Al Jazirah NewsPaper Sunday  17/08/2008 G Issue 13107
الأحد 16 شعبان 1429   العدد  13107

وداعاً أيها الصديق صالح الغراس
سليمان بن علي النهابي

 

ودع الصديق العزيز صالح الغراس - رحمه الله - الدنيا بعد حياة حافلة بالعطاء والسخاء ازدانت بروح عالية من الخلق الرفيع والسماحة والبشاشة التي أكسبته مكانة رفيعة عند الناس.

ترك الزميل صالح الغراس - رحمه الله - الدنيا بعد معاناة طويلة مع المرض والمعاناة الصعبة ولم يكن ذلك هيناً عليه ولا يسيراً حتى قضى الله أمراً كان مكتوباً.

لقد كان ركب المشيعين كثيراً حتى ازدحمت شوارع عنيزة بأبنائها ورجالها وهي تودع هذا الرجل الذي أحبه الجميع وقدّره الناس لسجاياه الحميدة وخصاله الفذة وخلقه الرفيع.. وكان قد بذل طيلة حياته العملية نفسه لخدمة الناس حتى أضحى محبوباً بينهم وصاروا بعد وفاته يرددون قول الشاعر:

قد مات ناس وما ماتت مكارمهم

وعاش قوم وهم في الناس أموات

لقد ودع العزيز على قلوب الناس الأستاذ صالح الغراس - رحمه الله - الدنيا بذكر طيب وصورة مشرقة ستظل محفورة في قلوب الجميع ألم يقل القائل:

فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها

فالذكر للإنسان عمر ثان

لقد كان نبأ وفاته قاسياً وخبر مماته عنيفاً حتى أنني فزعت فيه بأمالي إلى الكذب ولو لا الإيمان بقضاء الله وقدره لكنت وغيري نذهب بهذا النبأ إلى الكذب والنواح والعويل ولكن حق لنا أن نؤمن بالقضاء والقدر وأن الإنسان مهما عاش سيأتيه أجله وكلنا على هذا الطريق سائرون.. رحمك الله أبا عبدالعزيز رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته وألهم ابنك عبدالعزيز وأشقاءك وذويك الصبر والسلوان وختاماً أتوجه برسالة إلى ابنك الشاب عبدالعزيز وأشقائه وشقيقاته وأسرتك الكريمة فأقول: أحسن الله عزائكم في فقيد الجميع وألهمكم صبرا على فراقه مذكراً بقوله تعالى {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.. وعلينا جميعاً أن نرفع أكفنا إلى البارئ جلت قدرته بالدعاء له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه جناته جنات النعيم.

و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

- عنيزة


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد