الحفريات الإسرائيلية التي تقوم بها سلطات الاحتلال تحت المسجد الاقصى والتي باتت من أهم المهددات لبقائه وسلامته توضح للعالم العقلية الاسرائيلية الجافة التي تصر على كل ما من شأنه تدمير مشاريع السلام، والقضاء على كل أمل في التعايش المشترك بين اسرائيل وشعوب الشرق الاسط، فمن المعروف ان المسجد الأقصى له مكانته الخاصة في قلوب ونفوس شعوب العالم الاسلامي والعربي، وأن تطبيق طموحات المتطرفين الصهاينة في تدميره وبناء هيكل سليمان المزعوم على انقاضه، لن يكون دونه الا خرط القتاد واستماتة اتباع الدين الاسلامي في الدفاع عنه، وقد كشفت الانباء الأخيرة أن الحفريات الاسرائيلية بدأت تمس أساسات المسجد ووتطال كافة أروقتة في بادرة تكاد تكون خطوة تمهيدية لتحقيق طموحات متطرفي بني صهيون وتنفيذ أجنداتهم الطوباوية.

يظل التطرف المستشري في المجتمع الاسرائيلي آفة خطيرة تهدد سلامته أولاً، وتهدد سلامة الاستقرار في الشرق الأوسط ثانياً, والغريب في الأمر أن هذا التطرف الديني وإن لم يأخذ الصفة الرسمية من قبل الحكومات فإن مدخلاته وقناعاته تجد الدعم الكامل والمطلق من قبل الحكومات الاسرائيلية المتتالية المتشدقة بالعلمانية والعصرنة، فيما تقدم التنازلات والارضاءات من خلف الستار للمتطرفين الدينيين سواء من أجل حسابات ومناورات حزبية وحكومية أو من أجل أغراض ومساومات داخلية أخرى, لينعكس ذلك على عملية السلام ومشاريع التسوية في الشرق الأوسط التي كلما تقدمت خطوة إلى الامام بادرت مكونات العقل الاسرائيلي بشدها إلى الخلف سواء بطرح مناقصات مباني الاستيطان أو من خلال مصادرة الأراضي أو شن الهجمات والحفريات على المسجد الأقصى.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب «9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244