تُصافح وزارة التربية والتعليم صباحاً وبين وقت وآخر أعدادا هائلة من خريجي كليات المعلمين تجمهروا أمام مقرها.. وقد جاؤوا في كل مكان من مناطق عدة.. متكبدين عناء السفر والتعب المضني وقطعوا المسافات، لا لسبب سوى المطالبة بحقوقهم المشروعة وتحقيق طموحاتهم في العمل على توظيفهم.. من قبل الوزارة أسوة بغيرهم من زملائهم ممن سبقوهم في سلك التعليم.. وذلك بعد أن أفنوا سنوات عمرهم وسهروا الليالي قضوها في الدراسة والتحصيل والتعليم نظرياً وعملياً من أجل أن يتعلموا ويُعلموا غيرهم ويؤدوا رسالتهم السامية والمهمة ويقوموا بمسؤولياتهم الجليلة تجاه الأجيال القادمة.. (قم للمعلم...) ومثل هذه المشاهد باتت لافتة وأصبحت ظاهرة (وسيناريو) يتكرر يعرض فصوله (مباشرة) من أمام موقع الوزارة المعنية.
وفي غضون ذلك أصبحوا يضطرون هؤلاء الشباب البقاء لساعات طويلة تمتد من إشراقة الصباح الباكر وحتى وقت الظهيرة تحت أشعة الشمس الحارقة التي تشوي الوجوه.. في انتظار أحد المسؤولين الكرام أن يُطل عليهم ويخرج لهم ويعطيهم (وجه) ويسمعوا منه (كلمة ولو جبر خاطر)... ويرأف لحالهم ويلتفت لأوضاعهم (ويطمنهم) حيال أوضاعهم.. ولأنهم تحت (ملاك) الوزارة... (وحلاة الثوب رقعته منه وفيه..) لكن دون فائدة، ولم يجدوا آذاناً صاغية..! ليضطروا أخيراً إلى العودة إلى أدراجهم ومن حيث أتوا (وبخفي حنين) ويخرجون من الموقف عفواً المولد بلا حمص ولا حتى طعمية..! ليعيشوا مع أنفسهم على هامش الحياة (يناظروا الساعة..). المعنى تظل وزارة التربية عليها تحمل مسؤولية توظيف هؤلاء الخريجين ليكون (سمننا في دقيقنا).. أو أن تعيد النظر في كليات المعلمين من خلال إعادة هيكلتها وتأهيلها والعمل على تطويرها وتحسين مستواها بصورة تتناسب مع مخرجات التعليم في الوقت الراهن؛ لتكون ذات جدوى وفائدة منها ومن خريجيها.. أو يتم إغلاقها خصوصاً إذا كانت تُخرج ولا تُوظف.. كما هو حالها والذي تعيشه حاليا!! أليس كذلك..؟