Al Jazirah NewsPaper Monday  18/08/2008 G Issue 13108
الأثنين 17 شعبان 1429   العدد  13108
خيال الظل
(التحريش)!!
منصور عثمان

طغت لغة جديدة على بركة الكتابة تسمى في لغتنا المحلية - التحريش - وقيل انها - نمت معنا منذ كنا صغاراً، لتصبح الوشاية أقرب الطرق إلى رضا الأب والأم وإعانتهم على ضبط الأمور في البيت.

لتصبح الحياة معها وبها أشبه بمتلازم ضار ومفيد!! حيث يصبح الواشون أكثر كذباً وافتراءً لبلوغ حظوة ما أو مكسباً معنوياً كان أم مادياً.

فنرى أن كثيرا ممن يدعون الصلاح ينحرفون عن كتابة ما ينفع الناس أو يضيء الأماكن المعتمة في تفاصيلهم وتعبهم علّ مسؤولاً يتنبه لذلك أو يحل اشكالاً أو تتحرك وطنيته المخبأة في جيبه ويستبدل ذلك كله بكتابات مليئة بالقدح والذم وقواميس العرب البائدة من الشتائم وتأليب الآخرين وهذا ما شهدناه ردحاً في بلدان كثيرة اذ إن التهم جاهزة ودوائر التحريش الليلية جاهزة. والمتهمون جاهزون وكذلك غرف الاعتقال.

ولأننا في نظام لا يقبل مثل هذه الترهات ويقطع شك الوشاة بيقين العين الساهرة.. أخذت بعض الأصوات تتوارى خلف التحريم والتحليل. وشكلت من هيأتها الخارجية نمطاً جديداً يسمى (النصح) متكئة على مفاهيم دينية تارة.. وتارة دخلت من باب سد الذريعة. ونافذة الخطر القادم من غرب الكون وشمال العالم.

ليشكل الوطن مذبحاً والناس ضحاياً.

قلت.. إن التحريش لم يعد له مكان في الأسرة السعودية التي تنتمي للعالم الحديث وتركض باتجاه النهار ولأن بلادنا كذلك فلا نستطيع أن نقول للناس خرافات للأبد فقط لأن الناس يكبرون.. ووعيهم بالحداثة والفكر الحديث يكبر ويزداد غير آبهين بنظريات (الإعاقة) وتمديد الأرجل أمام مسارهم.

إنهم دفنوا لغة (التحريش) عندما أضاء (نيون) العلم والمعرفة ما علق في أذهانهم من سواد وخوف..

فهم في حركة دائمة..

وقيل إن الثابت يزعجه المتحرك

ومن هو وراء يرى سوأة الأمام..

الحداثة ليست ديناً..

هي عقارب ساعة في يسارك..

وطائرة تقود مسارك.

وحلل.. وناقش..

حلل.. لا تحرم!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 784 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد