في موسم الإجازات هذه الأيام يحق لنا أن نتذكر ونقول: لقد ذهب ذلك الزمان الجميل يوم أن كنا في بداية حياتنا، ما نكاد نغادر باب الدائرة حتى نبدأ بترتيب الأمور لرحلة داخلية أو خارجية تجلب لنا المتعة وتعوضنا عن أيام الملل والروتين!
ثم جاءت المرحلة الثانية التي أصبحنا فيها نستغل الإجازة بطريقة أكثر فائدة وجدوى من الرحلات والركض والانطلاق، أصبحنا نحاول القراءة وتثقيف أنفسنا وممارسة بعض الهوايات الحضارية التي أفرزها عصر الترانزستور والكمبيوتر والفيديو وجنون السباق مع الزمن.
وبعد ذلك جاءت المرحلة الثالثة، وهي المرحلة المتخمة بالمسؤولية وتحقيق الذات فإذا بنا نتعب أمام تزايد الواجبات تجاه الأسرة والأولاد والمجتمع والمعارف علاوة على واجبات العمل الوظيفي ويشتد العبء حين يكون لدى أي منا نوع من الاهتمامات أو التطلعات الإبداعية في أي مجال من المجالات الفكرية أو الإنسانية التي تحتاج إلى الوقت وإلى الجو المريح والهدوء! لكن السؤال هل يفعل شبابنا اليوم أي شيء من ذلك؟!
لا تحزن: مرة أخرى!
أرسل إليّ أحد الإخوة يقول: إنك بالغت في الثناء على كتاب شيخنا القدير عايض القرني (لا تحزن) الذي سبق أن كتبت عنه في وقت سابق في هذه الصحيفة، وقد كتبه الشيخ والعالم الجليل الدكتور عايض القرني بأسلوب رشيق جذاب بعيد عن الغموض والتصنع والتعقيد وبتوجه إسلامي بعيد عن طروحات الفكر المشوش وعن فلسفة بعض أدعياء التغريب والإبداع!
حاز هذا الكتاب على اهتمام كثير من القراء والعلماء والأدباء والمثقفين ليس في المملكة وحسب بل في مختلف البلاد العربية والإسلامية، حيث كان الإقبال على اقتنائه وتدارسه شديداً بدليل أنه طبع 26 مرة، وبيع منه ما يزيد على مليون نسخة كما ذكرت مكتبة العبيكان، الجهة الناشرة له، وبدليل أنه ترجم إلى عدة لغات، وهذا يعني أن النسخ المطبوعة باللغة العربية واللغات الأخرى بلغت الملايين، فما هو وجه المبالغة يا صديقي؟!.
وبالمناسبة أين هو شيخنا القرني هذه الأيام لقد توارى خلف كتبه كما فعل الجاحظ يوماً.. سلمه الله منها!!