Al Jazirah NewsPaper Sunday  17/08/2008 G Issue 13107
الأحد 16 شعبان 1429   العدد  13107
اهتمامات تستحق الثناء في وزارة التربية
ناصر بن محمد العمري

تشكل البرامج التي تطرحها وزارة التربية والتعليم لطلابها خلال فصل الصيف توجهاً مهماً نحو استيعاب الشباب والإفادة من وقت فراغهم بالمفيد والنافع ومن تلك البرامج ((الأندية الصيفية والرحلات الطلابية الصيفية وملتقيات الرحلات والأندية الرمضانية)) وهي موزعة بشكل يجعلها تشغل فترة الإجازة الصيفية تقريباً عدا فترة قصيرة جداً تقع في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك وعيد الأضحى المبارك ومجموعها لا يتجاوز 21 يوماً من الإجازة الطويلة لهذا العام ورغم أن الآثار السلبية المترتبة على طول الإجازة بهذا الشكل مايجعلنا ننادي بتقليص الإجازات خصوصاً إذا ما استحضرنا أن القضية تتعلق بتربية الشباب وتعويدهم على منظومة من القيم والعادات والسلوكيات ولا أظن أن طول الإجازات وكثرتها بهذا الشكل يسهم في صنع أجيال تعي قيمة الوقت وتقدر العمل وتندمج فيه وتتحمل عناءه بلذة لأن الحياة ميدان عمل دائم ورغم هذا فمن الواجب أن نثمن لوزارة التربية والتعليم محاولتها الجادة الإسهام في استيعاب الشباب ببرامج متعددة ومتصلة وهنا وقفات أحسب أنها تلامس بعض الواقع حول تلك البرامج ومنها: فيما يتعلق بالأندية الصيفية والرمضانية نلمس أن هناك تطوراً ملحوظاً في نوعية الدعم والبرامج وتنامي الاهتمام من قبل الوزارة وقد دعمت مخصصات الأندية الصيفية وتمت زيادة مكافآت المكلفين بالعمل في تلك الأندية كنوع من الحافز وتم إعفاء المكلفين من الدوام الصباحي وهي محفزات جيدة ومشجعة لمن ينخرطون في هذا العمل لكن الملاحظ أن المشرفين المتابعين لعمل الأندية لم يشملهم الحافز المادي ولم يكن هناك إعفاء لهم من دوام الفترة الصباحية بشكل رسمي رغم وجود ما يشير إلى ذلك في دليل المشرف بالبوابة الإلكترونية للنشاط الطلابي إلا أن الإدارات التعليمية تفاوتت في تطبيقه بحكم أن إعفاء المشرف من الدوام الصباحي يترتب عليه عدم وجود تواصل بين المشرف وقسم النشاط الطلابي ((الجهة المشرفة على عمل الأندية)) وحتى لوكان هناك قرار ملزم بإعفائهم من الدوام الصباحي فإن هذا فيه إرباك لسير العمل فكيف يستطيع نقل التقارير وتسليمها للقسم والقيام بمهمة التواصل بين القسم ومايرد من تنظيمات وتعليمات إلى النادي الصيفي من قبل قسم النشاط في ظل إعفائه من الدوام الصباحي؟؟ وهذا الإجراء مربك للعمل وغير عملي فضلاً عن كونه ألقى بضبابية على القرار فحبذا لو أعيد النظر في تنظيمات الإشراف على تلك الأندية بما يكفل حسن سير العمل وتحقيق الحافز للمشرفين المتابعين للأندية بقرارات واضحة ومحددة من قبل الوزارة حتى تتضح الرؤية هذا على الصعيد التنظيمي أما على صعيد مكافأة المشرف فأظن أنها لاتوازي حجم الجهد المبذول فمتابعة أعمال الأندية عمل شاق ومضن ويحتاج أن تنظر الوزارة في مكافأة المشرفين المتابعين لعمل الأندية الصيفية مستقبلاً، أما فيما يتعلق بالأندية الرمضانية فإن مخصصات الأندية لا تبدو موازية لما ينتظر منها تقديمه ومن الضروري جداً العمل على زيادة مخصصاتها لكي تقوم بدورها المنوط بها على أكمل وجه رغم يقيني أن ((فكرة الأندية الرمضانية)) تبدو جديدة وفي سنتها الأولى وتكرار التجربة كفيل بتناميها نحو الأفضل.

