ليس غريباً أن نرى مبادرات سمو الأمير خالد الفيصل أمير خير البقاع، فقد عرفنا العشرات من مبادراته في (عسير) التي كانت حلماً ورواية ورأيناها واقعاً ورؤية.

وها نحن رغم أنه لم يمض عليه سوى عام وعدة أشهر أميراً لمكة المكرمة - ها نحن نرى بدايات هتان (مبادراته) التي تأخذ بعدها وأهميتها وعالميتها لأنها لا تعني أو تخص خمسة أو ستة ملايين مجموع سكان مكة المكرمة.. لكنها تعنى وتسعد وتهم مليار ونصف مليار مسلم تحرص قيادة هذا الوطن على خدمتهم، ويأتي سمو الأمير خالد أحد المسؤولين التنفيذين ليقوم بتحقيق توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.

أتوقف عند آخر وأجمل المبادرات التي أطلقها سمو الأمير ألا وهي مبادرة وهدف (مكة المكرمة بلا جريمة)!

مبادرة أخاذة ستكون حقيقة ماثلة بحول الله ولم لا؟ أليست مكة هي (البلد الأمين)، أليست هي التي دعا لها أبو الأنبياء {رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا } {رَبِّ اجْعَلْ هََذَا البَلَد آمِنًا}.. وأليست هي التي قال الله سبحانه عن بيتها: {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا..}.

إذن لماذا لا يكون هذا الحلم علماً - كما قال أخي الكاتب أ. محمد الحساني -.

(مكة المكرمة بلا جريمة) أمل سيتحقق ذلك إن شاء الله، فوراء ذلك مسؤول بحجم خالد الفيصل.. لتظل وتبقى مكة المكرمة الطاهرة الآمنة.. ولتنفي عنها أي امرئ يتقاطع مع أمنها وطهرها وطمأنينتها.

{رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا}.

مناطق الاصطياف ويا قلب هيئة (السياحة) لا تحزن

** بدل أن يكون اصطياف الناس في المناطق السياحية بالمملكة أمراً ساراً ومفرحاً لأهل المناطق، وداعماً اقتصادياً جديداً لهم ولاقتصاد وطنهم.. أضحى هذا الإقبال سبباً في تدني أهم الخدمات لأبناء المناطق السياحية وللمصطافين.

اقرؤوا معي هذا التصريح المزعج الذي نقلته صحيفة (الوطن) على أثر تداعيات أزمة المياه بعسير: (أكد مدير عام مديرية المياه في منطقة عسير المهندس يزيد بن يحيى آل عايض أن السبب الرئيسي في نقص المياه يعود إلى توافد أعداد كبيرة من المصطافين إلى المنطقة خلال موسم الصيف الحالي مما أدى إلى إشغال الفنادق والشقق المفروشة والمراكز السكنية بشكل كبير مما كانت عليه في الفترة الماضية).

أما قلت أنه بدلاً من أن يكون قدوم المصطافين مبهجاً أضحى أحد الأسباب التي تفاقم مشاكل الخدمات.

إن نقص الخدمات يحطم كل جهود ومساعي (هيئة السياحة) التي تناضل من أجل توطين السياحة (إن صح التعبير)!.

إن على هيئة السياحة - بعد اليوم - ألا تصرف جهودها في المحفزات والمرغبات بالسياحة الداخلية، إن عليها أن تسعى مع الجهات المعنية أن تحل مشاكل الخدمات في مناطق السياحة التي هي أكبر عقبة في سبيل تنمية السياحة الداخلية أو عدم توقفها.

وأعانك الله يا هيئة السياحة.

القصيبي والإجابة الخلاصة..!

** استمتعت باللقاءات الثقافية الثلاثة مع د. غازي القصيبي التي نشرتها (الجزيرة) والتي أجراها الزميل أ. محمد الفيصل وطرح فيها أسئلة جيدة وشاملة جعلت إجابة د. غازي تأتي جميلة ومبدعة!.

إجابات كثيرة شدتني واستوقفتني، لكن توقفت (بإعجاب) عند إجابة د. غازي على سؤال ماذا سوف يعمل عندما يتخلى عن عمله الحكومي؟

فكان جوابه: (كل مخططاتي تنحصر في كتاب أنوي أن أقرأه، وكتاب أنوي أن أكتبه، وأشك أن العمر يتسع لكل هذه الكتب).

لقد صدقت وأنت الذي خبرت المجد والشهرة والوزارة والسفارة، وارتويت من خزف الحياة وبهرج الوجود، لكن وجدت أن الأبقى من كل ذلك ما دونته في إجابتك السابقة..!.

تلك الإجابة: خلاصة الأحلام، وفيها الخلاص من إرهاق الحياة.

** لكن من يستطيع ذلك؟..

** (إذا غضب أحدكم فليسكت)..

لعلها أصدق وأنجع وصفة لتفادي آثار الغضب وسلبياته من سيء القول، وإيقاد العداوات، وتقطيع الصلات والأرحام..!

هذه الوصفة أتى بها محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم قبل أن يولد علماء النفس ودهاقنة التربية!!!

حقاً.. إنه ليس أنجع من الصمت أو محاولة الصمت عندما يستبد الغضب بالإنسان.. فإذا ما ذهب الغضب فليقل ما يشاء..

وعندها لن يكون القول أحجارا تهدم، بل سيجيء القول عتابا يبتسم..!

والسؤال الأهم الآن:

من يستطيع إسكات غضبه ودرء انفعالاته.؟!

إنه لن يؤتى ذلك إلا ذو حظ عظيم..!

آخر الجداول

للشاعر إبراهيم العواجي: