Al Jazirah NewsPaper Sunday  17/08/2008 G Issue 13107
الأحد 16 شعبان 1429   العدد  13107
دفق قلم
ماذا تفيد السينما؟
عبدالرحمن بن صالح العشماوي

للسينما تاريخها العالمي المعتم، ولها دورها المعروف في تحطيم معالم القيم الاجتماعية الأصيلة والعادات المنسجمة مع تعاليم الدين، وليس تاريخ السينما بالأمر الخافي حتى نستطيع أن ندَّعي فيه غير الحقيقة، فجميع الدراسات الاجتماعية الموضوعية تؤكد أن للسينما دوراً كبيراً في تحطيم قيم المجتمعات، وكسر حواجز الحياء والحشمة في الأسر ذات الضوابط الاجتماعية والخلقية، وذات الالتزام الديني، ولقد حظيت دور السينما في الدول الكافرة بدين الله بدعم قوي من الشركات الصهيونية، ومؤسسات الإنتاج اليهودية العالمية، حتى أصبحت قاعاتها ميداناً لاجتماع الناس طيبهم وخبيثهم، وأصبحت كالمداخن المسمومة، لكثرة المدخنين، وصارت مثل (البارات) الكبيرة لكثرة ما يُشرب فيها من الخمور، وكان الهدف من دور السينما تفكيك المجتمع الغربي، والشرقي، وإشاعة روح التمرُّد على العادات الطيبة، وعلى الأنظمة الأسرية، والتماسك العائلي؛ لأن ذلك يسهِّل على المفسدين والراغبين في امتصاص خيرات الشعوب ما يريدون، وقد كان.

وحينما انتقل داء السينما إلى العالم الإسلامي، أخذ يفتك بأخلاق المجتمع، ويهوِّن على الناس كلَّ ما كان صعباً ثقيلاً مرفوضاً من عادات الاختلاط، والتدخين، والسُّكْر وشيوع الداء الفتَّاك (المخدرات) بأنواعها المتعددة.

وسجَّلت دراسات اجتماعية، وتقارير كتبها باحثون في بلاد المغرب العربي، ومصر، والشام، والعراق بداية التفكك الأسري مع بداية دور العرض السينمائي، وأشارت إلى أن مشكلة كثير من الناس أنهم لا ينتبهون إلى خطورة هذه الآلة الفتَّاكة إلا بعد فوات الأوان، وبعد حدوث الانهيار الخلقي الذي يصبح علاجُه في غاية الصعوبة بعد ذلك.

ولقد كان لدعاة الترويج السينمائي في الماضي بعض ما يسوِّغون به لأعمالهم، ويعتذرون به، وكان أهم عذرٍ يذكرونه، حاجة الناس إلى (الترفيه) وعدم وجود وسائل تحقِّق لهم ذلك، وتحت هذا الشعار (الترفيهي)، وإن كان الصحيح أن نقول (الإفسادي) قدَّموا أسوأ الأعمال خلقياً وسلوكياً حتى أصبحت كلمة (سينما) تدل على أفلام الخنا والفجور والإباحية، مع أن مسألة (الترويح) عن الناس يمكن أن تتحقَّق بأفلام منضبطة، طريفة، محتشمة نافعة، ولكنَّ هدف التخريب كان هو الأصل المختفي وراء أكاذيب مؤسسات وشركات الإنتاج الفني اليهودية والماسونيَّة وغيرها.

ذلك عذر مروِّجي أفلام ودور السينما سابقاً، فما عذر المروِّجين لها الآن بعد وجود الفضائيات ومواقع الإنترنت والشاشات الصغيرة التي يحملها الناس في جيوبهم من خلال أجهزة الجوَّالات المختلفة؟؟

ولماذا يحرص بعض المتحمِّسين للسينما على تجاهل وإغفال تلك التجربة العالميَّة السيِّئة مع هذه الأدوات المخرِّبة، مع علمهم بما فيها من الفساد والإفساد؟؟ ولماذا بذل المحاولة لحشر بعض البلاد الإسلامية التي سلَّمها الله من هذا الدَّاء، في صفوف الدول التي ابتليت به، وأحدث فيها ما أحدث من الضياع، والانحراف؟

ولماذا تقوم بعض الجهات بالزَّجِّ بالمجتمع الملتزم الذي سلَّمه الله من أجواء دور السينما المشحونة بالضجيج والصخب، في هذه المستنقعات الآسنة؟؟

إشارة:

البيوت متخمة بما تعرضه الشاشات فما فائدة قاعات السينما؟؟

www.awfaz.com


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد