Al Jazirah NewsPaper Saturday  16/08/2008 G Issue 13106
السبت 15 شعبان 1429   العدد  13106
مدير المركز الوطني للزلازل والبراكين هاني زهران لـ«الجزيرة»:
لا علاقة بين النشاط الزلزالي بشرق آسيا والنشاط الزلزالي بجنوب المملكة

«الجزيرة» - سلطان المواش:

نفى مدير المركز الوطني للزلازل والبراكين بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية المهندس هاني بن محمود زهران وجود علاقة بين النشاط الزلزالي الذي حدث في شرق آسيا والنشاط الزلزالي بجنوب المملكة.

وأشار هاني زهران في حديث ل(الجزيرة) إلى أن أسباب حدوث الزلازل بالمملكة ترجع إلى الوضع الحركي للصفيحة العربية التي تمثل المملكة جزءا كبيرا من هذه الصفيحة، وأضاف أن الهيئة وضعت خطة استراتيجية لرصد الزلازل ووضعت تصوراً علمياً للاستفادة من الشبكات الموجودة بالمملكة والعمل على تحديثها وتطويرها وإعادة توزيعها البالغ عددها 48 محطة رصد زلزالي إضافة إلى 16 محطة محلية بالتعاون مع شركة أرامكو لدراسة نشاطات زلزالية في حرض.

وأوضح هاني زهران مدير المركز الوطني للزلازل والبراكين في حديثه عن العديد من النشاطات الخاصة بالهيئة.. فإلى تفاصيل الحوار.

* حدثت زلازل في شرق آسيا وجنوب المملكة.. هل لها تأثير على مدن المملكة وخاصة وسطها؟ وما أسباب حدوث الزلازل بالمنطقة الجنوبية منها؟

- لا توجد علاقة بين النشاط الزلزالي الذي حدث في شرق آسيا والنشاط الزلزالي بجنوب المملكة، حيث إن لكل منهما طبيعة تكتونية مختلفة تماماً ومنفصلة عن الأخرى، وليس هناك أي مسببات جيولوجية أو تأثيرات تربط بين هذه الزلازل وبين الوضع الجيولوجي لوسط المملكة.

* ما أسباب حدوث الزلازل في الآونة الأخيرة والتفسير العلمي لها؟

- إن أسباب حدوث الزلازل بالمملكة العربية السعودية يرجع بشكل عام إلى الوضع الحركي للصفيحة العربية التي تمثل المملكة جزءا كبيرا من هذه الصفيحة، حيث يؤثر على الصفيحة العربية ثلاثة أنواع من الحدود التكتونية: الحدود التباعدية، والحدود التقاربية، والحدود التماسية.

ويحد هذه الصفيحة من الغرب نطاق اتساع قاع البحر الأحمر، ومن الجنوب نطاق اتساع القاع الموجود بمنتصف خليج عدن. وفي كلتا المنطقتين تزيد مساحة هذه الأجزاء من الصفيحة العربية. وتشكل جبال زاجروس ومكران بإيران وجبال طوروس بجنوب تركيا الحدود الشرقية والشمالية للصفيحة العربية، وهي حدود تقاربية يمثلها نطاق تصادم مع الصفيحة الأوروآسيوية. يحد الصفيحة العربية من الشمال الغربي حد تماس يساري يسمى فالق البحر الميت - خليج العقبة، ويحد الصفيحة من الجنوب الشرقي حد تماس يميني يمتد من الطرف الشرقي لخليج عدن حتى الطرف الشرقي لجبال مكران بباكستان.

وتتحرك الصفيحة العربية ناحية الشمال الشرقي بين حدي التماس المذكورين فيؤدي ذلك إلى اتساع البحر الأحمر وخليج عدن من جانب، ومزيد من الاصطدام عند جبال مكران وزاجروس وطوروس من الجانب الآخر.

مما سبق فإنه يتضح أسباب تركز الزلازل عند حدود الصفيحة، وتعتبر منطقة خليج العقبة من أهم المصادر الزلزالية المؤثرة على المملكة، ويتميز هذا المصدر بأنه متوسط إلى فوق المتوسط، والحركة التي تحكم خليج العقبة وصدع البحر الميت هي حركة إزاحة أفقية ينتج عنها زلازل على فترات قصيرة. وقد أوضح السجل التاريخي والحديث للزلازل حدوث زلازل قوية بخليج العقبة، كان أقواها الذي حدث في 22 نوفمبر عام 1995م.

* هل المملكة تقع على طبقات ضعيفة جداً أم ماذا؟

- يتميز الدرع العربي بوجود صخور قاعدة صلبة وسميكة ومستقرة تكتونياً، ولكن قوى الشد المسببة في انفتاح البحر الأحمر تعمل على تحرك الصفيحة العربية في اتجاه الشمال الشرقي، مما يؤدي إلى حدوث الزلازل، حيث يتركز النشاط الزلزالي بشكل كبير على الحدود التكتونية الفاصلة بين الصفيحة العربية والصفائح الأخرى.

