الغضب حالة (طيش) وتهور وهو (فورة) لبركان ثائر وطلقة رصاص (طائشة) تنطلق من بني الإنسان في موقف قد يكون (لا يستاهل).. والغضب غياب للعقل وفلتان للأعصاب ونار موقدة تستعر (لا تبقي ولا تذر) تأكل الأخضر واليابس وعاصفة عاتية (هوجاء) تقتلع كل شيء يقف في طريقها دون (هوادة).. وعندما يحضر الغضب تنقلب عندها الموازين وتتغير الأحوال وتصبح كل الأمور رأساً على عقب، وبسبب هذا الغضب تتفاقم المشاكل وتتسع دائرته (وهوة) النازاعات والمشاكل (وتقوم الدنيا ولا تقعد).. وكثيراً ما تشتت الأُسر (المطمئنة) الآمنة والمستقرة وتفرق جمعها وتهدمت صوامع.. وأُغلقت دور عندما خطر الغضب.. وهو مفرق الجماعات وهادم بيوت السعادة.. ويحول الفرح إلى ترح، والسعادة إلى تعاسة، يكسر حاجز الصمت والهدوء الذي يسبق العاصفة، ويعكر صفو الجميع، ويحول المكان إلى إزعاج وضجيج لا يطاق، وتتصدع بسببه رؤوس البشر وتضيق النفوس ذرعاً.. وتسكب العبرات وتنهمر الدموع والآهات، وترتفع فيه الأصوات (صحت بالصوت الرفيع) والغضب يقود الى مسلسل الضياع والأحزان وإلى غياهب الدروب والأنفاق المظلمة والطرق المعتمة.. لذلك يُخطئ من يرى أن الغضب دليل على الشجاعة والرجولة وقوة الشخصية والشدة.. (وليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد من يملك نفسه ساعة الغضب..) ليظل دائما العاقل خصيم نفسه والذي يفكر (ملياً) في مصلحة الآخرين قبل غيره.. وكفانا الله وإياكم شر الغضب ومسبباته.. وجعلنا دائماً من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس.