يحمل ثقة كبيرة داخل جسده النحيل وثقافة عالية جعلته واحداً من أبرز فرسان العالم ليدخل ضمن صفوتهم ويشارك وينافس في أولمبياد بكين.. إنه الأمير فيصل بن سعود الشعلان فارس ابن فارس تحدى كل الظروف الاستعدادية وبرغم تأخره التدريبي بسبب دراسته بفرنسا وصغر حصانه (فيدو) الذي يبلغ الثامنة من العمر وهو أصغر حصان يشارك في أولمبياد بكين إلا أنه يحمل روح تشريف وطنه متسلحاً بنبوغه وتربية والده الفارس المعروف الأمير سعود الشعلان.. حاورناه بعد أول مشاركة له في الأولمبياد وكان يتكلم بثقافة عالية ونبض وطني راقٍ حيث تحدث عن مستقبل الفروسية وتأثير والده على مسيرته ومراحل استعداداته والعديد من الأمور.. فإلى الحوار:
* الفارس فيصل بالرغم من أنه الأولمبياد الأول الذي تشارك فيها إلا أنك اخترت الحصان (فيدو) رغم عمره الصغير.. ألا تعتقد أنك تجازف بذلك؟
- الحصان هو ثمرة من ثمار إسطبل (العلياء) حيث يمتلك والدي الأمير الفارس سعود الشعلان مزرعة للإنتاج وصل عدد الجياد فيها لحوالي السبعين وتم انتقاء فيدو من بينها بدقة عالية وأنا أفتخر جداً أن جوادي من إنتاج سعودي خالص فذلك يعطيني الكثير من الاعتزاز والأجمل أنها من إنتاج مزرعة والدي.
* ماذا عن استعداداتك للأولمبياد.. هل كانت كافية؟
- الحقيقة أنني أدرس في فرنسا والأولوية القصوى لدي حالياً هي التركيز على الدراسة لأنها تمثل لي الكثير وكانت لدي فترة تأهيل قبل البطولة بخمسة أشهر في بلجيكا ثم بدأت الاستعداد المكثف من شهر ستة تحت قيادة الفارس الألماني الشهير أوتو بيكر الحاصل على العديد من الميداليات الأولمبية والعالمية وقد استفدت منه كثيراً وأعترف أن الاستعداد لم يكن كافياً لكن لدي أولويات أجبرتني على ذلك.
* يعني من الصعب أن توفق بين الدراسة والفروسية؟
- ليس تماماً فمن السهل أن أوفق بينهما إذا كانت هناك منافسات إقليمية أو عربية فسبق أن حصلت على العديد من الميداليات مع زملائي أهمها ميدالية ذهبية في دورة الألعاب الإسلامية وكنت حينها في الصف الثالث ثانوي.. لكن في الأولمبياد الأمر يختلف فهو يحتاج إلى سنوات لأن المنافسة شرسة وما يهمني أن أقدم أقصى ما لدي وأشرف بلدي.
* والدك الفارس الأمير سعود الشعلان يُعتبر من أبرز الفرسان.. هل كان تأثيره ملموساً في مسارك خصوصاً أنك وصلت للنجومية في فترة جيزة؟
- بالتأكيد والدي -أطال في عمره وأمده بالصحة والعافية- هو مدرستي الأساسية لقد علمني الفروسية منذ كنت في الخامسة وحتى بعد دخولي للمدرسة كنت أذهب للإسطبل بعد انتهاء الدوام المدرسي للتدريب لقد استفدت من والدي الشجاعة في الميدان والدقة والتركيز وفي كل أمور الحياة علمني أن يكون نظري بعيداً وأن أتسلح بالثقة المدروسة بعناية أنا فخور بهذا الشيء.
* خضت الجولة الأولى في حياتك أولمبياً.. كيف رأيت مستواك؟
- الحمد لله والشكر له راضٍ كل الرضا قياساً بفترة الاستعداد القصيرة وشراسة المنافسة مع صفوة فرسان العالم.
* كيف هو مستقبل رياضة الفروسية في السعودية؟
المستقبل جيد لكن لا بد من البحث عن مصادر تمويل للفرسان كما تفعل الدول الأخرى ولدينا الكثير من الشركات التي لها فروع في أوروبا وغيرها.. والحمد لله الفرسان السعوديون يحققون نتائج رائعة رغم قلة الإمكانات مقارنة بالدول الأكثر إنفاقاً على الفروسية.
* طموح الفارس فيصل الشعلان؟
- طموحي لا حدود له ودائماً أطمح للقمة وأسعى لها بواقعية وبتدرج مدروس ودقيق.
* ماذا عن هذه الأولمبياد؟
- الأهم أن نشرف وطننا والنتائج في علم الغيب لكن الأهم أن يكون حضورنا لائقاً بوطننا والحمد لله شاهدت كيف كان أداؤنا وهذا فخر لنا.
* ماذا عن أولمبياد لندن القادم؟
- هذه الأولمبياد هي التمهيد الحقيقي لأولمبياد لندن القادمة فهذا التدرج هو من يعطي حافزية الإنجاز وإن شاء الله سيكون الطريق سالكاً إلى لندن.
* رسالة أخرى تحب أن توجهها؟
- لكل الشباب السعودي أحثهم على رياضة الفروسية لأنها رياضة ممتعة.. كما أدعو الممولين إلى المشاركة الفاعلة في تمويل نشاطات الفرسان السعوديين فإضافة إلى استفادتهم الإعلانية فهم يمولون نشاطاً حث الرسول صلى الله عليه وسلم على البذل فيه.
* شكراً لك على سعة صدرك؟
- أشكرك أخ سلطان وأتمنى لك التوفيق وشكراً لجريدة الجزيرة.