..
ورائحة عشب مبلل بالندى..
ومرة لها حمى اشتهاء التخريب..
وحمى اشتهاء التدمير..
وحمى اشتهاء مواصلة القتل والابادة..
لأمريكا وضع (الاترجه)..
ريحها طيب..
وطعمها مر..
لأمريكا صفات..
مرة ظالمة..
ومرة مظلومة..
ومرة شماعة يعلق عليها الآخرون أخطاءهم وذنوبهم..
أمريكا لها فكر سلطوي..
وفكر استبدادي..
وفكر سادي..
وفكر تنويري تثقيفي حسب الاختيار والتصنيف والمصالح..
أمريكا لها جهل مركب في ثقافات الشعوب..
وبيئات الشعوب..
وعقائد الشعوب..
وعادات الشعوب..
لكن لها فهم جيد للشعوب وتراثها وعقائدها حسب الإرادة والاشتهاء..
أمريكا لها بشاعة ظلم..
وبشاعة قهر..
وبشاعة جبروت..
لكن في المقابل لها فزعة شجاع..
ونخوة رجل..
وعطاء غني..
وجود كريم..
أمريكا تعامل الآخرين..
كأنهم قصر..
ليس لهم حق الاطمئنان الكامل..
ولا النوم الكامل..
ولا حتى التخيلات الكاملة..
لكن في البعد الآخر تمنح ما تريد لما تريد..
أمريكا لا تأخذ برأي أحد..
وتحاول الهيمنة على كل أحد..
وتصنف الآخرين وفق إيديولوجيه معينة ومحددة..
وإشكالية وفق آليات المصالح..
أنني مندهش كغيري لما تفعله أمريكا..
وتقوم به أمريكا..
وتلعبه أمريكا..
وتقوم به أمريكا..
وتسير عليه أمريكا..
أن هذا التناقض التي تمارسه أمريكا بوضوح يعني شيئا واحدا وهو:
استبداد نوعي بامتياز..
ومعاملة فوقية بامتياز..
وديكتاتورية مخيفة من نوع آخر لها شكل الامتياز أيضا..
أن الفكر السلوكي المزدوج لأمريكا..
يجب أن يتبدل..
ويجب أن تأخذ أمريكا في الحسبان المتغيرات والتطورات الفكرية..
والاختلافات الثقافية..
والسلوكيات للشعوب..
وان تعرف أمريكا بأن هذه الشعوب تمازجت فيها كل ألوان النسج العلمية والمعرفية مما أدى إلى سلسلة تحولات كبيره في الفهم وفي الإدراك.. وأصبحت هذه الشعوب تملك قدرة هائلة وعظيمة في التفاعل مع الأحداث والتبادلات والتحولات السريعة في عالم اليوم..
أن على أمريكا مراجعة الذات..
وان تمارس على ذاتها نقدا قاسيا ومراجعة شديدة وعميقة وانتقائية عامة وشاملة لكافة سياساتها المزدوجة المعمول بها حاليا.. حتى تصبح أمريكا:
رمزا للحرية..
ورمزا للانسانية..
ومنارة مضيئة لعالم بحاجة إلى منارات.
ranazi@umc.com.sa