* هل لديكم خطة استراتيجية لرصد الزلازل؟

- نعم، بالفعل وضعت الهيئة خطة استراتيجية لرصد الزلازل من خلال تنفيذ قرار مجلس الوزراء الموقر رقم (228) بتاريخ 13-8- 1425هـ القاضي بإسناد مهمة الرصد الزلزالي إلى هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، حيث سارعت الهيئة بتنفيذ المهام الموكلة لها بهذا الخصوص، حيث وضعت تصورا علميا للاستفادة القصوى من الشبكات الموجودة بالمملكة، والعمل على تحديثها وتطويرها وإعادة توزيعها التوزيع الأمثل ليبلغ عددها مائة محطة تغطي كل المملكة، حتى يمكن تسجيل أي هزة أرضية محلية أو إقليمية أو على مستوى العالم، وذلك من أجل تحديد معاملات الزلازل بدقة عالية باستخدام برامج علمية موحدة بغرض توحيد الجهود والحصول على نتائج دقيقة تسمح بإجراء بحوث متخصصة في مجال الزلازل وذلك للتقليل من آثارها. كما قامت الهيئة بتحديث المركز الوطني للزلازل والبراكين بأحدث الأجهزة لاستقبال محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي، وإبلاغ الجهات ذات الصلة عند حدوث أي زلازل لا قدر الله.

* كم عدد المراصد الزلزالية بالمملكة؟

- لقد تم الانتهاء من تحديث ودمج وإعادة توجيه عدد (40) محطة رصد زلزالي منتشرة على طول ساحل البحر الأحمر شمالاً وجنوباً، وكذلك على طول الجزء الشرقي من المملكة، إضافة إلى (4) محطات يتم تجهيزها حالياً بجنوب المملكة، وسيتم اختيار وتحديث عدد (4) محطات أخرى شمال غرب المملكة، ليصل عدد المحطات العاملة التي تم تحديثها ودمجها بنهاية هذا العام 48 محطة رصد زلزالي، كما قامت الهيئة بالتعاون مع شركة أرامكو السعودية بإنشاء شبكة رصد زلزالي محلية حديثة حول منطقة حرض مكونة من (16) محطة لمراقبة ودراسة أي نشاطات زلزالية في المنطقة.

* هل من توضيح للتنبؤ بالزلازل إن أمكن قبل وقوعها؟

- تسعى الدول من زمن ليس ببعيد بمحاولة التنبؤ بالزلازل قبل وقوعها بعد الخسائر المادية والبشرية التي عانت منها البشرية بسبب حدوث الزلازل، وقد كانت الولايات المتحدة من أولى الدول التي سارعت إلى وضع برنامج لمحاولة التنبؤ بالزلازل في بداية الستينيات ورصدت المبالغ الطائلة من أجل هذا البرنامج، ثم حذت اليابان حذوها، ولكن باءت كل المحاولات بالفشل، إلا أن الصينيين في عام 1975م قد تنبأوا بإمكانية حدوث زلزال تتراوح قوته ما بين 5 إلى 6 درجات على مقياس ريختر، وذلك بسبب رصدهم نشاط زلزالي غير عادي حول مدينة هايشنج، حيث بدأ النشاط الزلزالي يتزايد بشكل ملحوظ وغير عادي، وفي 4 فبراير عام 1975م أعلن المسؤولون (أن زلزالاً قوياً سوف يحدث في المنطقة خلال 24 ساعة، وعلى إثر ذلك خرج الناس إلى الحقول وإلى الخلاء ومعهم الثمين من ممتلكاتهم، وفي الساعة 7.36 مساء وقع الزلزال بالفعل وبلغت قوته 7.3 درجة وأحدث دماراً هائلاً، إلا أن الخسائر البشرية كانت محدودة بفضل التحذير المسبق، وعلى الرغم من نجاح الصينيين في ذلك إلا أنهم فشلوا في التنبؤ بزلزال عام 1976م بمدينة تانجشان الذي أدى إلى مقتل أكثر من 240.000 نسمة، كما هو الحال عندما لم يستطيعوا التنبؤ بالزلزال الذي وقع مؤخراً وحصد عشرات الألوف من الأرواح وتسبب في خسائر ضخمة في المنشآت والممتلكات.

ويمكن القول إن كل وسائل التنبؤ بالزلازل ما زالت تعتمد على مؤشرات واستدلالات معقدة، وما زالت هذه المؤشرات والدلالات غير كافية للتنبؤ بصورة حاسمة من وقوع الزلازل، وغير فعالة للوقاية أو التقليل من آثارها عند وقوعها لعدم نجاحها حتى الآن، وتبقى الوسيلة الأكثر فعالية هي إقامة وتصميم المنشآت المقاومة للزلازل لغرض الوقاية والتقليل من آثارها وقت حدوثها، وكذلك توعية العامة بالسلوك والتصرف الأمثل قبل وأثناء وبعد وقوع الزلزال.

والمؤشرات التي تستخدم حالياً للتنبؤ باحتمالية وقوع الزلازل على نوعين:

- مؤشرات طويلة الأمد: وهي تعتمد على دراسة سجل النشاط الزلزالي التاريخي، والشواهد الجيولوجية، وحركة القشرة الأرضية، وتحديد مدى إمكانية تكرارية الزلازل.

- مؤشرات قصيرة الأمد: وتشتمل على عدد من الشواهد مثل: سلوك بعض الحيوانات قبل وقوع الزلازل بوقت قصير، والتغيرات في سرعة الموجات الأولية، والتغيرات في معدل رصد النشاط الزلزالي في المنطقة، والتغيرات في قيم المغناطيسية الأرضية، والتغيرات في نسبة انبعاث غاز الرادون من التربة وباطن الأرض، والتغيرات في مستوى منسوب المياه الجوفية في الآبار.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد