تزخر مؤسساتنا الحكومية بأعداد كبيرة من الشباب السعودي من ذوي الكفاءات الإدارية العالية والتي ترغب في تطوير ذواتها وخدمة وطنها، ولكن وللأسف نجد غالباً ما يتم وأد هذه الكفاءات في مهدها وحرمان الوطن منها نتيجة تصرفات غير مسؤولة لقيادات إدارية جوفاء قفزت على كرسي القيادة في لحظة غفلة أو تمكنت من الوصول إلى هذه الكراسي عبر طرق ملتوية لتصبح هذه القيادات الصورية حجر عثرة أمام كل طُموحٍ وتميز وإبداع يمكن أن يهدد كيانها ويحرك كرسيها لكي لا تكتشف أوراقها وتعرف نقاط ضعفها، وتتبنى تلك القيادات الإدارية الجوفاء أساليب غير أخلاقية لوأد هذه الكفاءات الواعدة من خلال التهميش والتطفيش والإقصاء لتصبح الساحة خالية لتلك القيادات الجوفاء لتسرح وتمرح كما تشاء بلا حسيب ولا رقيب، ولأجل تغطية ضعف وقلة كفاءة تلك القيادات الجوفاء فإنهم يسلكون آليات متنوعة لستر عيوبهم وحماية مناصبهم ولعل أبرز تلك الآليات تقريب النكرات من الموظفين الوصوليين ليمارسوا عمليات التعتيم والتغطية لجوانب الخلل التي يمكن أن تفضح وتعري تلك القيادات الجوفاء، إن مثل هذه التصرفات ورغم ما تتضمنه من سوء أدب فهي تمثل مستوى عالٍ من الخيانة للوطن والمساهمة في إهدار المال العام والمتمثل في تلك الأموال الطائلة التي صرفتها الدولة في إعداد وتهيئة تلك القيادات الواعدة لتصل إلى مرحلة العطاء والمساهمة في التنمية، والأمر قابل لأن يستفحل إذا لم تتدارك الجهات المسؤولة الأمر وتستشعر خطورته وتعمل على صياغة أنظمة جديدة تعالج مثل هذه الإشكالات وتمكن المتميزين من الوصول إلى ما يستحقونه من مناصب دون أن تتاح الفرصة لأحد ليقطع الطريق عليهم ويحرم الدولة من الإفادة منهم.