وفيما يتعلق بالرحلات والملتقيات الصيفية فإن هناك إشكاليات متعددة تتعلق بكونها تأتي بعد نهاية أعمال الأندية الصيفية وفي هذا الوقت من الصعوبة بماكان أن تحصل الإدارات على طلاب يشاركون في تلك الرحلات لأن المدارس الأندية الصيفية قد أغلقت أبوابها والأندية الرمضانية لم تبدأ بعد فتقع المناطق والمحافظات في حيرة من أمرها خصوصاً وأن الكثير من الطلاب يبدأ في مغادرة المنطقة أو المحافظة بصحبة أسرهم بعد نهاية النادي الصيفي مباشرة رغم علمي أن الهدف من تحديد هذا الوقت لتنفيذ الرحلات بعد نهاية النادي الصيفي هو استيعاب وقت الفراغ لكن من الأجدى أن يستمر النادي الصيفي حتى بداية رمضان لتبدأ الأندية الرمضانية أعمالها ومنها يتم تسيير الرحلات إلى مناطق الاصطياف.

فيما يتعلق بالبرامج المنفذة فإن الملاحظ أن هناك توجهاً جاداً نحو الترفيه وفي ذات الوقت التدريب وتنمية مهارات الطلاب المستهدفين ولكن قد تحول دون ذلك قدرات المكلفين بالإشراف على مجالات النشاط بالنادي فينقلب الحال من حرص على الإفادة للمستهدفين بأسلوب مشوق وجذاب إلى إحداث نفور للمستهدفين لعدم قدرة مشرفي المجالات على القيام بمهام ((التعليم بالترفيه)) وهي مهمة ليست سهلة ويكتنفها الكثير من الصعوبة في ظل واقع إعداد المعلم لدينا وضعف قدرات بعض المكلفين يجعل تحقيق هذه الغاية صعباً فتضطر إدارة النادي إلى الترفيه على حساب تطوير المهارات وتنمية الذات.

لا أدري لماذا لايكون هناك تعاون بين وزارة التربية والتعليم والجامعات لكي يسهم منسوبو الجامعات في تقديم بعض البرامج التي تحتاج قدراتهم الأكاديمية أو حتى مع معاهد تدريب متخصصة لأنه قد يكتنف هذا الأمر الكثير من الصعوبة عندما تترك لاجتهادات القائمين على الأندية خصوصاً في المحافظات التي لاتوجد بها جامعات ولا تتوفر بها معاهد تدريب فضلاً عن أن هذا التنظيم لايترك العمل في الأندية رهين اجتهادات قد تخطئ الهدف، هناك ملمح جميل يستحق الثناء وهو وجود بوابة إلكترونية للنشاط الطلابي تم تدشينها مؤخراً أسهمت كثيراً في تحقيق أهداف كثيرة على صعيد الإفادة من التقنيات الحديثة في خدمة المشاريع التربوية وسهولة المتابعة ونقل الخبرات وإشاعة روح التنافس بين الإدارات وإعطاء صورة واضحة وجلية عن سير العمل بأسلوب حديث حتى وإن كانت تحتاج إلى التطوير إلى أنها خطوة خلاقة وإضافة جميلة لعمل الإدارة العامة للنشاط الطلابي، ومن المهم ونحن نناقش العمل في الأندية وبرامجها أن نؤكد على أهمية استطلاع آراء المستهدفين ورصد مدى رضاهم عن البرامج المقدمة وإشراكهم في اقتراح برامج هادفة ولو كان ذلك عن طريق مراكز رصد مقننة تعتمدها الوزارة وتقوم بتصميم استبانات مقننة وتجري لقاءات مباشرة مع مختلف شرائح المستهدفين وأولياء أمورهم ومدى الرضا عما يقدم لهم فهذه الخطوة أظنها وسيلة جيدة ترتهن إلى الأسلوب العلمي وتحقق غايات كثيرة من أهمها إشراك المستهدفين في بناء برامج تنطلق من رغباتهم وتتقاطع مع ثقافاتهم وما يفضلونه حتى لايشعروا بأنهم مهمشون وأنهم مجرد منفذين لتلك البرامج.

ويبقى هذا العمل الكبير الذي تضطلع به وزارة التربية والتعليم مجهوداً جباراً وعملاً خلاقاً تستحق أن يثنى عليه لأن له مردوده الكبير على الوطن الكبير بتنشئة أجيال واعية.

- رئيس النشاط الثقافي بإدارة التربية والتعليم بالمخواة
BMW-6060@HOTMAIL.COM



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد