تظل الكتابة مسؤولية جسيمة وأمانة عظيمة وليست ترفاً (أو عبثاً) سواء كانت يومية أو أسبوعية والكاتب (الحصيف) لا يكتب لذاته أو لمصالحه (ولأمر كان يطلبه..) ولحاجة في نفس يعقوب بل عليه أن يسخر قلمه لخدمة القراء وفائدة مجتمعه بالدرجة الأولى الذي هو جزء منه ومن (منظومته) المتكاملة.. ومن هنا عليه أن يحمل دائماً (لواء) هموم أفراد مجتمعه في البحث عن الأفكار النيرة والبناءة ويناقش قضاياه ويتناول الموضوعات الهادفة وكل ما هو مفيد ليصهرها ويعالجها ويضعها في (بوتقة) وقالب لتكون سهلة الفهم وسريعة الهضم وفي متناول واستيعاب الجميع وواضحة بعيداً عن الغموض أو التقعر الذي لا يؤدي إلى الفهم وتؤدي إلى (عسر الهضم) وكذلك تكون مباشرة وقريبة منه يفهمها القارئ الهادئ والمثقف ويدرك أبعادها ومضامينها دون الحاجة إلى الرجوع إلى (القاموس) لفك رموزها ومعرفة طلاسمها..!! |
كما أن على الكاتب ألا يكتب وينزف ما في (يراعه) بحثاً عن الإثارة والجدل والتصادم ومثل هؤلاء الفئة للأسف لا يزالون موجودين على صفحات الصحف لكنهم (قلة) حيث تجدهم يتخذون دائماً من شعار (خالف الخلق تُعرف) منهجاً لهم ومن أسلوب (عكس التيار) طريقا عبر كتاباتهم (يحشرون) أنفسهم في طرح ومناقشة موضوعات (مثيرة للجدل) و(غريبة) وعادة تكون تمس أشخاص أو جهات معينة مع أن لياقتهم.. وثقافتهم لا تؤهلهم ولا تسعفهم في الغوص في غمار مثل هذه الموضوعات والأطروحات ورغم أن مثل هذه النوعية من الكتاب يدرك في قرارة نفسه أنه يكتب لمجرد أن ينتظر ردة الفعل ليس إلا..!! |
كما يهدف لاستثارة مشاعر وحفيظة الآخرين ومحاولة منه لاستفزازهم (ورفع الضغط) في الوقت الذي تعكس ما طرحه ضحالة مدى (فكره) وقلة علمه (الواضح والفاضح) وضعف إدراكه ووعيه لعواقب الأمور وما تطالعنا صحفنا بين وقت وآخر إن هو إلا دليل على ذلك الواقع لمثل هؤلاء الكُتاب (التصادميين) والذي عادة يعتدون على مصادر كتاباتهم عن طريق السماع لا المشاهدة والمعايشة (ومن رأى ليس كمن سمعه) وكذلك على مواقع المنتديات والإنترنت كمصدر رئيسي لهم التي انتشرت كانتشار الناس في الهشيم.. وهي مجرد (غثاء كغثاء السيل) وأغلب ما يتناول فيها غير صحيح ومبالغ فيه ولا تحمل سوى (الغث دون السمين) وتشتت الأفكار بموضوعات لا يصدقها عاقل..!! |
لذلك (ولا أُزكي نفسي) على كل كاتب يحمل أمانة القلم أن يكون أكثر وعياً للمسؤولية وعليه ألا يكتب إلا عن كل ما هو نافع ويخدم ويفيد قراءه ومجتمعه في مناقشة قضاياهم ليعدل معوجا ويرشد ضالا ويرسم الطريق الصحيح.. وأن يوقد شمعة بدلا من أن يلعن الظلام فالكاتب هو لسان حاله ولسان مجتمعه ويعول عليه الشيء الكثير وهو مصدر آمالم وطموحاتهم لمعالجة مشكلاتهم.. ومن هنا وعلى الكاتب ألا يحول زاويته وكتاباته.. إلى ساحة للصراعات والمواجهات مع الآخرين (دون مبرر) التي عادة يكون هو أول (الخاسرين) ليتحمل بذلك (وزر) ما سطره قلمه خصوصاً عندما تجده (ينتقص) من حق هذا (وينبز) ذاك و(يقلل) من كانة آخر وبأسلوب (غير حضاري) (وخارج عن النص..) بعيداً عن (اللباقة) والاحترام المتبادل والرأي الهادئ والسديد والأسلوب الرزين والأمثل والتي أعتقد أن مثل هذه المناوشات يجب ألا يكون لها موقع ومكان على صفحات الصحف لأنها لن تقدم شيئا يذكر أو فائدة لقرائها أليس كذلك؟!.. |
|
وما من كاتب إلا سيفنى |
ويبقي الدهر ما كتبت يداه |
فلا تكتب بكفك غير شيء |
يسرك يوم القيامة أن تراه |
|