تعتبر إيران من الدول الإسلامية المهمة فقد دخلها الإسلام في عهد الفاروق الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي قيل فيه (عمر أفضل من أن يَخدَع وأبعد من أن يُخْدَع) وقد تحولت إيران بفضل الإسلام من ديانتها المجوسية السابقة إلى العقيدة السليمة والعبادة الصحيحة لله عز وجل، ولذلك فإن عمر له فضل كبير على
إيران لكونه السبب في فتحها وضمها إلى منظومة الإسلام وتنفيذ رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال للصحابي الجليل (سراقة) سوف تأتي بسواري كسرى وهو زعيم إيران قبل الإسلام.
كما أن إيران في الوقت الحاضر من دول الخليج العربي أو الفارسي كما تسميه إيران حيث تطل على الخليج من الناحية الشرقية بحوالي (800كم)، وقد ساهم الملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله في تحسين علاقة إيران مع المملكة ودول الخليج عندما قام بزيارتها بعد توليه الحكم سنة 1965م بمدة قصيرة ضمن جولة له في العديد من الدول الإسلامية للدعوة إلى التضامن الإسلامي والتي حققت نجاحاً كبيراً بإنشاء (منظمة المؤتمر الإسلامي) الذي يضم سائر الدول الإسلامية ومنها إيران، فقد حضر الملك فيصل وشاه إيران وبقية زعماء الدول الإسلامية المؤتمر الأول للقمة الإسلامية في المغرب سنة 1969م الذي أسس لهذه المنظمة.
لقد ظلت علاقات دول الخليج مع إيران في حالة تطور وتحسن بعد جهود الملك فيصل إلى أن عاد التوتر لهذه العلاقات للأسباب التالية:
- قيام إيران سنة 1971م باحتلال ثلاث جزر تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
- تبني الثورة الإيرانية سنة 1979م لمبدأ تصدير الثورة للدول المجاورة.
- دخول إيران في حرب مع العراق بسبب الاستفزازات التي قامت بها إيران بعد الثورة للعراق.
- مساعدة إيران للولايات المتحدة في غزو العراق وإسقاط نظام صدام والإتيان بحكومة موالية لها.
وفي الآونة الأخيرة فقد زاد توتر علاقاتها مع دول الخليج العربية للسببين التاليين:
- ادعاء البعض في إيران بأن البحرين جزء من إيران وأنه ينبغي استعادتها متناسين أن إيران وقعت في هيئة الأمم المتحدة على وثيقة استقلال البحرين من النفوذ الإنجليزي سنة 1971م واعتبارها دولة ذات سيادة.
- تصريح مساعد وزير الخارجية الإيراني مؤخراً بأن حالة عدم الاستقرار سوف تستمر في منطقة الخليج ما دام أن دولها محكومة بالأنظمة الحالية.
وبالمقابل فإن مواقف دول الخليج العربية من إيران تتجه ناحية الجانب الإيجابي مناقضة للموقف الإيراني منها ومن هذه المواقف ما يلي:
- الاعتراف بالثورة الإيرانية بعد قيامها رغم علاقة دول الخليج الطيبة مع شاه إيران في الفترة الأخيرة من حكمه.
- عدم تصعيد قضية الجزر الإماراتية ومنحها الفرصة للاتجاه نحو الموقف الإيجابي من هذه القضية.
- تأييد إيران فيما يخص مفاعلها النووي إذا كان الهدف منه سلمياً ومعارضة حل الخلاف مع إيران حول ذلك بالقوة العسكرية.
إذاً ما دام أن هذه هي مواقف دول الخليج العربية من إيران وهي مواقف إيجابية فلماذا يتسم الموقف الإيراني من هذه الدول من حين لآخر بروح العداء والاستفزاز ومن ذلك ما يلي:
- الاستمرار في احتلال الجزر الإماراتية حتى بعد قيام الثورة الإيرانية حيث كانت دول الخليج تأمل بعد قيام الثورة الإيرانية أن تعاد هذه الجزر لأصحابها باعتبار أنه عمل تم من قبل شاه إيران.
- عدم قبول إيران رفع قضية هذه الجزر للتحكيم الدولي كما تطالب دولة الإمارات العربية المتحدة.
- الادعاء من حين لآخر بتبعية البحرين لإيران رغم أنها دولة مستقلة وعضو في هيئة الأمم المتحدة.
- استقطاب الأقليات الشيعية في شعوب دول الخليج إلى جانبها والسير على ضوء توجيهاتها.
- تهديد دول الخليج في حالة قيام الدول الغربية وإسرائيل بالهجوم العسكري عليها بسبب قضية المفاعل النووي بغلق مضيق هرمز وهو الممر الرئيسي لناقلات النفط وكذلك التهديد بضرب مصافي البترول التابعة لدول الخليج.
وبعد فإن المؤمل أن تراجع إيران مواقفها من دول الخليج المسالمة وأن تقابل هذه المواقف الإيجابية من دول الخليج بمواقف إيجابية مماثلة بعيدة عن الاستفزاز والتهديد وأن تفصل إيران بين أزمتها مع الدول الغربية وبين علاقاتها مع دول الخليج العربية.
فاكس : 4032285