Al Jazirah NewsPaper Wednesday  20/08/2008 G Issue 13110
الاربعاء 19 شعبان 1429   العدد  13110
وتاليتها
د. هند بنت ماجد الخثيلة

لا يختلف اثنان على أننا شعوب مستهلِكة (بكسر اللام)، وهذا لا ينفي أبداً أننا ننجز في هذا المجال، فنحن من أكثر الشعوب تبذيراً، وربما بذخاً، لا لأننا أغنياء حرب، ولكن لأننا فقراء حياة!

الآلاف بل مئات الآلاف من الريالات ربما تنفقها سنوياً على جوانب تقنية قد لا نفيد منها إلا وهي (جديدة)، وعلى سبيل المثال نبتاع أجهزة الحاسب الآلي المكتبية منها أو المحمولة، ونتخلى عنها عند أول عطل فني مهما كان نوعه أو حجمه وتكلفته. قد يرى البعض أن في هذا الكلام مبالغة أو ربما يراه غفلة، لكن الواقع غير ذلك.. فنحن لا نعرف - في مجملنا- عن هذه الأجهزة شيئاً إلا في كيفية استخدامها، لذا عندما نذهب بها إلى الفني الذي يرانا - في معظم الأحيان- صيداً ثميناً، فيفرض علينا ما يراه هو مناسباً له، دون عناء الكشف على الجهاز، أما نحن فلا حول لنا ولا قوة إلا أن نحسب الفارق بين التكلفة والتجديد، وفي لحظة نبوغ استهلاكي نرى أن الجديد أفضل وأبهج وأقل صراعاً، فنبتاع جهازاً كاملاً جديداً ونلقي بذلك الجهاز الذي كان يخدمنا منذ ساعات قليلة إلى أقرب حاوية، بعد أن يراودنا القهر لأن الفني وضع له سعراً بخساً قد لا يساوي تكلفة الجهاز.

هذا مثال بسيط على مشاكلنا مع أمنيتنا التقنية والفنية، فكيف الحال بباقي لوازم الحياة من السيارة إلى المكيف إلى البرادة والغسالة والتلفاز وغيرها مما لا ينتهي رصده؟!

منذ أيام قليلة ساءت الأمور الهندسية بسبب الترميم في منزلنا، أن يتم نقل الأبواب الكهربائية والعادية من مكانها إلى مكان آخر في سور المنزل نفسه، وكنا قد اتفقنا مع الشركة التي ركبت لنا الباب الكهربائي تحديداً على أن تتولى صيانته ونقله إن اقتضت الضرورة، وأذكر أن تكلفة ذلك الباب كانت ثلاثة آلاف ريال، مع وجود شرط الصيانة المجانية لفترة محدودة، مع أننا لم نحتج تلك الصيانة نظراً للاستعمال المحدود (والحشمة) للبوابة.. وحين اضطررنا إلى نقل البوابة توجهنا إلى الشركة فأخبرونا أن التكلفة ستكون ثلاثة آلاف أخرى!! حاولنا (التسوق) من أماكن صيانة أخرى لكن أحداً لم يستطع نجدتنا خاصة هندسة هذا الباب لا يعرفها إلا ذلك (الهندي) فما كان منا إلا أن رضخنا ودفعنا الثلاثة آلاف، ووضعونا على (قائمة الانتظار) على قاعدة (مت يا حمار إلى أن يجيك الربيع)! يحز في النفس حين ترى في وسائل إعلامنا وفي شوارعنا وفي كل مكان إنساننا السعودي يتقن بمهارة فائقة فن الاستهلاك، ولكنه يخفق تماماً عند أول حاجة له في الميدان العملي.. ليس ذلك فحسب ولكن البعض منهم يتزاحمون على وظيفة مأمور سنترال.. لأنه يستطيع بتلك الوظيفة أن يرد عليك (من طرف خشمه) هذا إذا أكرمك الله وهداه ليرد عليك.. وتاليتها؟!!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5940 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد