من أبرز مشكلات الجهات البحثية والثقافية ذات الجانب الثقافي غير الربحي أنها تنشر كتباً قيمة وموسوعات علمية على درجة من الأهمية، لكن ولأن هذه الكتب وتلك الموسوعات نشرت عن جهات غير ربحية فهي تعاني من سوء التوزيع وفي أحيان أخرى عدم التوزيع نهائياً، قد يسأل أحدكم ويقول: لماذا المؤلف يعطي جهده وثمرة بحثه لجهات لا توزع كتبها؟ فأقول لأن هذه الجهات تمنح مكافأة جيدة قياساً بدور النشر التجارية، لكنها لا تقارن بدور النشر التجارية في التوزيع، وموظفو كثير من الجهات البحثية والثقافية لا يعنيهم نشر الكتاب وانتشر أم لا لأن هذه الجهات البحثية لا تعطي حوافز لموظفيها عند بذل الجهد في توزيع الكتاب، فلو قدر لأحدكم أن يزور أحد هذه المراكز البحثية لرأى نتاجاً علمياً رصيناً لكنه متكدس في المستودعات وعلى الأرفف، ولا نرى هذا التكدس عند دور النشر التجارية في أغلب الأحيان.
هذه القضية هي أكثر ما يطرحه أصحاب هذه المراكز الثقافية، وحين يعرضون نتاجهم على شركات التوزيع تقول هذه الشركات إن كتبكم تخصصية وليست ناجحة تجارياً، وكلام شركات التوزيع كلام صحيح لا غبار عليه مع أن غالب هذه الكتب معقولة الأسعار.
وفي اعتقادي أن الحل الأنسب أن يجتمع أصحاب هذه المراكز الثقافية والأندية الأدبية والجهات البحثية وغيرها وأن يضعوا معرضاً دائماً لنتاجهم تحت سقف واحد وتكون الدعاية التجارية لكل هذه الجهات بصيغة موحدة لعل وعسى أن تكون هناك يد حانية تقتني من هذه الكتب وتعرف نتاج مراكزنا البحثية، وبخاصة إذا عرفنا أن غالب نتاج هذه الجهات يسوق له عن طريق الإهداء والإهداء الذي لا يخلو من سلبيات متعددة لعلي أناقشها في مقال قادم - بإذن الله
Tyty88@gawab.com