إنني أقترح على هيئة الصحفيين السعوديين أن تتبنى فكرة زواج جديد تحت مسمى (زواج المصحاف) وهو زواج خاص بالصحفيين والصحفيات وذلك بعد انتشار مسميات جديدة لزواجات حديثة على الساحة الدينية استغلها البعض استغلالا أخرجها من شرعيتها التي فُرضت من أجلها، ولأن هذه الزيجات ارتبطت في بعضها بطبيعة المهنة أو بحال الزواج فهي في معظمها جاءت على صيغة المبالغة (مفعال) وهي منقولة من اسم (الآلة) كما يقول الصرفيون، وهي من الصيغ التي يستوي فيها المذكر والمؤنث، وربما هذا التعليل الصرفي هو ما جعل لهذه الزواجات رواجا بين الجنسين! وتعالوا مثلا لزواج المطيار (وهو زواج الطيّار بالطيّارة (أقصد قائدة الطائرة، أو بالمضيفة) لكثرة أسفارهما، كذلك زواج المسفار (في فترة السفر فقط)، وزواج المصياع (للسفر والسياحة)، وزواج المهراب (وهو الذي لا يشترط الولي)، والزواج الشهير زواج المسيار وغيرها الكثير، وقد رصد العلماء تقريبا أكثر من عشرة أنواع لمسميات جديدة تعبر عن واقع واحد، وهذه المسميات ابتكرها الناس وتلقفتها الصحافة وهي تعبر عن ذات الشيء كما أسلفنا، ولكن يخيّل للمتابع أن الزواج أصبح أسهل من الحصول على (وايت) ماء هذه الأيام!

ويرى البعض أن هذه الزيجات وغيرها ممن تفتقد لبعض الشروط الصحيحة أو تخل بها أنها من أبواب الفساد؛ لأن المرأة قبلت بهذا الزواج أو ذاك من باب المصلحة أو الحاجة، فأي استغلال لمرأة محتاجة أوقعتها ظروفها وقدرها الصعب في مهب الريح ليتلقفها الرجل بمشاعر (الآلة) لأنه (مفعال) لما يريده فالرجل كما يقال في المجتمعات المحلية (شايل عيبه بجيبه) وهذا في الخطيئة، فما بالكم بزواج ارتدى الغطاء الديني ويشترط في الوقت ذاته عدم إعلان هذه الزيجات وإبقائها في دائرة السر، فأي إثم هذا الذي حاك في النفس؟!

وللدكتور عبدالمحسن العبيكان (عضو مجلس الشورى والمستشار في وزارة العدل) فتوى شهيرة نشرتها عكاظ في عدد الخميس 6-8-1429هـ عند إجازته ما يسمى بزواج الوناسة الذي لا يشتمل على المعاشرة الجنسية بين الزوجين، مع تمتع الزوجة بباقي حقوقها، فيما حرم العبيكان، زواج المسفار لأنه يحدد نهاية الزواج بنهاية فترة الصيف!

أما بعض الجهات الشرعية الأخرى في البلاد المجاورة فلها آراء شرعية متباينة وتختلف عن بعضها البعض من دولة لأخرى، وهذا يتطلب من هيئة كبار العلماء لدينا أن يضعوا حدا واضحا لا يسمح لضعاف النفوس ب(الوناسة) على حساب بنات الناس، فالمرأة كانت معززة في دينها وستبقى عزيزة عند الأعزاء، أما فكرة (زواج المصحاف) الذي أشرت إليه سابقا فسنبحث فيه عن (الرخص) ومن حقوق الجار علينا أن نقبل بفتواه!